السينما تعلو سماء مراكش

فعاليات المهرجان الدولي للفيلم تتواصل بعرض أفلام في المسابقة تتواصل فعاليات الدورة 19 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، فقد كان عشاق السينما، أول أمس (الأحد)، على موعد مع برمجة مميزة، إذ شهدت قاعة السفراء، خلال اليوم الثالث من فعاليات المهرجان ، عرض الفيلم المثير للجدل "ولد من الجنة" بحضور مخرجه طارق صلاح. وفي قاعة السفراء عرض فيلم المغربي فوزي بنسعيدي "أيام الصيف" بحضور أبطاله، فيما عرض على سينما "كوليزي" فيلم "المالكات" للمخرجة ياسمين بنكيران. إنجاز: إيمان رضيف ـ تصوير: عبدالمجيد بزيوات (موفدا «الصباح» إلى مراكش) السجادة الحمراء... الوجوه ذاتها فنانون عادوا إلى قصر المؤتمرات لمشاهدة "أيام الصيف" و"ولد من الجنة" عاد فنانون مغاربة وأجانب، مساء أول أمس (الأحد)، إلى قصر المؤتمرات ومروا على السجادة الحمراء، مرة أخرى، لكن هذه المرة من أجل متابعة أحداث الفيلم السينمائي المغربي "أيام الصيف"، للمخرج فوزي بنسعيدي، وايضا من أجل فيلم "ولد من الجنة" المثير للجدل، والذي عرض بحضور مخرجه طارق صلاح. حضور باهت اجمع العديد من الذين حضروا فعاليات الليلة الثالثة من المهرجان، على الحضور "الباهت" للفنانين المغاربة، إذ أن بعض الذين مروا على السجادة الحمراء للمهرجان، خلال حفل الافتتاح وفي اليوم الموالي، لم يعودوا إليها في اليوم الثالث. ومن بين الذين كانوا في الموعد، وحرصوا على حضور فعاليات الامسية الثالثة، ابتسام العروسي وفاطمة الزهراء الجوهري، وكوثر بودراجة، وربيع الصقلي ومحمد الجم، وزهور السليماني، وكريمة غيث. ومر على السجادة الحمراء، المشاركون في فيلم "أيام الصيف"، ويتعلق الأمر بفوزي بنسعيدي، ومحسن مالزي ونزهة رحيل ونادية كوندا، إضافة إلى المشاركين في فيلم الملكات"، منهم نسرين الراضي، ونسرين بنبشارة. "ولد من الجنة"... الممنوع من العرض لم يمر عرض الفيلم "ولد من الجنة" مرور الكرام، إذ أثار جدلا كبيرا في مصر، وهو ما دفع السلطات هناك إلى منع عرضه. لكن، هنا في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، عرض الفيلم، واحتفي به، بحضور مخرجه. وتدور أحداث الفيلم، حول آدم ، شاب متدين من بيئة فقيرة يتلقى منحة تخوله الالتحاق بالأزهر والدراسة فيه، إذ يبدو ضعيفا وقليل الثقة في ذاته، وسيتوه أكثر في دهاليز هذا الصرح الديني المهيب. ومنذ اللحظة الأولى لوصوله، يموت الإمام الأكبر، فيصبح انتخاب إمام جديد ضروريا، ويتزامن ذلك مع جريمة قتل أحد الطلاب يشهد عليها آدم. كل هذه المفارقات تضع آدم في فخ يطبق عليه شيئا فشيئا، فيضطر إلى التعاون مع الأجهزة التي تحاول فرض مرشح جديد لمنصب الإمام الأكبر كي يبقى الأزهر في دائرة السيطرة الحكومية، وعلى آدم ان يساعدهم. ويجد الشاب الفقير الذي لا سند له سوى أحلامه المسلوبة منه، إذ أصبح ضحية صراعات على السلطة. وتبدأ حرب على النفوذ وتفتتح معركة ممارسة تأثير كبيرة بين المراجع الدينية من جهة والأمن والسياسة من جهة أخرى. وطيلة الفيلم سيبدو آدم مصدوما من المنحى الذي ستأخذه الأحداث، هو الذي جاء إلى القاهرة للعلم والنور والتخلص من الجهل، سيغرق في ظلام أشد وهو يكتشف كواليس الأزهر. بنسعيدي: "أيام الصيف" مشروع خاص قال لـ"الصباح" إن الفيلم انطلق من ورشة حول إدارة الممثل وتحول إلى فيلم قال المخرج السينمائي فوزي بنسعيدي، إن فيلمه "أيام الصيف" الذي عرض في إطار فعاليات المهرجان الدولي للفيلم في مراكش، في فقرة "بانوراما السينما المغربية"، مشروع خاص. وأوضح بنسعيدي في حديث مع "الصباح" أن الفيلم انطلق من ورشة إدارة الممثل "اقترحت حضور مجموعة من الممثلين الذين تعودت على الاشتغال معهم، فاشتغلنا على مسرحية شهيرة، باعتبار أن المسرح أحسن مجال لتلقين أو فهم ادارة الممثل"، حسب تعبيره. وأضاف بنسعيدي انه "في البداية، اشتغل الفريق في مدرسة للسينما في إطار ورشة، لكن في في ما بعد أحسسنا أن هناك شيئا ما لابد من تطويره ثم فكرت في تقديم فيلم، لا يستغرق الاشتغال عليه الكثير من الوقت"، قبل أن يضيف انه من حسن الحظ، تمت الموافقة على انتاج الفيلم. وكشف المتحدث ذاته، أن فيلم أيام الصيف، مغربي 100 في المائة، ويجمع 10 ممثلين يعتبرون من النخبة، من أجل ذلك "فكرت في أن يكون عرضه العالمي الأول بالمغرب، وهو نوع لرد الجميل للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش». وفي سياق متصل، تدور احداث الفيلم حول عائلة مثقلة بالديون تلتقي في مدينة طنجة هربا من ذكريات مؤلمة، لكنها متشبثة بماض ترفض نسيانه. تجد نفسها مضطرة إلى بيع ممتلكاتها الرائعة في بداية الخريف، لتتلاشى أيام الصيف شيئا فشيئا لتصبح مجرد ذاكرة بعيدة. "السياسة" تفرق أعضاء لجنة التحكيم سورنتينو: من الصعب الالتزام بقضايا آنية مرتبطة بالراهني نجحت "السياسة" في تقسيم اعضاء لجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته 19، إذ في الوقت الذي اعتبرت فيه المخرجة اللبنانية نادين لبكي، أنه من واجب المخرج الالتزام بطرح أحداث وقضايا السياسة والنزاعات وفق منظور شخصي للمخرج، يدافع من خلاله عن وجهة نظره، قال باولو سورنتينو، رئيس اللجنة، إنه من الصعب الالتزام بقضايا آنية مرتبطة بالراهنية. وأوضح سورنتينو، خلال ندوة صحافية، أنه لا يفضل الاشتغال على القضايا السياسية الراهنة، إذ عوض ذلك، يركز على قضايا تاريخية "يجب أن يترك المخرج مسافة كافية بينه وبين الحدث للتحقق منه وقراءته بشكل كاف ومعمق"، قبل أن يضيف "لا يمكن أن يقوم المخرج بمهام الصحافي». واعتبرت لبكي أن المخرج له دور كبير، ومن المفترض أن يكون أيضا مسؤولا، مشيرة إلى أنه رغم الصعوبة التي تعيق هذا الدور وفي ظل الأوضاع الصعبة التي نمر منها "من المهم أن نتحدث عن هذا النوع من الشلل والجمود الذي يواجهنا». وتابعت حديثها بالقول "إذا كان لدى المخرج الحظ ليعبر عن رأيه، وأن يسمع صوت الآخرين، عليه استغلال ذلك، مع الحرص على اختيار الزاوية والمحور للحديث عن بعض الأشياء والتعمق والبحث فيها"، حسب تعبيرها. وردا على سؤال آخر، قالت لبكي إنها تتمنى أن تكون نموذجا إيجابيا لنساء أخريات حتى ينجحن بهذا المجال ،خاصة في العالم العربي الذي يعرف صراعا متواصلا بالنسبة إلى النساء للوصول وتحقيق ما يرغبن به. وأوضحت المخرجة أنها لم تشعر أبدا بالحاجة للحديث عن النساء بشكل خاص "لأنني امرأة أعبر عن أشياء أريد مشاهدتها على الشاشة «. ومن جانبها، قالت المخرجة ليلى المراكشي، أنها ترعرعت بالمغرب، مشيرة إلى أن هناك صراعات بين المرأة والرجل لتحقيق المساواة خاصة بهذا المجال، أي الاخراج، من أجل ذلك، حسب تعبيرها، تحمل مسؤولية إيصال صوت النساء عاليا». وفي موضوع آخر، قالت النجمة البريطانية فانيسا كيربي، إن الفيلم الجيد هو الذي ينسج علاقة بينها وبين أشخاصه، وهو ما تسميه بالتعاطف الوجداني في السينما، مشيرة إلى أن الفيلم الجيد هو الذي يصحح الأفكار الخاطئة. وتابعت حديثها بالقول "ما يهمني في الفيلم هو كل ما يؤثر في، ويجعلني أتقاسم تجارب إنسانية، أنا محظوظة لأني أعمل في السينما، ما يساعدني على تجاوز حدودي وعقباتي وأحكامي المسبقة». كوندا: ينقصنا الكثير < سعيدة بالمشاركة في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته 19، بعد الجائحة والمشاكل التي ترتبت عنها. كما أن المهرجان فرصة لمشاهدة جديد الأفلام السينمائية، سيما المغربية، منها فيلم مريم التوزاني، وفيلم "ملكات" لياسمين بنكيران، علما أنه من الأفلام التي برمج عرضها في إطار فعاليات المهرجان، "أيام الصيف" للمخرج فوزي بنسعيدي والذي أشارك في بطولته. < الفيلم عبارة عن مشاهد مسرحية، وهو فيلم يضم مجموعة من الأسماء المغربية، والتي قدمت أيضا فيلم "وليلي"، والأكثر من ذلك، تم الاشتغال عليه بشكل جماعي رفقة بنسعيدي، علما ان الميزانية لم تكن كبيرة جدا، وهو ما أعتبره فيلم الأصدقاء. كما أنه من خلال هذا الفيلم عادت الممثلة منى فتو إلى السينما، بدور مهم، إذ تجسد دور البطولة. < جسدت في فيلم "ويلي" دورا مختلفا عما قدمته في فيلم "أيام الصيف"، إذ لعبت في الثاني، دور فتاة شابة ابنة الشخصية التي تجسدها فتو، وهو الدور الذي حاولت فيه تقمص شخصية الفتاة المدللة، عكس دوري في "وليلي». < أحرص على مشاهدة أغلب الأعمال المغربية، سواء المسلسلات والأفلام، وحاليا أتابع مسلسل "بغيت حياتك"، الذي يعرض على شاشة القناة الثانية "دوزيم". وبكل صراحة، العمل في المستوى، واتمنى بصدق أن نستمر على هذا النحو، ونظل في المستوى نفسه، لنقدم أعمالا أخرى مميزة. أعجبت بالعمل إلى درجة أنني تمنيت لو كنت من فريقه. < أعتقد أن ما يميز السينما الأجنبية عن المغربية، هو الإنتاج، إذ غالبا ما ترصد ميزانية مهمة لإنتاج الأفلام والمسلسلات عكس الأعمال المغربية. كما أن بعض الدول الأجنبية، تحرص على حماية الفنان، وتقدم له كل حقوقه، صحيح أن المغرب يحاول السير في هذا الاتجاه، لكنه مازال يحتاج إلى الكثير. كواليس رواد غاب رواد الفن عن السجادة الحمراء للدورة 19 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وهو ما أثار تساؤل الكثيرين. فمن بين الرواد الذين حضروا محمد الجم، وعمر العزوزي، دون أن تسجل الرائدات حضورا. غياب اعتذر عضوان من لجنة تحكيم المهرجان، عن الحضور، ويتعلق الأمر بالمخرجة الدانماركية سوزان بير، والممثل والمنتج الأمريكي أوسكار إسحاق. وقالت مصادر إن التزامات مهنية حالت دون حضور سوزان بير، فيما كانت مشاكل صحية وراء غياب أوسكار إسحاق. تأجيل عرفت برمجة المهرجان، بعض التغييرات، فقد كان من المقرر عرض فيلم "أيام الصيف" للمخرج فوزي بنسعيدي، السبت الماضي على الساعة العاشرة والنصف ليلا، لكن تقرر تأجيل ذلك إلى مساء أول أمس (الأحد)، دون أن تقدم إدارة المهرجان أسباب ذلك.

السينما تعلو سماء مراكش

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحت الدف

"عبدلينيو" لهشام عيوش في مهرجان الفيلم بمراكش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات