مستثمر في «الغاسول» فضل العمل التعاوني ونجح في تثبيت اسم تعاونيته لإنتاج مواد التجميل داخليا وخارجيا كسب الشاب لحسن لهبوب ابن ميسور، خبرة هامة في مجال الزيوت النباتية والمقطرات والأعشاب الطبية والعطرية، مكنته من تسلق سلم الشهرة وتوسيع رقعة انتشار ما تنتجه تعاونية يترأسها، من مواد مختلفة ومتنوعة، بعضها يصدر إلى أوربا والخليج. مرت 5 سنوات على تأسيس لحسن الشاب العازب وعمره 31 سنة، تعاونية دار البلدي في ميسور بعد سنة ونصف قضاها في تعاونية "صحاري بيو"، التي لم تكتب لها الاستمرارية. مدة كانت كافية ليصنع لاسمها مكانا مميزا بين تعاونيات مماثلة في كل ربوع الوطن وخارجه. أهم مكسب حققه هو التعامل مع أسواق خارجية لتسويق منتوجات التعاونية ولو بكمية أقل من المتطلع إليه، سيما من الصابون البلدي والغاسول بإسبانيا وهولندا وقطر والسعودية، في انتظار تثبيت علامتها التجارية بشكل قانوني يسمح له بالتعامل مع أسواق بقارات أخرى. لهذه التعاونية حاليا 3 نقط رئيسية لبيع منتوجاتها الطبيعية ذات الجودة العالية بميسور والبيضاء والرباط، ومحلات أخرى بصفرو ومراكش وتطوان وسلا والقنيطرة وتمارة وطنجة يتسلم أصحابها منها مواد مختلفة لترويجها في أفق توسيع تسويقها بكل المدن. ولا يقتصر الأمر على التسويق المباشر، بل يتعداه لإشراك راغبين في تنمية دخلهم في ترويج المنتوجات، موازاة مع التسويق الإلكتروني الذي يعتبره لحسن "مهما" و"أوليته اهتماما كبيرا منذ تأسيس التعاونية. أحدثت صفحتين بفيسبوك وإنستغرام كان لهما دور في التسويق". الصفحتان ساهمتا في الدعاية للتعاونية حتى قبل الشروع في الإنتاج، والآن "تجد صفحات خاصة بكل فرع من فروعنا بمختلف المدن، تعتبر بوابة هامة في التسويق"، عوض الاقتصار على الطرق التقليدية التي لم تعد تجدي نفعا سيما في الظروف الاستثنائية. ويؤكد لحسن لهبوب "نحرص على تنويع الإنتاج، ولا نقتصر على المواد الطبيعية والزيوت النباتية والمقطرات والنباتات العطرية والطبية، بل ننتج أيضا خل التفاح والغاسول والصابون البلدي والعكار الفاسي والكحول ومواد تجميل أخرى يزداد الطلب عليها". ويؤكد على إنتاج عدة مواد تجميل أخرى تعتمد زيوتا طبيعية بشتى أنواعها، سيما بذور التين الشوكي ولبان الذكر وأركان والزعفران الحر وجوز الهند، إضافة للمقطرات وأقنعة الطين ووصفات طبية بالأعشاب وكريمات طبيعية والمقشرات والشامبوان والسيرومات. الزيوت وحدها تشكل نسبة كبيرة من منتجات التعاونية، بما فيها زيوت اللوز المر والحلو والسمسم وبذور العنب والورد الدمشقي والسالمية والنعناع العبدي والحشيش الأخضر وإكليل الجبل والخروع والجليسيرين والحبة السوداء والجوجوبا والخردل ونواة المشمش. ولا تقل المقطرات أهمية عن هذه الزيوت التي يحرص في ملصقاتها الإشهارية على تبيان أهميتها، سيما مقطرات الورد والبابونج والخزامى وإكليل الجبل والزعتر وعرق السوس والسالمية وزهرة البرتقال والأوكاليبتوس، إضافة للغاسول من أنواع مختلفة من الصلصال. ويؤكد لحسن أن طموحه لن يتوقف عند ما تحقق، بل يأمل في اكتساح أسواق خارجية أخرى وتنويع جنسيات وثقافات الزبناء وتوسيع رقعة انتشار ما تنتجه التعاونية التي يرأسها ولا تضم فقط شبابا، بل حتى نساء مسنات ذوات مهارات وقدرات تحتسب لهن في المجال. "دار البلدي تصنع الجمال" شعار حملاته للتسويق الإلكتروني، سيما لمواد تجميلية تصنع بطريقة تقليدية استثمارا لثروات طبيعية متوفرة بميسور مدينة الغاسول التي "استفاد منها العالم عبر الزمن ولعدة قرون، لأغراض طبية وتجميلية وآن الأوان للاستفادة منها". ويطمح لحسن لتنويع الإنتاج ومزيدا من النجاح، مؤكدا "لست نادما على اختيار هذا المجال" بعدما لم يكمل دراسته في علم الاجتماع بكلية الآداب سايس بفاس، ليس لعدم اجتهاده، إنما لأن "طرف د الخبز" أهم مهما كانت الوسيلة لكسبه بطرق مشروعة وقانونية. "لقيت الدومين مزيان بعدما اكتشفت الميدان واكتسبت تجربة. وشفت راسي ما غاديش نعطي فالقراية بقدر عطائي فالمجال التعاوني" يؤكد الشاب رئيس التعاونية ويسير حاليا أحد أكبر المحلات بالرباط المختصة في بيع ما تنتجه من مواد يشجع الكل على الإقبال عليها". حميد الأبيض (فاس)