جنون الجزائر يسرع نهاية “بوليساريو”!

قادة الجبهة لا يفقهون في السياسة وبارعون في التسول ومراكمة الثروة بقلم: الفاضل الرقيبي لطالما تشدقت الدعاية الجزائرية بأنها ليست طرفا في نزاع الصحراء، ولا أطماع سياسية أو اقتصادية لها في الإقليم، إلا أن العملية العسكرية المغربية في الكركرات، في نونبر 2020، أخرجت السياسة الجزائرية عن صوابها. وما رسائل التنديد بافتتاح القنصليات، وإغلاق المجال الجوي أمام حركة الطيران المغربية، مرورا بإنهاء عقد الأنبوب المغاربي، وصولا الى تعليق ما يسمى "اتفاقية الصداقة وحسن الجوار مع المملكة الاسبانية" إلا تعابير واضحة وردود أفعال مرتبكة لما وصلت إليه الدعاية الجزائرية في قضية الصحراء، ففجأة تبخرت شماعة "مبادئ نونبر"، ونصرة المظلومين إلى خروف ينطح في كل اتجاه، باحثا عن أمل وهمي في إرجاع الأوضاع إلى ما قبل العملية الأمنية. وبعد أن كانت الأيادي الجزائرية تحرك خيوط "بوليساريو" في الظلام، ومن وراء حجاب، برزت للعلن وأصبحت طرفا عمليا في قضية الصحراء وبات ساستها لا يتحرجون من الإعلان عن هذا الموقف. وفي خضم هذا التلاطم الذي يهز أرجاء المرادية، وجملة ردود الأفعال، ظهرت قيادة "بوليساريو" هزيلة ومعزولة عن كل ما يحدث، وعادت إلى حجمها الطبيعي، أي أنها حزب جزائري خالص ينتظر التعليمات، ويتحين أي ظهور إعلامي ليثني على جهود الجيش الجزائري في مسرحياته التهريجية التي يطلق عليها مناورات. كما أن موقع الجبهة من خارطة ردات الفعل الجزائرية يثير السخرية، خصوصا ما قيل إنه وقف لعمل مكاتبها بإسبانيا، وكل هذا يدل على أن حكام الجزائر توصلوا إلى مسلمة غابت عنهم لسنوات كثيرة، وهي أنه لا يمكنهم التعويل على "بوليساريو" خارج مخيمات تندوف، فهم مجموعة من كهول ما قبل سقوط جدار برلين يموت أغلبهم في مستشفيات الأورام السرطانية بعيدين ومفصولين عن واقع المخيم، ولا يفقهون في السياسة، بقدر ما هم بارعون في مراكمة الثروة والاتجار بصور النساء والأطفال تسولا واستعطافا. ولعل هذا الجنون الجزائري أظهر حجمهم وحقيقتهم التي لا تتخطى الاتجار، فشنقريحة، الذي أمضى ثلاثة أيام على مقربة من المخيم، والذي كان في السابق لا يفوت فرصة إلا واجتمع بقيادة "بوليساريو"، ليمدها بالتعليمات، بل كانت زياراته للرابوني تساعد على فهم خارطة النفوذ داخل الجبهة، إلا أنه هذه المرة، ورغم تسابق كهول "بوليساريو" عليه، رفض استقبال أي أحد منهم، حتى إبراهيم غالي، الذي أوفد مجموعة من معاونيه إلى سرية المقر العام بتندوف، لإبلاغهم أنه أعد مأدبة عشاء على شرف شنقريحة، لم يتلق أي رد، وعاد خاوي الوفاض. وهي رسالة فهم منها أن الجنرلات غير راضين عن مهازله في المخيم، والتي ما انفكت تسبب لهم الإحراج دوليا، خصوصا الملف الأمني والتجاوزات الحقوقية. لن تكون هناك مبالغة أو رجم غيب إن تحدثنا عن نهاية وشيكة ومخزية لهذا المشروع، الذي استنزف الكثير من وقت وأموال الجزائر، دون أن يأتي أكله، فها هي نتائج نصف قرن من رعاية هؤلاء، اقتصاديا وعسكريا، ومخيمات مليئة بالمجموعات الإجرامية، وقيادة هرمة، أقصى طموحاتها جمع الأموال، وفوق كل هذا، جزائر مجنونة معزولة عن العالم، تحاول بشتى الطرق تأجيل الانفجار الداخلي، غير أن "كابراناتها" بعبثهم هذا، إنما يسرعون سقوطا مدويا لهاوية لا يريدها أحد لدولة مغاربية، لا تستحق ما يحدث لها وفيها.

جنون الجزائر يسرع نهاية “بوليساريو”!

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

استقلاليون يطعنون في "شرعية" وزراء

تدابير عاجلة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات