“الفلقة” تطيح بفقيه
باشرت مصالح الدرك الملكي بباب برد إقليم شفشاون، أمس (الأربعاء)، بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة، مع “فقيه” يدرس التعليم العتيق بباب تازة متورط في تعذيب وتعنيف تلاميذته القاصرين.
وحسب مصادر “الصباح”، فإن التحقيق مع المشتبه فيه، البالغ من العمر 44 سنة، يأتي بعد أن أطاح به شريط فيديو تم تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر من خلاله وهو يعرض مجموعة من القاصرين للتعذيب، عن طريق ما يسمى “الفلقة”، وهو ما استنفر مصالح اليقظة المعلوماتية التابعة لولاية أمن طنجة التي تمكنت من إيقافه، مساء أول أمس (الثلاثاء).
وأضافت المصادر ذاتها، أن الشريط الذي تم تداوله ومدته دقيقة و56 ثانية، أظهر إمام مسجد يعنف عددا من تلاميذته في التعليم العتيق كانوا بصدد حفظ “القرآن الكريم”، إذ عرضهم عن طريق عقوبة يطلق عليها “الفلقة”، للضرب المبرح بواسطة عصا وسط قاعة للتعليم العتيق، التي كانت مسرحا للجريمة دون اكتراث ببكائهم وتوسلاتهم وتداعيات الفعل الجرمي على نفسيتهم.
ومن خلال الشريط الذي عاينته “الصباح”، يظهر أحد الشباب الذي كان مزهوا بحصص التعذيب التي يتعرض لها الصغار، إذ كان يحمل التلاميذ ممسكا بأرجلهم بشكل يشل حركاتهم حتى يسهل مهمة “الفقيه”، الذي ظهر وهو يبادر لتعريض الضحايا الصغار للإيذاء العمدي بضربات أسفل أقدامهم، قبل أن ينهي حصص تعذيبه بحرصه على ضرب كل ضحية فوق الأرجل في مناطق خطيرة، يمكن أن تتسبب في كسور.
وتفاعلت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بطنجة، مع المعطيات الخطيرة التي تضمنها الشريط، واستنفرت مختلف عناصرها لتحديد هوية المشتبه فيه، قبل أن تنجح الأبحاث والتحريات المنجزة في إيقاف “الفقيه” المتورط، الذي يعمل إماما لمسجد بمنطقة باب تازة، ساعات بعد انتشار الفيديو المثير للجدل والاحتقان لدى الرأي العام.
وبعد إيقاف الفقيه المتهم، بادرت المصالح الأمنية التابعة لولاية أمن طنجة، إلى تسليمه لمصالح الدرك الملكي بإقليم شفشاون، تنفيذا لتعليمات النيابة العامة، التي عهد لها بالتكفل بإجراء البحث القضائي في القضية، باعتبارها المختصة ترابيا.
وتقرر الاحتفاظ بالموقوف تحت تدابير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي، الذي تشرف عليه النيابة العامة، لتعميق البحث معه، وكشف جميع الأفعال الإجرامية التي تورط فيها، في انتظار الانتهاء من الأبحاث لاتخاذ المتعين قانونا.
محمد بها