فاجعة تهز قصبة تادلة

غرق 18 شابا وشابة بعد محاولات الهجرة السرية إلى أوربا تخيم سحابة حزن كئيبة على سماء قصبة تادلة، منذ الجمعة الماضي، بعد أن انتشر خبر غرق 18 شابا وشابة، كانوا على متن قارب يمخر عباب البحر نحو لاس بالماس، لكن جرت رياح البحر بما لم يشتهه القارب الذي كان يقلهم، ولا رغبات ركابه الذين وجدوا أنفسهم وجها لوجه أمام الموت المحتوم. ووفق مصادر مطلعة، قاوم الضحايا الموت الذي باغتهم، بعدما غمرت المياه قاربهم، وكانوا يمنون أنفسهم بالوصول إلى الضفة الأخرى، بعد أن ضاقوا ذرعا في مدينة أقبرت أحلامهم،إثر انسداد أبواب الأمل في وجوههم، وانعدام فرص العمل التي كانت توفرها بعض المعامل التي أغلقت أبوابها، وظل شباب المدينة يواجهون تداعيات العطالة وشبح الموت اليومي الذي يتسرب إلى نفوسهم كل صباح، تعمقه رتابة وبؤس قاتل بمشاهدهما المقرفة. وتحدثت مصادر "الصباح"، عن ضياع قارب الضحايا وسط البحر أربعة أيام متتالية، قبل أن يعم اليأس والإحباط نفوس المهاجرين السريين الذين لم يجدوا كميات كافية من الماء والغذاء، لمواجهة مصيرهم المحتوم. ووردت أخبار لأسر الضحايا من لاس بالماس بعد انقطاع الاتصال بالمهاجرين السريين بعائلاتهم، تؤكد وقوع الفجيعة، وتحولت المدينة الهادئة، التي كانت تستعد لانطلاق حملتها الانتخابية إلى مناحة كبيرة، لا تسمع فيها إلا نحيب الأمهات اللواتي فقدن فلذات أكابدهن،ولم ينعمن بقبل فرص الوداع الأخير. و انتشر خبر الفجيعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونشرت بعض المواقع المحلية صور الضحايا الذين يقدر عددهم بحوالي 18 شابا من بينهم 6 فتيات، بذلواجهدا لتوفير ما قدره 40 ألف درهم لتسليمه إلى وسيطة كانت تنسق مع مافيا الهجرة السرية، التي كانت تتحين فرص إغراء الشباب والشابات في قرى ومدن الجهة، وتحث الضحايا على ركوب المغامرة، والهروب من مدينة لم تمنحهم سوى اليأس ما يدفع الشباب، الذين أنهكهم طول الانتظار، لركوب أمواج البحر العاتية، لعلهم ينعمون بحياة أفضل، يستعيدون فيها إنسانيتهم وكرامتهم. وتفيد العطيات الأولى، أن الضحايا المفقودين في عرض البحر منذ الثلاثاء الماضي، تتراوح أعمارهم ما بين 17 سنة و27، 12 منهم يتحدرون من مركز قصبة تادلة بإقليم بني ملال، أما الآخرون من ضواحي المدينة، ويعتقد أن رحلتهم انطلقت من مدينة قصبة تادلة قبل أيام، نحو أكادير، وتمت العملية في سرية تامة، بعدها أعدت العدة لركوب البحر إلى جزر الكناري، قبل أن يتلقوا وعودا بوصولهم إلى بر الأمان على متن قارب مطاطي، لكن القدر المحتوم كان يخبئ لهم مفاجأة غير سارة، بعد أن انقلب القارب الذي كانوا على متنه، ووجد الضحايا أنفسهم أمام الموت ، وبذل الغرقى جهدا لإنقاذ أرواحهم، قبل أن تتدخل شرطة خفر السواحل الإسبانية لمد يد المساعدة إلى الناجين، ونقلهم إلى مراكز الإيواء، في انتظار استكمال كافة الإجراءات القانونية. وتحول الحادث المؤلم إلى تراجيديا إنسانية مفعمة بالألم، بعد أن علمت العائلات تعرض القارب الذي كان يقل أبناءها لحادث مفاجئ،بعدما كانوا يحلمون بحياة كريمة في بلاد المهجر، واختاروا طريق الهجرة السرية غير الموفق، ليتحرروا من الظروف القاسية التي يكابدونها يوميا. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بعض صور الضحايا، بالإضافة إلى صور خيم العزاء التي نصبتها العائلات، لتلقي التعازي في فقدان فلذات أكبادها الذين مازال مصير بعضهم مجهولا في ظل شح المعلومات المتوفرة لحد الآن. ولا تزال عائلات الضحايا تترقب كل ساعة، توصلها بمعلومات دقيقة عن الناجين، وعدد الضحايا والمفقودين الذين لم تنتشل جثثهم من البحر لحد الآن، فضلا عن مآل التحريات والأبحاث التي تقوم بها شرطة خفر السواحل الإسبانية التي تدخلت لإنقاذ الضحايا، علما أن أخبارا تؤكد أن بعضهم مازال على قيد الحياة بعد أن قاوم الأمواج العاتية، و لم يستسلموا للموت، وتشبثوا بالأمل إلى حين وصول فرق الإنقاذ. وتلتمس الأسر المكلومة بقصبة تادلة، دخول جهات عليا على الخط، لإحضار جثث أبنائها ودفنها في مثواها الأخير بقصبة تادلة، وتبديد الشكوك التي تراود الآباء والأمهات التي تتضاعف معاناتهم يوما بعد آخر. سعيد فالق (بني ملال)

فاجعة تهز قصبة تادلة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"جدل التجارب" جديد بشتاوي

إحالة 6 متهمين على استئنافية الجديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات