ثلاثة أسئلة: شهادة دولية

وصلت الشراكة المغربية الصينية في مواجهة كورونا إلى مرحلة نقل تصنيع اللقاحات إلى المغرب، كيف تقيمون هذه الخطوة في ظل اقتراب المغرب من بلوغ مناعة "القطيع" المحدد من قبل منظمة الصحة العالمية في تلقيح 70 في المائة من السكان؟ المبادرة الملكية تأتي تكملة لما قام به الملك بتنسيق مع المسؤولين الصينيين بدءا بإجراء أبحاث سريرية في المغرب وتزويد المغرب باللقاح ثم في الأخير نقل تكنولوحيا صناعة اللقاح إلى المغرب، وفعلا كانت الأبحاث السريرية فرصة مواتية لانفتاح المنظومة الصحية المغربية على تخصص جديد في الصناعات الدوائية وليس فقط المساهمة في المجهودات الدولية في الحد من انتشار الجائحة، وكان الهدف البعيد المدى هو استئناس الأطباء والمختبرات المغربية بهذا التخصص، والآن وصلنا إلى تفعيل الاتفاق المبرم مع الصينيين بخصوص نقل التكنولوجيا المستعملة في صناعة اللقاحات الصينية إلى المغرب وعبره إلى إفريقيا، وحتى نحو العالم بأسره. هل مازالت هناك فرصة أمام المغرب لدخول نادي الدول المصنعة والمصدرة للقاحات كورونا؟ نقل تكنولوجيا سينوفارم من الصين إلى المغرب يعني أن بلادنا ستكون هي منصة تزويد إفريقيا، على اعتبار أن سوق اللقاحات ليست كبيرة بالمقارنة مع سوق الأدوية، وإذا أخذنا كل دولة على حدة فإنها لن تشكل سوقا كافيا لاستيعاب استثمار في هذا المجال، ولكن ذلك وحده لا يكفي، إذ يجب أن تتوفر الدول الطامحة لتصنيع اللقاح على حد أدنى من الخبرة والكفاءة في مجال صناعة الدواء التي أصبحت للمنظومة المغربية شهادة دولية عليها، لأن القدرة على دخول المجال لا تتوفر إلا عند الدول التي راكمت سنوات من العمل، وهو ما حظيت به مختبرات مغربية أصبحت تتعامل فعلا مع السوق الإفريقية. ولا يمكن القول بان صناعة اللقاح مرتبطة بالجائحة الحالية، لأن الوضع الصحي العالمي أصبح يرجح كفة ضرورة التعايش طويل المدى مع كورونا، بالنظر إلى تعدد سلالاتها المتحورة، وهي محددات بالإضافة إلى أخرى تجعل المشروع قابلا للنجاح في المغرب وليس في دولة أخرى. ما مدى إمكانية تحول شراكة كورونا إلى صناعة طويلة الأمد؟ لم يكن الاتفاق المبرم مع الصينيين يقتصر على لقاحات الحرب ضد الجائحة الحالية، علما أن مواجهة "كوفيد 19" ستستمر لسنوات، كما هو الحال في مواجهة كل الجوائح التي اكتسحت البشرية في السابق، إذ لا بــــــد مــــــن استمــــــرار استعمال اللقاحات فـــــي إطـــــــار مــــا يسمى "جرعـــــــات التذكيــــــر" وقـــــــد يتحول لقـــــاح كورونا إلـــــــى لقـــــاح موسمي يجــــب أخـــــذه بالنسبـــــة للأشخاص الأكثـــــر هشاشـــــة مــــن الناحية الصحية، كما هو الحال بالنسبة إلى الأنفلونزا العادية. كما أن الاتفاق مع الصينيين لا يقتصــــر علـــــى مواجهـــــة جائحـــــة كوفيــــد، علــــى اعتبـــــار أن الشركـــــة الصينية تنتج عددا كبيرا من أنواع اللقاحات، سواء المستعملة من قبل البالغين، أو تلك المخصصة للأطفال. أجرى الحوار: ياسين قُطيب

ثلاثة أسئلة: شهادة دولية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حقيبة اليد الصغيرة إطلالة الموسم

أثرياء الحشيش في ملفات تبييض الأموال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات