ثقافة التشتت

3 أسئلة إلي * إدريس القصوري > أعاد تفكك تحالف اليسار سؤال التحالفات السياسية إلى الواجهة. ما هي أسباب فشل تجارب توحيد اليسار؟ > إن اليسار رسخ أزمات التشتت والتشرذم على مر السنين، نظرا لأن تجربة الفكر اليساري أسست على مرجعيات متعددة وأحيانا متضاربة منهجيا. ولأن التأسيس الراديكالي في البداية، كان من قبل شباب متحمس وطموح لم يخبر جيدا السياسة من داخل المؤسسات، طغت عليه الشعارات أكثر من الممارسة، ما جعله لا يتقن التفاوض، ولا يجيد التفاهمات ولا يعرف خطوة إلى الوراء من أجل خطوتين إلى الأمام. كما أنه لا يعرف تقدير موازين القوة، ولا يتكيف مع السياقات، ناهيك عن أن مكوناته لم تتخلص من حب الزعامة والتعالي وادعاء الطهارة، وهي الوضعية التي تفسر الصراعات المتوالية، وعدم التواصل والتخوين والسجال المفرط وعدم معرفة كيفية حسم الخلافات والتفاهم وجني النتائج. والأكثر من ذلك هو ضعف الثقة وعدم الانضباط، واعتياد التمرد والعصيان وقلب الطاولة، في غياب ثقافة التوافق والاعتدال، وإتقان التسويات وإبرام الاتفاقات، وطغيان الكولسة الزائدة. > لماذا فشلت الكتلة الديمقراطية في الصمود أمام امتحان دستور 1996 والانتخابات؟ > شكلت الكتلة أول تجربة ناضجة في تاريخ اليسار المغربي ، لكنها أجهضت عند الامتحانات القوية والحرجة، لأنها بنيت على عاطفة التاريخ، وإرادة النجاح في مواجهة رجل الدولة القوي ادريس البصري. لم تحضر الكتلة جيدا لكيفية العمل حتى تتحول إلى إستراتيجية طويلة المدى والنفس وقوية الإرادة وصلبة البنية، فانهزمت أمام مناورات النظام، الذي لم يترك لها فرصة للنجاح والاستمرار، خاصة أن المعركة كانت داخل إطار الدستور والاستحقاقات في مرحلة وسياق تحول مقبل بخصوص الملك. وكان الملك الراحل يهيئ شروطا آمنة لانتقال الملك والاطمئنان على ذلك، والأمر لم يكن سهلا، علما أن مكونات الكتلة لم تكن على قلب واحد وبينها مسافات وتوترات وتقديرات ومواقع مختلفة ومتفاوتة من النظام ومن صورة الدولة والحكم ومشروع المجتمع المنشود. > هل يمكن الرهان على وحدة أو تحالف في ظل ارتكازهما على الانتخابات أكثر من المشروع المجتمعي؟ > بخصوص الرهان على الوحدة أو التحالف في سياق الانتخابات، فيرتبط بنوع التربية التنظيمية لليسار، التي يغيب فيها الانضباط أولا، والتي لا تقبل ولا تحتمل التحول والانصهار في تنظيمات جديدة، بناء على تقديرات سياقية مغايرة، فضلا عن نزعة الزعامة ومرض التهافت على المواقع الرسمية، كما كان داخل النقابات والجمعيات. وقد تضاعف اليوم هذا الطموح برغبة تحسين الموقع التفاوضي للحزب، وكذلك برغبة استفادة «المناضلين»من المراكز ومن الريع والامتيازات، لأن اليسار لم يعد يسارا أجرى الحوار: برحو بوزياني *باحث ومحلل سياسي

ثقافة التشتت

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ثالث ابن ببيت شوقي

كورونا يهدد الأولمبياد بـ "الويكلو"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات