تفاهمات في مهب الشعبوية

قيادات أحزاب تتخوف من اشتعال مواجهات ينفخ أصحابها في رماد نار "البلوكاج" كثفت القيادات الحزبية تحركاتها لتطويق شبح جبهات تنذر بنسف آمال التقارب إبان انتخابات شتنبر المقبل، بالنظر إلى أن خطابات شعبوية بدأت تتسلل إلى المعترك الانتخابي بالتزامن مع إعداد لوائح المرشحين، ينفخ أصحابها في رماد نار "البلوكاج"، الذي سبق انبثاق حكومة العثماني. وتسببت تحركات الكواليس الانتخابية في إشعال فتيل حراك مدني، لإقامة جبهة إنقاذ من العبث السياسي والتصدي لعودة شبح الشعبوية، بدأت شرارته في دوائر انتخابية توحدت فيها قوى المجتمع المدني ضد عودة الراغبين في الانتقام. وأطلقت فعاليات جمعوية حملة توعية تستهدف مرشحين للانتخابات المقبلة، متهمين بمراكمة تجارب فاشلة في تسيير مجالس المدن والمقاطعات، وينتظر أن يتم الإعلان عن مرافعات عمومية لتحذير الناخبين من تداعيات تحركات مشبوهة يقوم بها أشخاص معروفون بتناقضاتهم و ملفات فسادهم. وتنطلق الجمعيات المذكورة من وازع وطني ومن غيرة على مدن عبث بها العابثون السياسيون، كما وقع في فاس، سواء في مرحلة حزب الاستقلال أثناء تولي حميد شباط منصب العمدة، أو في الولاية السابقة مع العدالة والتنمية أثناء ولاية الأزمي الإدريسي، معربة أن أعضاءها تركوا مواقفهم السياسية جانبا ويحاولون الاتحاد من أجل فاس إحدى بوابات تاريخ المغرب، بالتزامن مع عودة شباط رافعا سلاح الشعبوية لطلب ود أهل فاس، الذين ذكروه بتهديداته السابقة بإحراق المدينة. وتضم لوائح المستهدفين من هذه الحملة المدنية، شخصيات تحوم حولها شبهات الفساد، بالإضافة إلى تمرسها في الماضي بأساليب الزبونية والمحسوبية التي طبعت تسييرها للشأن المحلي، في إشارة إلى رؤساء سابقين وحاليين لمجالس المقاطعات، والذين يتهافتون اليوم على الترشح مرة أخرى لتحمل مسؤوليات فشلوا فيها. ويرى أصحاب المبادرة أن ترشح أمثال هؤلاء يشكل استهتارا بمصالح المدن، وإمعانا في تشويه العمل السياسي، وعودة إلى الشعبوية وفتح المجال أمام عناصر "انتهازية" لا علاقة لها بالسياسة، إذ تستعمل العنف المادي والمعنوي لإخراس الأصوات المخالفة، وتبيح صدامات في مدن لا تزيدها إلا ضعفا ونفورا وتشوها. وحلق شبح التحالفات القبلية فوق لقاءات قادة الأغلبية والمعارضة، كما هو الحال بالنسبة إلى "بيجيدي" والاستقلال، اللذين حاولا تكثيف مشاوراتهما، دون أن تتسرب من الكواليس أسباب نزول اجتماعات تتم بغرض تقسيم الخارطة السياسية، إذ تم الاقتصار على لغة عامة من قبيل "تقاسم وجهات النظر حول تطورات الوضع السياسي" ، و"التحديات المعقدة المطروحة أمام الفاعل الحزبي للنهوض بأدواره التأطيرية والتوجيهية والاقتراحية في أفق طفرة نوعية تستجيب لحاجيات وانتظارات المواطنات والمواطنين، ومن شأنها استعادة ثقة المواطن للمشاركة في الحياة العامة، والمساهمة في تفعيل المواطنة النشيطة، والانخراط الإيجابي في البناء المشترك". وقد أكد الطرفان في ضوء قراءتهما للمرحلة إرادتهما المشتركة والقوية على الإسهام إلى جانب كل الأحزاب السياسية الوطنية وكافة القوى الحية في المجتمع، من أجل مواصلة مسار الإصلاح السياسي والمؤسساتي، وتسريع وتيرته، بما يوطد دولة الحق والقانون والمؤسسات، ويعزز مصداقية المؤسسات المنتخبة، تعزيزا للمكتسبات الديمقراطية والسياسية والتنموية التي راكمتها بلادنا، وتحصينا للنموذج المجتمعي المغربي الدينامي والمتطور، في انسجام مع الثوابت الدستورية الجامعة ككل غير قابل للتجزيء. وسجل البلاغ تثمين قيادتي الحزبين انطلاق ورش المشاورات مع رئيس الحكومة حول الإصلاحات السياسية والانتخابية، في إطار الحوار والتشاور، سيما الإصلاحات الرامية إلى مراجعة المنظومة الانتخابية وتقوية المشاركة السياسية، وإلى تخليق الانتدابات التمثيلية، واحترام إرادة المواطنات والمواطنين في اتخاذ القرار السياسي والتنموي على الصعيد الوطني والترابي. وفي إشارة إلى لقاءات مقبلة، كشف الحزبان أن اللقاء مر في أجواء أخوية وإيجابية، وأنه تقررت مواصلة للقاءات المشتركة، بما "يسهم في تحقيق التعبئة الوطنية المأمولة لإنجاح كل الاستحقاقات الوطنية التي تستشرفها بلادنا". ياسين قُطيب

تفاهمات في مهب الشعبوية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إدانة سائقين متهمين بسرقة أسلاك نحاسية

الأهلي يرفض عرضا لبانون بثمانية ملايير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات