ورش ملكي لتثمين المدينة العتيقة

670 مليون درهم لتعزيز جاذبية المدينة وتأهيل فضاءات العيش ضخت مشاريع ملكية متعددة لتثمين الأنشطة الاقتصادية وتحسين الإطار المعيشي للمدينة العتيقة، دماء جديدة في قطاعات ومآثر تاريخية وعمرانية وثقافية مختلفة داخل أسوار مدينة الإثني عشر قرنا. وتداركت فشل برامج سابقة للإنقاذ امتصت ميزانية ضخمة دون أن تفي بمطالب وتطلعات الفاسيين. ويمتد برنامج آخر إلى 2024، أطلقه الملك قبل عام للحفاظ على استدامة المهن التقليدية، والنهوض بظروف عيش سكان المدينة القديمة، والحفاظ على طابعها المعماري والتاريخي والنهوض بإشعاعها، بعد نجاح البرنامج الأول لتجديد ملامحها وتزيينها وإعادة تأهيل وترميم عدة بنايات قديمة. و خصصت 670 مليون درهم لتعزيز الجاذبية الثقافية والسياحية، والحفاظ على مآثر ومعمار فاس العتيقة المصنفة قبل اربعة عقود تراثا عالميا إنسانيا، من قبل اليونسكو، لتبقى دوما فضاء للعيش والعمل وموروثا بشريا وحضاريا يستهوي الزوار، ويوفر الثروة ويساهم في تطوير الاقتصاد الاجتماعي. وقد وزعت الميزانية المخصصة لهذا المشروع الجديد، بدقة وتفاوت لتهيئة 1197 موقعا خلف الأسوار، منها 980 مبنى آيلا للسقوط، بثلث المبلغ، و171 مرفقا اجتماعيا للقرب تحتاج تطويرا، و33 موقعا بما فيها متحف بحاجة لتعزيز الجاذبية السياحية والاقتصادية، و9 مواقع سيشملها أيضا التحديث. ويخصص هذا المشروع 13.5 مليون درهم لترميم مواقع أخرى، وإعادة تأهيل الموروث الثقافي وتدعيم الجاذبية السياحية للمدينة القديمة، ورد الاعتبار للفضاءات العمومية ووضع نظام تعريفي لها وترصيف الأزقة، وإعادة تأهيل المداخل وتهيئة 8 مواقف للسيارات لتسهيل الولوج لأحيائها وأسواقها. وشرع في تهيئة مواقف السيارات في باب الحمراء وعين زليتن وباب الجديد وواد الزحون وباب الكيسة وبين المدون، في انتظار إطلاق أشغال تهيئة موقفي بوجلود وسيدي بونافع، فيما استبعدت وكالة إنقاذ فاس ملفات مهندسين ومكاتب هندسة لتصميم موقف تحت أرضي وتأهيل ساحة الرصيف. ويدخل تحسين مختلف منافذ وولوجيات المدينة العتيقة بالترصيف والعنونة وإقامة 8 مواقف تسع لـ 3200 سيارة، في إطار برنامج تكميلي، يهم ترميم 11 معلمة وموقعا تاريخيا و37 مكانا للاستجمام بما فيها حمامات ومرافق صحية وسقايات، و10 أماكن للعبادة أغلبها كتاتيب قرآنية ومساجد عتيقة. كما سيخضع 39 موقعا للتجارة والصناعة التقليدية لإعادة التأهيل، كما 15 موقعا سترمم في غضون السنتين المقبلتين، بما فيها دار المكينة، فيما يوجد 32 مشروعا قيد الإنجاز بينها 12 مشروعا لترميم سقايات تقليدية، بعد استكمال إنجاز مركز باب محروق ومركز التراث والمعلومات "للا يدونة". 583 مليون درهم غلاف لهذه المشاريع والنهوض بالمهن التقليدية بالفنادق العتيقة، وتحسين ظروف عمل الحرفيين، بما فيها فندقا الخراشفيين والسطاونيين وقناطر وأسواق ومدابغ وأبراج، وبناء متحف لثقافة اليهودية، وترميم متحف البطحاء، موازاة مع معالجة وترميم 2200 بناية آيلة للانهيار. مساهمة حساب تحدي الألفية الأمريكي، مهمة في كل تلك المشاريع، فيما الباقي موزع بين قطاعات مختلفة بما فيها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي رممت معالم تاريخية مختلفة بينها حمام الصفارين، في إطار البرنامج التكميلي الشامل 6 محاور بينها إتمام المنجز من تأهيل 27 مآثر تاريخية. وستلبس فاس العتيقة بنهاية الأشغال، أبهى حلة بعد إعادة تهيئة مختلف مداخلها وأبوابها وغطاءاتها السقفية، وترصيف الأزقة وساحاتها، صغيرها وكبيرها، وعنونة مرافقها ووضع نظام تعريفي خاص، ليزيد جاذبيتها وسحرها وتتجدد روحها وتبدو أصغر عمرا وأقل شيخوخة لتجذب السكان قبل السياح. وتكتسي صيانة التراث طابعا جوهريا في مسلسل إعادة التأهيل، كي تنتقل الحاضرة الإدريسية لمرحلة جديدة من التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بتوفير ثروات، وليس فقط إعادة تأهيل الجدران، و"جعل الفضاء دافعا لتنمية فاس برمتها" كما قال فؤاد السرغيني، مدير وكالة التنمية في خرجات إعلامية. ولأجل ذلك جاء هذا المشروع الملكي الهام لتتمة مشاريع سابقة رامية لتحسين حياة آلاف المواطنين القاطنين بمدينة زاخرة بالثقافة والإبداع والتراث المادي واللامادي، ويتقنون فن الحياة ويستحقون حياة أفضل في سكناهم ومختلف الأنشطة التي يزاولونها ويعيشون منها وتحسين محيط وبيئة عملهم. ويجسد ذلك إرادة ملكية للحفاظ على التراث الوطني بكل تجلياته وأشكاله التعبيرية وحمايته للأجيال الصاعدة، وتنمية سياحية بجودة وقيمة مضافتين باستغلال معقلن لما تزخر به من معمار ومآثر وتراث وطابع حضاري من قلب التاريخ ويحتاج تثمينا وإنقاذا وإطلاق مبادرات أخرى حفاظا على ذاكرة فاس. حميد الأبيض (فاس)

ورش ملكي لتثمين المدينة العتيقة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"عيطو للبوليس" تضع بنشليخة في "الطوندونس"

قاطـرة التنميـة بالجهـة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات