“باب دارنا” … نصب “جنتلمان”

رجل أعمال أوقع بمئات الضحايا ومالكي عقارات وحصل على الملايير من مشاريع وهمية تهافتت جموع على مقر شركة مشروع "باب دارنا" للفوز بـ"الهموز" التي لا تقاوم. شقق رفيعة وفيلات بأثمنة مناسبة بالبيضياء وبوسكورة ومراكش وبوزنيقة، والأكثر من ذلك الاستفادة من شقة أو فيلا بالمجان، إذ تم اقتناء شقتين أو فيلتين. أزيد من 800 شخص، من بينهم فنانون ومقيمون بالخارج واطر أغوتهم وصلة إشهارية لعب دور البطولة فيها كوميدي شهير، ظلت تبهر الأسر وتسيل لعابهم أكثر من "شهيوات" مائدة الإفطار طلية رمضان، لكن بعد أشهر اكتشف الجميع أنهم وقعوا ضحية نصب وأن المشاريع وهمية، فضاعت أموالهم، التي قدرت بسبعة ملايير. صاحب المشروع الوهمي، رجل أعمال شهير بالبيضاء، يملك فيلا فخمة بعين الذئاب، وثلاث شركات كبرى، مقيدة بالسجل التجاري بالمحكمة التجارية لذر الرماد في العيون، والتظاهر أنه يعمل في إطار القانون، لكن فضيحته عرت كل شيء وورطت كبار المسؤولين الذين تقاعسوا عن تكليف أجهزتهم للبحث في حقيقة هذه المشاريع، وإنقاذ الأبرياء من عملية نصب محكم. قادت الصدفة اعتقال رجل الأعمال في الطريق إلى مطار محمد الخامس الدولي، حيث كان ينوي مغادرة التراب الوطني، ليتم تسليمه إلى الشرطة القضائية للحي الحسني، آنذاك تقاطر العشرات من الضحايا، وأمر وكيل الملك بالمحكمة الزجرية بالاستماع إليهم. أحيل رجل الأعمال على وكيل الملك، وبعد استنطاقه، وتأكد تورطه في النصب والاحتيال أحاله على قاضي التحقيق، لتبدأ فصول مثيرة في الملف، انتهت باستدعاء القاضي لموثق، وبعد الاستماع إليه أمر بإيداعه السجن، بعد أن تبين أنه حرر عقود وعد بالبيع للضحايا، رغم علمه أن المشاريع وهمية، ودون التأكد أن العقارات التي خصصت للمشاريع لم تكن في ملكية المتهم الرئيسي. اعتمد رجل الأعمال على خطة ماكرة للإيقاع بالضحايا، بداية بتوفير مقر فخم عبارة عن فيلا بشارع ابن سينا الراقي بالبيضاء، لشركاته العقارية، وأسند مهمة استقبال الزبناء إلى غيني اعتقل بدوره، إذ كان يعرض عليهم نماذج مصغرة للمشاريع العقارية، ويقنعهم بتسديد مبالغ مهمة تتراوح بين 30 مليونا و50، تسبيقا إلى حين تسليمهم شققهم وفيلاتهم، بعد الانتهاء من الأشغال. لكن بعد أزيد من سنة، تعثرت تلك المشاريع، ولم ينجز منها أي شطر منها، ما أدخل الخوف في نفوس الضحايا، الذين احتجوا عليه وطالبوه باستعادة أموالهم، فسلمهم شيكات على سبيل الضمان تبين أنها بدون مؤونة، فاختفى عن الأنظار، واتضح للضحايا بعد البحث، أن شركاته الثلاث ومشاريعه العقارية وهمية، فتقدموا بشكايات ضده، انتهت بإصدار مذكرة بحث في حقه. ومن ضحايا النصاب "الأنيق"، مالكو عقارات، إذ كان يبدي رغبته في اقتنائها، وبعد تحديد الثمن، يقدم لهم عروضا مغرية لإقناعهم بمشاركته في مشاريعه العقارية، موهما إياهم أنهم سيحققون أرباحا مضاعفة في حال وضعوها تحت تصرفه لإنجاز مشاريعه العقارية، على أن يسلمهم نصف الأرباح التي تقدر بالملايير، قبل أن يجدوا أنفسهم وسط العاصفة. مصطفى لطفي

“باب دارنا” … نصب “جنتلمان”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النصب باسم الهجرة ... مكتب بأرقى شوارع البيضاء

الأسواق المالية ... عمليات نصب "في آي بي"

مقالات ذات صلة