استعداد نفسي لاستقبال رمضان

بنزاكور الباحث في علم النفس الاجتماعي كشف أن المناسبة تتخذ عدة أشكال قال الدكتور محسن بنزاكور، أستاذ باحث في علم النفس الاجتماعي، إن الاحتفال ب"شعبانة"، "لمة عائلية" وفرحة لمناسبة قادمة ستغير مجرى حياة الإنسان المسلم لمدة شهر كامل. وأضاف بنزاكور في حديث مع "الصباح"، أن الاحتفال بشعبانة هو استعداد نفسي لاستقبال شهر الصيام، وفرحة وانتظام داخل المنظومة الثقافية العامة وتتضمن تراثا وتاريخا متجذرا في المجتمع المغربي، وهو ما يكشف جمالية ما يطلق عليه ب"شعبانة". وأوضح الباحث في علم النفس الاجتماعي، أن جمالية مناسبة "شعبانة" تتمثل في الحرص على تحضير أصناف من المأكولات من بينها تزيين المائدة بالدجاج والفاكهة الجافة، إذ يتم التفنن في الطبخ فيها، وهو ما يكشف صورة تؤكد جذورها التاريخية والاجتماعية لدى المغاربة. وكشف محسن بنزاكور أن الاحتفال ب"شعبانة" يمكن قراءته من ا لناحية النفسية، أنه تدريب نفسي لتضحية سيقوم بها الإنسان في رمضان عن طريق حرمان نفسه من الأكل والشرب والشهوات لمدة شهر، "إذ لا تقتصر مناسبة رمضان على البعد التعبدي ولكن هناك البعد النفسي الذي تظهر أهميته خلال اليوم الأول و15 يوما الأخيرة من شهر الصيام، وكذا الاحتفاء بالأطفال الذين نجحوا في الصيام، لذلك "شعبانة" تتضمن طقوسا جميلة ينبغي الحفاظ عليها دون تشويهها أو محاربتها". وأشار المتحدث نفسه إلى أن احتفال المغاربة بشعبانة ظاهرة قديمة جدا، مضيفا أن قدمها يعود إلى أن هناك نوعا من أفراد المجتمع المغربي يعرف نوعا من الأمية والجهل وانتشار الخرافة. وأوضح بنزاكور أن جهل أفراد المجتمع المغربي كان بسبب إقصائه من الاستفادة من التعليم وبعض الحظوظ التي كانت تتمتع بها العائلات المشهورة والنافذة، وهو ما جعل الناس يبحثون عن طريقة للتعبير عن انتمائهم من خلال ابتكار بعض الطقوس من بينها الاحتفال ب"شعبانة" لتأكيد حضورهم وفرض ذواتهم وإدخال السعادة على نفسيتهم. وكشف الأستاذ الباحث في علم النفس الاجتماعي، أن الاحتفال ب"شعبانة" كان في البداية طقسا عاديا لفرض الذات وإدخال الفرح على نفسية المحتفلين به، لكنه للأسف في الآونة الأخيرة زاغ عن هدفه وتحول إلى معتقدات. وتابع قائلا" المعروف من الناحية النفسية أن المرور من الطقس إلى المعتقد لا يحصل بين عشية وضحاها وإنما يقع بعد توالي عدة أجيال، الأمر الذي أدى إلى فقدان المعلومة وظهور الخرافة، وهنا دخلت الخرافة بشكلها التعبدي الخاطئ الذي يتضمن الشرك والسحر والشعوذة وعدة أشياء لا علاقة لها بالاحتفال بقرب حلول رمضان ولا بالانتماء الطبقي ولا أي شيء من هذا القبيل، حيث يغيب الانتماء الاجتماعي وتحضر الخرافة". واستدرك الأستاذ الباحث في علم النفس الاجتماعي قراءته لاحتفالات "شعبانة"، بالتأكيد على أنها ظاهرة أصبحت تتخذ أشكالا وأنواعا، "إذ هناك من يتخلى عنها ويرفض بشكل نهائي الاحتفال بها باعتبارها بدعة وهو ما يفسر بالانتماء إلى عقيدة دينية أو حزبية، وهناك فئة أخرى تمارسها بطريقة الشعوذة بمضمونها المتميز بالخرافة والسحر معتقدة أن الجن لم يتبق لهم إلا وقت قليل لتصفيدهم، وهو ما يستدعي منحهم فرصة أخيرة في "شعبانة" لتسخيرهم، في حين أن هناك فئة أخرى تحتفل ب"شعبانة" بعيدا عن الشعوذة في طقوس احتفالية جمالية جدا كما هو الشأن بالنسبة إلى الاحتفال لمناسبة "بابا عاشور" وعادات تقليدية تتميز برمزيتها وجماليتها واللمة الاجتماعية". وشدد المتحدث نفسه على أن احتفالية "شعبانة" تتخذ عدة أصناف وليس شكلا واحدا، وهو ما يستدعي عدم التعميم في النظرة إليها. ودعا بنزاكور إلى توعية أفراد المجتمع المغربي بأن محاربة الاحتفال ب"شعبانة" لا تفيد في شيء لأن طقوسها متجذرة في التاريخ، لذلك يجب إظهار حقيقتها في ما يتعلق بأصنافها والهدف الأساسي منها، حتى يتضمن الاحتفال بها جمالية ثقافية. محمد بها

استعداد نفسي لاستقبال رمضان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تواصل الأم مع ابنتها المراهقة

التحقيق في تفويت أراضي الدولة

مقالات ذات صلة