الميكانيكيون يواكبون التطور

تطور المحركات فرض عليهم تكوينا ذاتيا والاستعانة بأجهزة إلكترونية متقدمة بحي السلامة 1 بالبيضاء، يكتري رشيد مشموم، 30 سنة، محلا يزاول فيه مهنة ميكانيك السيارات. المحل يبدو صغيرا، لا يكفي لإدخال سيارة صغيرة الحجم، لكن عندما استعان بحاسوب وجهاز خاص لإصلاح سيارة مركونة أمام باب المحل، تبين أن هذه المهنة تطورت كثيرا، وقطعت حقبة سابقة، كان ملزما فيها على الميكانيكي أن يتوفر على "كراج" يكفي على الأقل ثلاث سيارات. يعترف رشيد أن أي ميكانيكي في الوقت الحالي ملزم بشكل دوري بالخضوع لتكوين ذاتي، لأن عالم المحركات شهد تطورا كبيرا. لتوضيح الأمر أكثر، صرح أن محركات السيارات ما بعد سنة 2000، تختلف في كثير من النواحي من محركات ما قبلها، إذ زودت بأجهزة إلكترونية متطورة من أجل الاقتصاد في استهلاك الوقود والرفع من قوة المحركات. هذا التطور، يضيف رشيد، أدخل عملية جديدة إلى قاموس الميكانيك وهي تشخيص السيارات عبر الحاسوب، بعد أن صار لكل سيارة مخزن للمعلومات شبيه بالقرص الصلب للحاسوب يتضمن كافة المعلومات حول السيارة ويساعد على تحديد مكان العطب، لكن استدرك موضحا أنه رغم هذا التطور إلا أن للميكانيكيين العاديين حضورا وازنا، فتشخيص عطب السيارة غير كاف لإصلاحها، خصوصا إذا تعلق الأمر بعطب يحتاج إصلاحه إلى فتح المحرك وتحويله إلى أجزاء. للقيام بعملية التشخيص استعان رشيد بحاسوب وجهاز الكتروني خاص. وبعد لحظات بدأت تظهر معطيات السيارة على الحاسوب، منها رقمها التسلسلي ونوعها قبل أن يوضح الجهاز أن هناك خللا في جهاز خاص بالوقود. اعترف رشيد أن هذا جهاز الإلكتروني صنع بالصين، لا يتجاوز ثمنه 6000 درهم، وهو رخيص الثمن مقارنة مع الجهاز الأصلي، الذي يبلغ ثمنه 12 مليونا، مبرزا أن هذه الميزة ستتسبب في كوارث للميكانيكيين المتخصصين، بعد أن اقتحم الميدان عدد من مصلحي الهواتف المحمولة والتلفزات، اقتنوا هذه الأجهزة وتحولوا بين عشية وضحاها إلى ميكانيكيين يشخصون أعطاب السيارات بأثمنة زهيدة لا تتجاوز 50 درهما. خلال مقارنته بين السيارات القديمة والجديدة، أكد رشيد أن السيارات الجديدة شهدت تحسنا كبيرا سواء من حيث الراحة أو الأمان أو القوة، على نقيض السيارة القديمة التي تمتاز فقط بصلابتها، كما أن مصنعي السيارات، حسب رشيد، صاروا ينتجون عددا من الموديلات يحتار الزبون في التفضيل بينها، عكس العقود الماضية، حيث كان يتم إنتاج موديل أو اثنين فقط من السيارات ولسنوات طويلة. هذا التطور في السيارات دفع العديد من مالكيها إلى الاستعانة بخدمات الشركة الموزعة في حالة وقوع أعطاب، إلا أن رشيد قلل من تنافسية هذه الخطوة أو تأثيرها على مهنته، بالقول إنها لا تشكل خطرا على مستقبل الميكانكيين، بحكم أن أغلبهم يملك خبرة لسنوات عديدة، بل منهم من اكتسب خبرته في ورشات الشركات الموزعة للسيارات. إضافة إلى ذلك، يؤكد رشيد، أن مالكي السيارات يجدون أنفسهم في ورطة عندما يتعلق الأمر بعطب مهم في سياراتهم، إذ قد يتطلب إصلاحها 15 يوما بسبب الاكتظاظ، فيستنجدون بالميكانيكي المختص، الذي قد يصلحها في يومين فقط على أبعد تقدير، حسب قوله. كما شدد رشيد على نقطة في غاية الأهمية، وهي أن الشركات الموزعة للسيارات تفرض أثمنة مرتفعة على قطع الغيار، دون السماح بمناقشتها، في حين يمكن لهم الاختيار بين قطع الغيار الجديدة أو المستعملة، لدى الميكانيكي، وأيضا حرية مناقشة أثمانها بشكل يتناسب مع قدرتهم الشرائية. مصطفى لطفي

الميكانيكيون يواكبون التطور

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

60 % من الأسر تنوي اقتناء سيارة

كراء السيارات ... مقتضيات جديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات