تحصين الهوية أنجع أسلحة الحرب على الإرهاب

بنحمو قال إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يستهدف الجاهلين بتعاليم الدين الحقةنصح الملك محمد السادس، أمير المؤمنين المواطنين المغاربة قائلا" لا تسمح لأحد من الخارج أن يعطيك الدروس في دينك، ولا تقبل دعوة أحد لاتباع أي مذهب أو منهج، قادم من الشرق أو الغرب، أو من الشمال أو الجنوب، رغم احترامي لجميع الديانات السماوية، والمذاهب التابعة لها، وعليك أن ترفض كل دوافع التفرقة، وأن تظل، كما كنت دائما، غيورا على وحدة مذهبك ومقدساتك، ثابتا على مبادئك، ومعتزا بدينك، وبانتمائك لوطنك"، ولأجل تسليط الضوء حول الكيفية التي يشتغل بها التنظيم الإرهابي " داعش"، كان لنا الحوار التالي مع الدكتور محمد بنحمو، رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية.يوضح بنحمو أن تحصين الهوية أنجع الأسلحة في الحرب على الإرهاب، على اعتبارأن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يستهدف في تجنيده الجاهلين بتعاليمه الحقة، وأن مقاتليه يعانون فراغا روحيا ومشاكل نفسية، ذلك أن بعضهم يريد إثبات الذات، والبعض الآخر يريد الخروج من شرنقة ماضيه الأليم، لأنه يجر معه ذكرى حزينة أو أليمة تزعجه، وبالتالي يسعى إلى التخلص منها في أقرب وقت وبأي طريقة، منها الموت المجاني.مشددا على أن الانترنيت وضفت وسيلة اتصال لتحقيق السفر إلى بؤر التوتر، كما فسرت ذلك سلفا، إذ يصبح الشخص رهينة هذا التنظيم الخطير، الذي يستعمل طرقا تحايلية، عبر تنشيط خلايا نائمة تستعمل التقية، وتظهر كي تختفي، وتمارس كل أبشع السلوكات التي نهى عنها الإسلام أصلا. يستعمل تنظيم " داعش" الإرهابي طرقا بشعة في قتل الناس تختلف عن طريقة تنظيم القاعدة ومع ذلك يتمكن من استقطاب عدد من الذين يحملون جينات الإجرام، ماهي الأسباب في نظركم؟ أريد أولا أن أطلق على هذا التنظيم الإرهابي، صفة التنظيم البغدادي، نسبة إلى من أنشأه، بعيدا عن الصفة التي يسوقها عن نفسه إعلاميا، بأنه تنظيم دولة، ولا علاقة له بذلك، كما أنني لن أنغمس في ترويج " هذه الماركة" ذات الحمولة التجارية كي أساعده على أن يصبح شيئا عاديا بين الناس، في إطار الحرب الإعلامية التواصلية.ويمكن التأكيد أن التنظيم البغدادي أعطى لنفسه بصمة وخصوصية مثل ما فعل أبو مصعب الزرقاي، الذي تميز بدوره بعمليات تقتيل بشعة، خاصة استعمال الذبح، إذ يتنافس التنظيم البغدادي، لإثبات بشاعته الدموية التي تقشعر لها الأبدان لأجل ترهيب وتخويف وإفزاع الناس. لكن كيف تمكن هذا التنظيم البغدادي من استقطاب 80 جنسية، وآلاف المقاتلين، هل هؤلاء مصابون بأمراض نفسية ويوجدون في حالة يأس تام، ولا يقدرون على الانتحار الفردي، فيبحثون لهم عن مبرر لتحقيق موت جماعي ؟ بالطبع لم يلجأ الباحثون في مجال التنظيمات الإرهابية لحد الآن إلى تفسير ذلك، من منطلق سوسيولوجي ونفسي، وحسب المعلومات المتوفرة يضم التنظيم البغدادي 67 جنسية، ويمكن أن يرتفع العدد إلى ثمانين، كما يصل عدد المقاتلين إلى 38 ألفا، بينهم 1350 مغربيا التحقوا منذ 2013، 286 منهم ماتوا.ولنجري مقارنة بسيطة، إذ وصل عدد المقاتلين في أفغانستان إلى 10 آلاف في ظرف ثلاثين سنة، وفي العراق 10 آلاف في ظرف عشر سنوات، وفي سوريا 38 ألف في ظرف ثلاث سنوات، فهذا رقم تصاعدي، ومؤشر خطير، ومرد ذلك إلى بشاعة تدخل قوات بشار الأسد ضد الشعب السوري، وتدخل قوى أجنبية كثيرة إقليمية ودولية، مما عقد المشكل وأبان عن تنافر وتضارب في الأجندات، إذ يتحرك المقاتلون بسرعة بين الدول للوصول إلى سوريا. لكن كيف تقيم الدول علاقات عبر اتفاقيات ثنائية لمكافحة الإرهاب وفي الوقت نفسه تسهل عملية الانتقال من دول إفريقيا جنوب الصحراء، إلى سوريا مرورا بتركيا؟ إن الوضع في سوريا سهل عملية التجنيد، وفي العراق أيضا في عهد نوري المالكي، إذ أن التنظيم البغدادي استفاد لوحده من العولمة، وأراد التميز عن تنظيم القاعدة ببشاعة قتل الناس وذبحهم، بل يستعمل طرق عنيفة في دفع الملتحقين به إلى استقطاب 5 من أفراد العائلة أو الجيران، أو الأصدقاء، لهذا يفسر عمليا التحاق أسر بأكملها، أو أصدقاء أو جيران، وذلك تحت وقع التهديد بالتصفية الجسدية.فتنظيم البغدادي يستعمل العنف ضد مجنديه، بدفعهم إما إلى الموت المجاني في حرب مجنونة، أو القتل بالذبح، في حالة عدم التمكن من استقطاب أفراد الأسرة الواحدة، بتوجيه تهمة لهم أنهم مخبرون، أي يدعو البغدادي كل ملتحق جديد بتنظيمه، بأن يعمل جاهدا كي يستقطب كل أفراد أسرته بأي طريقة كانت، وفي حالة العكس يتم نحره، وبالتالي ارتفع عدد الذين تم استقطابهم، وهؤلاء المقاتلون يعانون مشاكل نفسية، بعضهم يريد إثبات الذات، والبعض الآخر يريد الخروج من شرنقة ماضيه الأليم، لأنه يجر معه ذكرى حزينة أو أليمة تزعجه، وبالتالي يسعى إلى التخلص منها في أقرب وقت وبأي طريقة، منها الموت المجاني.ولعب الأنترنيت وسيلة اتصال لتحقيق السفر إلى بؤر التوتر، كما فسرت ذلك سلفا، إذ يصبح الشخص رهينة هذا التنظيم الخطير، الذي يستعمل طرقا تحايلية، عبر تنشيط خلايا نائمة تستعمل التقية، وتظهر لكي تختفي، وتمارس كل أبشع السلوكات التي نهى عنها الإسلام. لماذا يوجد غياب تنسيق أمني بين كافة الدول لمحاربة الإرهاب بشكل استباقي كما الأجهزة المغربية المشهود بكفاءتها؟ ليس لكل الأجهزة الأمنية خبرة ومعرفة وقدرة على الاختراق، وتحقيق النجاعة الأمنية الفعالة ميدانيا، وتحصيل المعلومات الاستخباراتية وغربلتها، وتحليلها تحليلا عميقا، لأننا أصبحنا أمام خطر دائم يحتاج إلى اليقظة الدائمة والحذر المتواصل، لمواجهة تنظيمات خطيرة تغير تحركاتها وهي مشكلة بطريقة معقدة وسريعة الانتشار، وبالتالي فإن الدول التي تستعمل التكنولوجيا عبر المراقبة الأقمار الاصطناعية مطلوب منها اقتسام المعلومات الاستخباراتية مع دول تستعمل الميدان في تعقب وملاحقة الخلايا لتفكيكها.ولأجل ربح رهان مكافحة الإرهاب، يجب تبادل المعلومات بشكل استباقي بين كافة الدول، ومنح المعلومات الدقيقة الميدانية وغيرها، وإعادة تكوين العنصر البشري في هذا المجال، مع الحرص على منح الخبراء الوقت لتحليل موضوعي لتلك المعلومات، حتى لا تقع مفاجآت، وبالتالي وجب تسريع عملية التنسيق الاستخباراتي مع الدول المعنية بمكافحة الإرهاب.أجرى الحوار: أحمد الأرقام في سطور> رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية.> عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة.

تحصين الهوية أنجع أسلحة الحرب على الإرهاب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خطورة الدين القادم من الخارج

مخالفات «غير مقننة» ترهب السائقين 4 التوقف على الرصيف لا يستوجب مخالفة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات