شارك في مؤتمر "المغرب... فرصة استثمارية إستراتيجية وأسلوب حياة فريد" نظم الفنان التشكيلي هاروان ريد معرضا ببروكسيل بدعوة من دار المزادات الشهيرة "سوذبيز"، المعروفة عالميا باعتبارها مؤسسة مرجعية في مجال الفنون التشكيلية، على هامش احتضان مؤتمر بعنوان "المغرب: فرصة استثمارية إستراتيجية وأسلوب حياة فريد". وكانت من أبرز إبداعات المعرض لوحة بعنوان "المتعاطف"، وهي العمل الرئيسي من مجموعة "ألغاز ومظاهر"، إذ تطرح موضوع الإدراك والحقيقة، بوصفها رمزا للثراء والهشاشة الإنسانية. وتوظف "المتعاطف" ألوانا زاهية منها الأزرق، والأحمر، والأصفر، إلى جانب خطوط غير مثالية تدعو الزوار لتجاوز السطحيات واستكشاف الأعماق، حيث تتحول العين المراقبة في وسط العمل إلى مرآة للمشاعر والحقائق الكونية. ولا يقتصر إبداع هاروان على الفن البصري فحسب، فهو رسام وكاتب يبني سرديات، ويستجوب النفس البشرية، ويغوص في العواطف الإنسانية العالمية. ويرى النقاد أن هذه المقاربة المتعددة الأبعاد جعلته من أبرز وجوه الفن المعاصر ويحظى باهتمام جمهور واسع. وكانت التظاهرة أيضا مناسبة لعرض مؤلف لهاروان يحتفي بتقاليد الشاي المغربي ودفء لحظاته، ذلك المشروب الذي يتجاوز الأجيال والثقافات، إذ استلهم من ذكرياته عن جلسات الشاي مع جدته. وكشف هاروان من خلال كتابه عن الغنى الرمزي والحسي لطقس شرب الشاي العريق، إذ ينتقل القارئ من أزقة المدن العتيقة إلى رياضات فخمة، ومن صحار لا متناهية إلى صالونات الشاي الحديثة في مراكش ولندن ونيويورك. ومن خلال نثر نابض بالحياة، يستعرض هاروان كيف يتحول الشاي المغربي إلى جسر بين البشر، ومحفز للإبداع، وملاذ دافئ. ومن خلال أعماله الفنية وكتاباته، يظهر هاروان موهبة فريدة في دمج الفن بالأدب، سيما أنه يبتكر تجربة فنية شاملة، يستكشف فيها العواطف الإنسانية، ويمد جسورا بين مختلف الثقافات. ويعتبر هاروان أن منحوتاته ورسوماته تعد رموزا لإنسانيتنا الجماعية، ودعوة إلى التعاطف والفهم. يشار إلى أن هاروان يجمع بين الفن التشكيلي والكتابة، كما سبق أن حصل على "الجائزة العالمية للفنون"، وقدم العديد من المعارض الفنية. أمينة كندي