فيضانات تجرف السيارات وتلحق أضرارا بالمحاصيل وبالبنية التحتية شهدت مدن جهة درعة تافيلالت تساقطات مطرية مهمة، خلال الأيام الأخيرة، نجمت عنها سيول وفيضانات، أحدثت الكثير من الأضرار في البنية التحتية وممتلكات الأشخاص، ما تسبب في انقطاع بعض الطرق. ولم يقتصر الأمر على الأمطار فحسب، بل كانت العاصفة مصحوبة بالرياح القوية، التي ألحقت أضرارا جسيمة ببعض المحاصيل الزراعية، خاصة الأشجار المثمرة المنتشرة في الواحات، إذ أسقطت العاصفة الريحية الكثير من الثمار غير الناضجة. وحملت عشرات الأودية والروافد بالمنطقة حمولات مائية كبيرة طيلة الأيام الأخيرة، استفادت منها بعض السدود وسكان سافلات الجبال، إذ ارتفع منسوب المياه التي تصل إليهم من الجبل، بعدما انحصرت في الأسابيع الأخيرة، خصوصا أن المنطقة لم تستفد كثيرا من التساقطات المطرية المهمة، التي شهدتها مناطق الشمال الغربي والمدن الساحلية قبل أسابيع. وجرفت السيول ممتلكات عدد من الأشخاص، خاصة السيارات، كما تسببت الفيضانات في انقلاب شاحنة كبيرة تحمل المحروقات في الطريق الرابطة بين الراشيدية وبوذنيب، ولحسن الحظ تمكن السائق ومساعده من النجاة. وانقطعت الطرق بين الكثير من المدن بالجهة، نتيجة اختراق الأودية لها، وعدم قدرة القناطر على استيعاب السيول، ما تسبب في طفو المياه على القناطر، ما دفع الكثيرين إلى التريث وعدم المغامرة بأنفسهم وأسرهم، قبل أن تتدخل عناصر الدرك الملكي والسلطات المحلية، لتنظيم السير على القناطر، تفاديا للمشاكل. وبالنسبة إلى الطرق التي كانت مقطوعة بسبب السيول، فنجد مدخل ورزازات من جهة سكورة، الأمر نفسه لواد مكون على مستوى قنطرة بوتغرار، وقنطرة "تميشا"، التي تشكل نقطة التقاء حمولة واد دادس وواد مكون. وأغلقت الطرق أمام حركة السير، بسبب حمولات واد دادس على مستوى مضايق دادس "تاغيا نايت همو"، والأمر نفسه بالنسبة إلى الطريق بين تنغير وامسمرير، وأدت السيول إلى عودة شلالات مغارة أخيام بقصر أكدال جماعة بوزمو، في مشهد نادر طيلة السنوات الماضية. يذكر أن مديرية الأرصاد الجوية، أكدت ساعات قبل بداية التساقطات، أن حجمها يتراوح ما بين 40 مليلمترا و70، بكل من ورزازات وتنغير والحوز والراشيدية، وميدلت وتارودانت وأزيلال، الجمعة والسبت الماضيين. عصام الناصيري