وزيرة الثقافة الفرنسية أبهرت بتطور البنيات التحتية في الأقاليم الجنوبية وشددت على التعاون الثقافي قالت رشيدة داتي، وزيرة الثقافة بالجمهورية الفرنسية، إنه بالنسبة إليها ولدولتها وحكومتها الفرنسية، فإن حاضر ومستقبل الصحراء، في ظل السيادة المغربية، وهو موقف رسمي واضح، وتأكيد لما جاء على لسان الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون أثناء زيارته الرسمية إلى المغرب. وأكدت داتي، في ندوة صحافية عقدتها بشكل مشترك مع نظيرها، المهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل، أمس (الثلاثاء) بالرباط، أن بلادها فرنسا مع المغرب في هذا الاتجاه. وبخصوص انطباعها عن الزيارات التي قامت بها إلى الأقاليم الصحراوية الجنوبية، طرفاية، والداخلة والعيون، أكدت أن المغرب لم يكن يحتاج إلى فرنسا لتطوير البنيات التحتية المبهرة في هذه المنطقة، وأنها رأت وشاهدت رفقة فريقها الحاضر معها، التطور الكبير لهذه المدن، وتابعت شريطا وثائقيا رقميا أبهرها في مجال الحديث عن التراث الثقافي واللامادي، مضيفة أنها سعت إلى تعزيز التعاون الثقافي عبر توقيع عشرات الاتفاقيات، أمس (الثلاثاء) مع نظيرها بنسعيد، وتهم التعاون في المجال السينمائي، والسمعي البصري، والأرشيف، وألعاب الفيديو، والمتاحف، والمراكز اللغوية، إذ يلعب المغرب دورا محوريا في إفريقيا، وبالمقابل تعد فرنسا بوابة المغرب على أوربا. وأشارت داتي إلى أنها زارت بطرفاية، معلمة "Casa del mar"، والتي سيتم ترميمها، والقصبة، ومقر إقامة أنطوان دوسانت إكزوبيري، الذي كان يقيم به الكاتب والطيار الفرنسي (1900 - 1944)، الذي تم تحويله إلى متحف يقصده السياح من مختلف دول العالم. وبعد طرفاية، حلت داتي بمدينة العيون، في زيارة تميزت بإعطاء الانطلاقة لمشروع التحالف الفرنسي (Alliance Française)، وهو مشروع ثقافي سيمكن سكان المنطقة من اكتساب مهارات جديدة والانفتاح على ثقافات أخرى، تؤكد داتي، مشيرة إلى أهمية التعاون في المجال الفكري واللغوي. كما زارت الوزيرة الفرنسية مرافق مكتبة محمد السادس، وهو صرح يعتبر من أهم المراكز الثقافية بالمملكة، وجددت التأكيد في الندوة الصحافية، على أهمية التبادل الثقافي من خلال ترجمة كتب مغربية من العربية إلى الفرنسية بتمويل ستصل نسبته إلى 70 في المائة لتعزيز الحضور الثقافي المغربي بفرنسا والمعترف به من خلال مؤلفات مغاربة كتبوا بالفرنسية. وشملت زيارة الوزيرة الفرنسية إلى الصحراء المغربية أيضا مدينة الداخلة، إذ أعطت الانطلاقة، إلى جانب بنسعيد، لملحقة المعهد العالي لمهن السينما، والتي ستفتح أبوابها للتكوين في مهن السينما والسمعي البصري أمام سكان الأقاليم الجنوبية، في مشروع يروم تعزيز العرض الثقافي والتكوين في مجال السينما والمساهمة في تطوير الصناعات الثقافية والإبداعية. وشددت الوزيرة الفرنسية على أهمية الاهتمام بالشباب، وأكدت الدور الحيوي لدور الشباب بالمغرب التي تعد فضاء لتعزيز التعاون الثقافي واللغوي، مضيفة أنها وبنسعيد قاما بتنزيل خارطة الطريق المتفق عليها في الاتفاق الأول الموقع أمام امانويل ماكرون، والملك محمد السادس، وأعلنت أن المغرب سيكون ضيف شرف في المعرض الدولي للكتاب بباريس. ومن جهته، شدد بنسعيد على أهمية تعدد اللقاءات مع نظيرته الفرنسية لأجل تنزيل خارطة الطريق. وقال إن زيارة داتي لطرفاية والعيون، والداخلة، هي المرة الأولى لمسؤول حكومي فرنسي للأقاليم الجنوبية لأجل تجديد تأكيد موقف فرنسا العضو الدائم لمجلس الأمن الدولي في الترافع عن مغربية الصحراء، وأنه واثق من تنزيل كل الاتفاقيات الموقعة مع فرنسا. أحمد الأرقام