قال إنه من الصعب الجزم بوجود علاقة سببية بين الداء واستعمال الغازات السامة من قبل إسبانيا قال وزير الصحة، الحسين الوردي، إن حديث البعض عن تفشي مرض السرطان بمنطقة الريف، وارتفاع نسبة الإصابة به، مقارنة مع المناطق الأخرى، يبقى مجرد كلام، ما لم تثبت هذه المسألة إلى الآن بالدليل العلمي.وأضاف الوردي، في لقاء عقده الجمعة الماضي، بحضور منتخبين وفعاليات جمعوية بكل من إقليمي الدريوش والناظور، أنه لا مجال للمزايدة في هذا الملف، لأنه ابن المنطقة، ويعرف حقيقة قصفها بالغازات السامة، إلا أنه لم تثبت العلاقة السببية بين هذه المواد الكيماوية، وارتفاع نسبة الإصابة بهذا الداء.وتحدث وزير الصحة عن غياب أي دراسة علمية تقيم العلاقة السببية بين تلك الغازات وارتفاع أعداد المصابين بالسرطان، وهذا على خلاف ما يردده النشطاء والفعاليات الجمعوية والباحثون، مؤكدا أن لا وجود أيضا لدراسة تقيس مؤشر الإصابة بالسرطان، حسب المناطق، حتى يقال إن أغلب المصابين يتحدرون من الريف للسبب المذكور.وفيما يشبه الرد على الدعوات التي انبرى لها نشطاء أمازيغ ومتخصصون في المجال لمطالبة إسبانيا بالاعتذار عن جرائمها في حق سكان الريف، وضرورة إحداث مستشفيات متخصصة لعلاج الأمراض السرطانية بالمنطقة، قال الوردي «إذا كان لأحد دراسة علمية، فليأتني بها..".وتعقيبا على هذه التصريحات، قال رشيد راخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، إن الفاعلين المدنيين المشتغلين على موضوع جرائم إسبانيا بالريف إبان الفترة الاستعمارية، لهم ما يكفي من المعطيات الواقعية والعلمية التي تفيد أن آثار استعمال تلك الأسلحة ما تزال تجثم على مواطني الريف، والمتجلية في ارتفاع الإصابة بالأمراض السرطانية.وأضاف راخا، في اتصال أجرته معه «الصباح"، أنه باعتباره واحدا من النشطاء المشتغلين على الموضوع إلى جانب فعاليات أخرى جمعوية وأكاديمية وحقوقية، فإن أهم ما حملته تصريحات الوزير تتمثل في الوعد الذي قطعه على نفسه بتشييد مستشفى متخصص لعلاج السرطان بإقليم الناظور.وبخصوص مطلب الاعتذار الذي تطالب به الفعاليات المدنية بالريف، قال راخا في حديثه مع «الصباح"، إن «إسبانيا مسؤولة عن جرائمها، ولا بد أن تتحلى بالشجاعة السياسية للاعتذار لسكان الريف"، مضيفا قوله «بعد عقود من تلك الحرب لا تخلو اليوم أسرة بالريف من مصابين بالسرطان، وهذا في حد ذاته دليل قوي على استمرار مفعول الغازات الفتاكة".عبد الحكيم اسباعي (الناظور)
