يجب تجويد النخب والقطع مع الريع

خالد فتحي عضو المجلس الوطني للاستقلال قال لـ «الصباح» إن التعديل الحكومي سيجدد الكفاءات قال خالد فتحي، عضو المجلس الوطني للاستقلال، إن نزار بركة، الأمين العام الذي يجمع بين رجل السياسة بخبرته، والعمل التقنوقراطي، لن يخذل الاستقلاليين، وسيختار نخبة قادرة على إحداث الفارق في المجال السياسي، ولها الكفاءة للتفاعل مع انتظارات المجتمع. وأكد فتحي، أن الاستقلال مطلوب منه تنظيف بيته الداخلي كما جميع الأحزاب، وربح رهان التخليق، وربط المسؤولية بالمحاسبة، عبر تنزيل نداء المؤسس علال الفاسي من أين لك هذا؟. في ما يلي نص الحوار. أجرى الحوار: أحمد الأرقام/ تصوير(عبد المجيد بزيوات) لماذا سيحتاج الاستقلال إلى شوط ثان في مؤتمره 18 لانتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية؟ > لم ينته المؤتمر بعد، والمجلس الوطني لازال مفتوحا. هو مؤتمر إذا شئت بشوطين.أو مؤتمر طال مخاضه. ليس عسر ولادة، بل ولادة عادية للجنة التنفيذية التي ستتم بمقاربة جديدة .حين يعلق من ينظر للمؤتمر من خارجه، أو من يبحث عن الإثارة، يثير التباسا لدى الرأي العام. لكن الذين يحللون من داخله كان لهم شبه إجماع بأن مؤتمر الاستقلال هذا قد حقق أهدافه . هل يمكن التفصيل في هذه الأهداف التي حققها المؤتمر ؟ > الأحزاب ومؤتمراتها مثل البشر لها ظروف، وسياقات، ومزاج، وحتى ذاكرة وحكاية، وبالتالي تختلف مشاهد المؤتمرات من حزب لآخر . ولدى الحزب نفسه من مؤتمر للذي يليه، وحين نحكم على محطة ما علينا أن نحكم عليها انطلاقا مما حققته على مستوى الممكن المتاح لها. وبهذا المنظور يكون المؤتمر ناجحا جدا. وحزب الاستقلال له مكانته الرمزية، لأنه قيدوم الأحزاب المغربية، وارتبط بمعركتي التحرير والبناء بعد الاستقلال ولايزال. وهو الآن ضلع أساسي في التحالف الحكومي .الحزب نجح على المستوى القانوني والتنظيمي بعد تأخر عقد مؤتمره. كما أنه خرج موحدا على قلب رجل واحد، وانتخب ديمقراطيا أمينا عاما خبر دواليب الحزب وخبرته، ومنحه فرصة تاريخية لكي يرسخ وهج الحزب الفكري والتعبوي، ويجدد له ألقه العقائدي، إذا استطاع أن يمده بقيادة قادرة على التنظير وصناعة الأفكار، وبعث الفكر العلالي في حلة جديدة تجيب على انتظارات الوطن والمواطن، وتجيب أيضا حتى عن الإشكالات التي تواجهها البشرية التي يطرح عليها الآن سؤال اليقين والقيم والأسرة وحتى سؤال البقاء وأسجل مكتسبا آخر هو بقاء الرأي العام مشدودا لتطورات الحزب ومخاضه الداخلي، وهذا أنعش شيئا ما الحياة السياسية التي أصابها غير قليل من التكلس والجمود. وأتوقع أن تطلق نتائج هذا المؤتمر حيوية في هذا الاتجاه. ونزار بركة يعرف أن المغاربة يترقبون هذه التشكيلة ويعرف بالتالي أنهم يتطلعون لما يمنحهم جوا نفسيا ومعنويا يساعد على الثقة في المستقبل. وأظنه سيكون في الموعد. هل تأخير انتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية يتعلق بتناحر التيارات وسط الحزب بين القطب الصحراوي، والسوسي وقطب الأمين العام؟ > لا وجود لتيارات داخل الحزب. لأن وجودها يقتضي خلافا مذهبيا، وبالتالي أطروحات، وتناظرا داخليا وورقات مرجعية تقدم قبل المؤتمر .حزب الاستقلال لا يعرف هذه الحالة على الإطلاق. هناك إجماع على التعادلية كاختيار اقتصادي واجتماعي، والتفاف حول مواقف الحزب وبرنامجه وخطابات أمينه العام نزار بركة. وكل ماهناك دينامية وحركية داخله تقع في كل الأحزاب العصرية الديمقراطية بسبب تدافع أطر نحو مواقع القيادة. هذا التدافع يكون منظما في شكل مجموعتين أو ثلاث تضم كفاءات تتضامن وتدعم بعضها البعض عن طريق الدعاية الداخلية لما تعتقده مميزات للشخص، ولا علاقة لذلك بموقف مذهبي أو رؤية اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية مختلفة. وللجميع المبادئ نفسها والتوجهات نفسها. ويمكن أن نقول إن هناك أحيانا فرط طموح . وأعتقد أن الصيغة الحالية لانتخاب اللجنة التنفيذية هي لعقلنة وتصريف هذا الطموح بشكل يصبح منتجا للحزب وللوطن. وهذا أمر إيجابي، يستجيب لحاجة الحزب للانضباط والالتزام بخطه السياسي والمذهبي والأخلاقي الذي يجب أن يهدف أولا وأخيرا لخدمة الوطن وثوابته دفــعـة قـويـة ما تعليقك على تجديد الثقة في نزار بركة أمينا عاما؟ > نزار بركة رجل هذه المرحلة بامتياز. هو الآن أمين عام للجميع وبالجميع. رجل دولة عركه التنظيم ودربته المسؤوليات الحكومية. ولذلك سيعطي دفعة قوية للحزب في المستقبل. وأهم خصلة تميزه نظافة يده وأنه يتورع عن الشعبوية. له خطاب عقلاني موضوعي ومرقم، وبخارطة طريق، يشكل نقطة قوته. يدمج مابين التكوينين السياسي والتقنوقراطي. وهذه الخلطة أو هذه الطينة من السياسيين هي التي تحتاج لها أحزابنا ودولتنا، خصوصا وأننا في خضم أوراش كبرى، مثل الحماية الاجتماعية ومواصلة إصلاح المنظومة الصحية، والأمن الطاقي، والمائي، والغذائي، ومواصلة إصلاح التعليم، والتقاعد ..الخ المــؤتـمـر سـيـد نــفـسـه الكل ينادي بالديمقراطية لماذا لم يتم حسم الخلافات باللجوء إلى صناديق الاقتراع لانتخاب 30 عضوا من أصل 107 وترك الحرية للأمين لإضافة 4 أفراد على غرار ما فعلت بعض الأحزاب؟ > المؤتمر سيد نفسه. والعملية الديمقراطية تتم وفقا للقانون وتعديلاته. الذي يعد اللائحة هو الأخ الأمين العام بالمشاورات مع الكل، والمجلس الوطني سيمنح الشرعية. وقد أثبتت التجربة أن التسرع في انتخاب اللجنة داخل المؤتمر لا يؤتي دائما أكله . من هنا نفهم شرط الأقدمية وتحمل المسؤولية في الترشح إلى اللجنة التنفيذية، لأن ذلك يحصن الحزب، ويجعله يفرز بين المؤلفة قلوبهم، والاستقلاليين الحقيقيين الذين قلوبهم على الوطن. مناضلو الحزب فوضوا للأمين العام اقتراح فريق متكامل ومنسجم ومتضامن، و هذا يضمن ربط المسؤولية الحزبية بالمحاسبة .زد على ذلك أنه ملزم ببعث إشارات قوية، وقد بدأ في ذلك، منها مقاييس للجنة التنفيذية من قبيل الإشعاع الفكري، و النضال التنظيمي المجالي، والأخلاق ونقاء الذمة . وهذا مطلب جماهيري قبل أن يكون مطلبا حزبيا . وأعتقد أن المطلوب هو التماهي مع ورش تخليق الحياة السياسة وتجويد النخبة الحزبية، والقطع مع الريع الحزبي، أعتقد أن له الوعي والشجاعة والآليات لتنزيل ذلك. ومع ذلك ألا يؤشر هذا على وجود نوع معين من أزمة الديمقراطية بداخل الأحزاب بصفة عامة؟ > الديمقراطية بالشكل المتعارف عليه تتراجع في كل مكان. وحتى الغرب كف عن أن يكون ديمقراطيا في عيون باقي العالم . الناس يصوتون ولكنهم يكتشفون أن من صوتوا عليهم لايمثلونهم .هناك أزمة تمثيلية، وهناك الذكاء الاصطناعي، ووسائل التواصل الاجتماعي، و"المؤثرون"، والأخبار الزائفة، وموت السرديات والشركات العابرة للقارات، والعولمة، وسمو الاتفاقيات الدولية على القوانين. كل هذه المعطيات تنافس الأحزاب على أدوارها الوطنية وتنقض مفهوم السيادة الشعبية. ونحن في مرحلة يعاد فيها اختراع العالم بمافي ذلك الديمقراطية التي توجد في منطقة رمادية، والأحزاب تتأثر بهذا .ولهذا تعيش أزمات أو وعكات ديمقراطية داخلية بانتظار حل أزمة التمثيلية، وهذا ليس بيدها .لقد انتهت الفروق حتى بين اليمين واليسار والوسط، وهذا مس الحزبية في جدواها. حينما يغيب التأطير تطغى الأنانية هل حالت ظروف بينك والترشح لعضوية اللجنة التنفيذية رغم أقدميتك وتوفرك على الشروط الضرورية، أم لأنك بدون سند من أحد التيارات؟ > اللجنة التنفيذية فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن البعض الآخر . هناك وفرة في الترشيحات. وحين تكون داخل بيتك ومع أسرتك لا يهمك أين تجلس . هناك من يعيش الاستقلالية كنوع من التصوف. وفي الحزب واجهات كثيرة للعمل والنضال . جايلت زعماء وقادة مروا في الاستقلال. ما الفرق الآن؟ هل طغت الأنانية في التنافس لتولي المسؤوليات والمناصب على حساب النضال؟ يجب أن ننتبه إلى أن هناك أيضا تدافعا بين الأجيال داخل الأحزاب ككل .هناك انقلاب في المرجعية بداخلها. فيما مضى كان كبار الحزب هم القدوة وهم مصدر التوجيه، مع العولمة ووسائل التواصل الاجتماعي أصبح الشباب يعتبرون أنهم هم من ينبغي أن يقود السفينة ،لأنهم منخرطون أكثر في روح العصر وقادرون أكثر على التعلم واكتساب المعرفة الجديدة، وبالتالي صاروا يترشحون مبكرا للقيادة. وما قد يراه البعض أنانية ووصولية وانتهازية هو في جانب منه أخلاق العصر . من جهة أخرى، حين يضمر التأطير تغيب المقاييس، وبالتالي قد تطغى الأنانية. وأول فصل في كتاب النقد الذاتي لعلال الفاسي هو عن الأنانية التي اعتبرها أصل الشرور حين تغلب الذات المجموع . ومع ذلك دعا لتأطيرها حتى تكون في صالح الأمة. ولم ينكرها إذ قال من آمن بنفسه آمن به غيره . ربما أن من فضائل الطريقة الجديدة لانتخاب اللجنة التنفيذية تأطير الأنانية. وأحد الأوراش المهمة التي ينبغي أن ينكب عليها الأمين العام هو إزالة بعض الصدأ عن بعض أفكار علال الفاسي في قلوب بعض الاستقلاليين. ومن ضمن ذلك مفهوم الأنانية الايجابية كما حددها علال الفاسي. وللحزب تراث عظيم، يجب أن ينعكس على سلوك المناضلين . والحزب مدعو في الولاية الثانية لنزار بركة أن يستعيد هويته وتفرده. هذا سيكون في مصلحة الوطن أيضا. سنتان ونصف كافية لتقنين عمل الوزراء التعديل الحكومي هو إجراء دستوري له مسطرته. من الراجح أن انتهاء مؤتمر الاستقلال سيؤجج هذا النقاش. ربما هو المحطة الأخيرة ما قبل التعديل. وأعتقد أن مدة سنتين ونصف سنة تكفي لتقييم عمل الوزراء، ولابد من وقفة لتجديد النفس بكفاءات أخرى . والتعديل الحكومي سيضخ بعض الروح في الحياة السياسية، والمؤكد أن لا تغيير في تشكيلة التحالف خصوصا بعد سقوط مشروع ملتمس الرقابة. الأحزاب مطالبة بالتخليق لا يمكن الحديث عن حكومة تقنوقراط مادامت تتألف من أحزاب سياسية ويقودها رئيس حزب سياسي، رغم أنها في حقيقة الأمر مطعمة بوزراء تقنوقراط، ومنهم من أبان عن حسن تدبيره . لا أعتقد أن الرياح تجري في صالح الأحزاب التي عليها أولا أن تنجح في اختبار التخليق، وتصلح صورتها لدى الرأي العام. وتعد مواثيقها للأخلاقيات. وبالتالي أظن سيظل الاعتماد في المدى المنظور على التقنوقراط حاضرا، وضروريا بقوة خصوصا مع الاستحقاقات التي يتهيأ لها المغرب مثل احتضان كأس العالم 2030 والذي يفرض التسريع بالعديد من الأوراش، وبالتالي الاعتماد على الخبرات والكفاءات التقنية وذات المستوى العالي. هذا الأمر يطرح تحديات وجودية على الأحزاب التي عليها ترتيب بيتها الداخلي وأن تكون لها حكوماتها للظل وملفاتها الجاهزة وأن تعيد إليها المثقفين والكفاءات الذين هجروها، وتهتم بالتأطير والتنشئة السياسية، وإعداد ما يسمى بالسياسيين الخبراء.وأن تتمثل أن المعرفة صارت اليوم هي القوة وهي السلطة. على الاستقلال تنزيل قانون من أين لك هذا علال الفاسي أول من نادى بمن أين لك هذا، فحري إذن بحزبه أن يسعى لتنزيله و خصوصا لما يكون بالحكومة. وتطبيقه داخل المشهد الحزبي أمر ليس تماما بيد مناضلي أي حزب إلا إذا كانوا سيحاسبون المنحرفين سياسيا وأخلاقيا من خلال نزع الثقة منهم، لأن الأحزاب لا تمتلك الآليات القانونية لردع المفسدين .هي لا تستطيع أن تشق كذلك على قلوب وحسابات الناس، ولكن يمكنها ملاحظة بوادر الفساد على أعضائها . والآن هناك نية لتخليق العمل الحزبي. لكن يتعين على الأحزاب أن تلاحق الفساد تشريعيا وحكوميا، وأن تتطور في مقاربتها للفساد لأنه أصبح مركبا ومعقدا . والمصيبة أنه إذا لم نتحرك على مستوى الأحزاب ككل قد يصبح المناضل الفاسد نموذجا وقدوة للشباب. ويصبح الفساد هو النضال، ومازلت أرى أن مناعة المجتمع والإعلام أدوات فعالة لرصد الفساد والتنبيه له داخل الأحزاب. وبعد حملة مكافحة الفساد، أعتقد أنه صار فريضة علينا اعتماد قانون من أين لك هذا . في سطور - أستاذ التعليم العالي بكلية الطب بالرباط - مجاز في القانون العام (علاقات دولية) - دكتور في العلوم السياسية، كلية الحقوق الرباط - عضو المجلس العربي للاختصاصات الصحية - عضو اللجنة المركزية لحزب الاستقلال سابقا - عضو المجلس الوطني للحزب نائب عمدة سلا سابقا - مستشار جماعي بسلا - كاتب ومحلل في قنوات وله مقالات سياسية واجتماعية

يجب تجويد النخب والقطع مع الريع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال مروج كوكايين بمكناس

تجميد شكايات المال العام بمراكش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات