باعتباركم عضوا جديدا في اللجنة المديرية لمؤسسة النهوض بالأعمال الاجتماعية لموظفي وأعوان قطاعي الشباب والرياضة، ما هو المطلوب في المرحلة المقبلة؟ لابد من الإشارة أولا إلى أن فلسفة العمل النقابي هي نضال تطوعي لذلك أعلنت منذ البداية التنازل عن كل التعويضات والامتيازات، على طريق تحقيق الأهداف التي كانت وراء إحداث هذه المؤسسة، أي تحسين الظروف الحياتية للموظفين والموظفات في مختلف الجوانب الاجتماعية، من ترفيه وثقافة وصحة ونقل وغيرها، وهي أهداف منصوص عليها في أحكام المادة الثانية والخامسة من القانون المحدث للمؤسسة، حيث التركيز على تحسين الوضعية الاجتماعية للموظفين عبر الدعم الاجتماعي، على مستوى التطبيب والاستشفاء، والسكن ودعم تمدرس الأبناء والتنقل، ومختلف الخدمات المتعلقة بالترفيه والثقافة والرياضة والاصطياف وكل ما له علاقة بالشأن الاجتماعي، على غرار باقي مؤسسات الأعمال الاجتماعية بقطاعات أخرى، وأعتقد أن المؤسسة في حاجة إلى خارطة طريق تمكنها من الاضطلاع بأدوارها كاملة والقدرة على النهوض بالأوضاع الاجتماعية للمنخرطين. ما هي طبيعة نقط الضعف المسجلة في المرحلة السابقة من عمل المؤسسة؟ هناك العديد من نقط الضعف والاختلالات، التي تقتضي الضرورة الإسراع بالتصدي لها ومعالجتها، منها افتقار المؤسسة للموارد البشرية الكافية ولمقر إداري مناسب لتدبير الملفات والخدمات التي تقدمها للمنخرطين والمنخرطات، وانعدام العدالة المجالية، ووجود فوارق وتباينات بين الأقاليم والجهات، والتي من تجلياتها حرمان موظفين وموظفات من العديد من الخدمات، إضافة إلى النقص المسجل على مستوى التواصل بين هياكل المؤسسة والمنخرطين، والافتقار إلى آلية حقيقية لمراقبة وتقييم أداء المؤسسة ومشكلة مركزية بعض الخدمات التي تقدمها المؤسسة وعدم تعميمها على كافة المستهدفين، كما أن هناك نقطة ضعف أخرى تتعلق بالظلم الكبير الذي تعرض له الموظفون والموظفات في قطاع الرياضة، الذين تم إلحاقهم بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إذ مازالت تقتطع من أجورهم المبلغ المخصص للمؤسسة ولكنهم محرومون من خدماتها . ما هي الأولويات التي يجب التركيز عليها باعتبارها ملفات مستعجلة ؟ من الأولويات التي يجب التركيز عليها، من أجل تحسين أداء المؤسسة ومساعدتها على القيام بعملها على أحسن وجه، تمكينها من موارد بشرية كافية متخصصة في مختلف الخدمات التي تقدمها، والعمل على توفير مقر مركزي محترم وتوفير وحدات إدارية جهوية لتجسيد مقاربة القرب، على مستوى الواقع، بما يحقق فعلا العدالة المجالية ويضمن استفادة جميع الموظفين والموظفات من الخدمات. ولا بد أيضا من النظر إلى الأعمال الاجتماعية في مختلف أبعادها من حيث تعزيز وتكثيف البرامج ذات الطابع الاجتماعي طيلة فصول السنة وليس الاقتصار على فصل الصيف، لتشمل مختلف أقاليم وجهات المملكة، وليس الاهتمام فقط بالموظفين على الصعيد المركزي بالرباط، والأخذ بعين الاعتبار أن الخدمات الاجتماعية لا تنحصر فقط في الترفيه والتثقيف والرياضة والاصطياف، بل تمتد إلى مجالات ذات طابع حيوي. أجرى الحوار: ياسين قطيب أحمد بلفاطمي (الكاتب الوطني الحالي لاتحاد النقابات الوطنية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل)