مستشارون يتمردون على تعليمات قادة أحزابهم ويبيعون أصواتهم بـ 15 مليونا دبت من جديد، بعد مرور ثلاث سنوات على انتخابات شتنبر 2021، حركة "البيع والشراء" في صفوف كبار المنتخبين، الذين ظل بعضهم ينتظر حلول موعد إعادة انتخابات الرؤساء بصبر أيوب. وينتظر أن تشكل دورة أكتوبر المقبلة، فرصة سانحة لبعض المستشارين للإطاحة بالرؤساء السابقين، الذين لم يحسنوا الدفع، أو التجاوب مع مطالبهم. وقام متربصون برئاسة المجالس، طيلة ثلاث سنوات السابقة، بتهريب عشرات المستشارين إلى وجهات مجهولة في مدن ساحلية، تحت حراسة أمنية خاصة من قبل "فيدورات"، تم التعاقد معهم لحراستهم، حتى لا يتمكنوا من الفرار، والعودة إلى أحضان الرئيس المغضوب عليه، وإفساد خطة الإطاحة به. وعلمت "الصباح" أن رجل أعمال شهيرا في جهة مراكش آسفي، دخل على الخط من أجل الإطاحة برئيس جماعة ظل يعرقل مشاريعه العقارية، والتزم بتمويل حملة منتخب يسعى إلى تنصيبه رئيسا جديدا خلفا للرئيس الذي يتهمه بمحاربة استثماراته. ورصدت الملايين من قبل أصحاب مصالح، من أجل إنجاح عملية "قلب شقلب"، وتم استقطاب منتخبين، بعدما خصصت لهم أغلفة مالية، وصلت، في أحد المجالس بجهة فاس مكناس، إلى 15 مليونا للعضو الواحد. والملاحظ أن مستشارين من الحزب نفسه، انقلبوا على زملائهم الذين يتقاسمون معهم الانتماء الحزبي نفسه، ما جعل أحد قادة أحزاب التحالف يدخل على الخط، ويجري اتصالات للحيلولة دون الإطاحة برئيس جماعة بإقليم الحاجب، لكن كل محاولاته باءت بالفشل، لأن جميع الأعضاء الذين اتصل بهم، كانوا خارج التغطية، وهواتفهم مغلقة. وشرع الراغبون في تولي منصب الرئاسة، إلى جمع الثلثين منذ مدة، ودفع علاوات اختلفت من جماعة إلى أخرى، ويجري كل ذلك أمام أعين منسقين وكتاب حزبيين، منهم من حصل على "جطه" مقابل شراء صمته، وجعله بعيدا عن السباق نحو الفوز برئاسة المجالس فيما تبقى لها من عمر انتدابي. وقبل انخراط بعض الحزبيين في عملية "البيع والشراء"، وتهريب المستشارين إلى فيلات وفنادق في مدن بعيدة عن مقرات سكناهم، لضمان الأغلبية والفوز بالرئاسة، وجهت قيادة أحزاب التحالف الحكومي، تحذيرات شديدة اللهجة إلى كل منتخبيها، ودعتهم إلى الحفاظ على الأغلبية نفسها التي تشكلت ما بعد انتخابات شتنبر 2021، وعدم المساس بأي رئيس، أو التحالف مع مستشاري المعارضة. وتمرد العديد من مستشاري أحزاب الأغلبية الحكومية على توجيهات القيادة، وانخرطوا في حملات استباقية لطرد "إخوانهم" من مناصب المسؤولية على مستوى رئاسة العديد من المجالس الترابية. عبد الله الكوزي