حلحول شاب تاوناتي أنشأ تعاونية تنتج 600 ديكور من مختلف المواد جعل الجمعوي الشاب أحمد حلحول من صناعة ديكورات من نباتات مختلفة حرفة توارثها عن أجداده، منطلقا في سعيه لنجاح راكمه تدريجيا وبقي فيه وفيا لمثل "حرفة بوك ليغلبوك"، قبل أن يطور منتوجاته مع متطلبات العصر واحتياجات الأسر ليس فقط بالمغرب، بل خارجه بمختلف الدول الأوربية انتشرت فيها بشكل لافت. منذ صغره تعلم أحمد من أبيه "حرفة" مشتهرة بها دواوير بجماعة جبابرة بقرية با محمد بتاونات. تعذر عليه إتمام دراسته وانقطع عنها من المستوى الثالث ابتدائي، وغادر أسوار مدرسة بمسقط رأسه مبكرا لينغمس في حرفة أتقنها وكانت سبب شهرته وطنيا ودوليا، سيما بعدما أسس التعاونية الحرفية الوحدة قبل 12 سنة خلت. تضم التعاونية حاليا 29 متعاونا وتتكلف بتوزيع منتوجات سكان 27 دوارا بجماعة جبابرة، ما دفعها لتوسيع رقعة تدخلها وفتح مقر جديد بدوار الغزلان بوشامل بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خصصت 18 مليون سنتيم لتجهيزه ضمن مشروع تتشارك فيه 9 أطراف منها وزارة الصناعة التقليدية ومديريتها والجماعة. يقول أحمد حلحول، رئيس التعاونية، الثلاثيني المتزوج، إن هذا المقر الجديد المفتتح قبل أسبوعين، انضاف إلى ذاك القديم الموجود بدوار العزيب بالجماعة نفسها، الذي اعتمد في إخراجه للوجود على إمكانياته الذاتية في علاقة مع جميع المتعاونين الذين ازداد عددهم تدريجيا بزيادة شهرة التعاونية محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا. وتحدث عن نحو 600 "موديل" تنتجه التعاونية وشركاؤها الحرفيون ب27 دوارا بالجماعة تتكلف بتسويق ما ينتجون من قفف وكراسي وأرائك وصالونات و"باراصولات" للتخييم صنعت من مواد، خاصة القصب والدوم والسمار وعود الماء وغيرها مما تلينه أنامل مبدعيها وتصنع منه ديكورات جميلة يقبل عليها الزبناء بتفاوت. وأوضح أن التعاونية تقتني من الحرفيين غير المتعاونين، منتوجاتهم وتعيد تسويقها بطرقها الخاصة واعتمادا على إمكانياتها وعلاقة متعاونيها مع العارضين، بما في ذلك خلال معارض جهوية آخرها ذاك المنظم، أخيرا، بمدينة الحسيمة بعدما شاركت في دورات سابقة لمعارض بمدن فاس والرباط والبيضاء ومراكش وغيرها. وقال "التسويق في تعاونيتنا، كان تقليديا في بدايته، نبحث عن زبناء بطرقنا الشخصية"، مستدركا "لكن بعدما وثق الزبناء في منتوجنا، زاد إقبالهم عليه خاصة ما يتعلق بتجهيز المنازل بالتجهيزات التقليدية المصنوعة من الدوم والقصب، إن في الإنارة أو الكراسي والأرائك وغيرها"، مؤكدا اللجوء، أخيرا، للتسويق الإلكتروني. وأكد أنه رغم إحداث صفحات بمواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الإقبال على المنتوج لم يكن في مستوى التطلعات، ليبقى الاعتماد على التسويق الميداني أهم بما في ذلك في مختلف الدول الأوربية التي لا تكاد دولة تخلو من منتوج تعاونية الوحدة بفضل التنسيق المحكم مع أحد أشهر مسوقي المنتوجات التقليدية عالميا. وأكد أن السوق الإنجليزية أكثر الأسواق إقبالا فيها على مختلف منتوجات التعاونية التي يروض منخرطوها القصب والدوم وغيرها من المواد الطبيعية، ليجعلوا منها قوالب وديكورات تصلح لتزيين المنازل وصالات الاستقبال وحتى في الخرجات السياحية والاستجمامية، وتزيين الإنارة والحدائق الخاصة. وأثنى على الدور المهم الذي لعبه نجيب السرغيني، شريك التعاونية، في ترويج منتجاتها على المستوى الأوربي، مشيرا إلى رغبتها الانفتاح على أسواق أخرى عالمية يتطلب تسويق منتوجاتها فيها، دعاية أكبر، دون استبعاد التفكير في المزيد من استغلال العالم الافتراضي في ذلك لتحفيز الزبناء المحتملين على اقتناء منتوجاتها. ورغم أن تعاونية الوحدة تعتبر من التجارب التعاونية الناجحة والنموذجية بإقليم تاونات، إلا أن طموح حلحول ومتعاونيها، لا يقتصر على ما تحقق وجلب اهتمام زوار من خارج الإقليم، بمن فيهم أعضاء منتدى كفاءات تاونات الذين زاروا مقرها، أخيرا، وأطلعهم على ما تنتجه الأنامل الذهبية لنسائها ورجالها من ديكورات جميلة. حميد الأبيض (فاس)