حفيضي وموجاني حصدا جوائز «تيلي» العالمية عن فيلميهما تلعب الأفلام الوثائقية دورا مهما في معالجة قضايا المجتمع المختلفة، فهي توفر نافذة على الواقع، وتساهم في توعية الجمهور، وتثير نقاشات فعالة حول قضايا معينة. ولأن قوة هذا الصنف الإبداعي المزاوج بين الجنس الإخباري والحس الفني، تكمن في اعتباره أداة قوية للتغيير الإيجابي، المتمثل في التأثير على السياسات العامة والسلوك الفردي، عبر تسليط الضوء على القضايا الأكثر أهمية في عصرنا لإيصال الرسالة إلى من يهمهم الأمر بحثا عن حلول جماعية، اختار محمد حفيضي وعبد الإله موجاني دخول عالم الأفلام الوثائقية لخدمة الوطن والمواطن. ولأنه عمل ذو رسالة نبيلة من قبل شخصين عصاميين، كان لا بد من الاحتفاء بمحمد حفيضي وعبد الإله موجاني ضمن زاوية "قافزين"، باعتبارهما من الكفاءات الشابة التي تستحق تسليط الضوء على قصة نجاحها، بعد أن استطاع الشابان الجمع بين عدد من التوجهات لتحقيق طموحاتهما وأحلامهما. "طريق النجاح يبدأ بخطوة وتحقيق الحلم ينطلق بتجاوز الأمور المستحيلة"، حكمتان اعتمدهما الشابان حفيضي وموجاني اللذان أصبحا عنوانا عريضا لمقالات بمختلف وسائل الإعلام الوطنية، لتألقهما على الساحة الدولية، بعد أن نال عملان متميزان من إعداد طاقم مغربي جوائز دولية باسم شبكة "الشرق" الإعلامية في جائزة "تيلي" العالمية، التي تأسست في 1979 في الولايات المتحدة، وتُعد من أرقى وأقوى الجوائز في مجال الإنتاج التلفزيوني والرقمي على المستوى العالمي، حيث تتنافس فيها سنويا أكثر من 13 ألف عمل من أبرز المؤسسات الإعلامية، الدولية مثل CNN ،Fox News ،HBO ،Time Warner ما يجعل الفوز بها إنجازا يعكس مستوى عالميا من الاحترافية والتميز. واستطاع الإعلامي المغربي محمد حفيضي والمخرج عبد الإله موجاني أن يحجزا لنفسيهما مكانا ضمن المتوجين، باعتبارهما أحد الوجوه الرائدة التي ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز، ففيلماهما الوثائقيان، "زلزال الحوز تحت رحمة الخيام" و"الحلم الهندي"، اللذان أنتجا بالتعاون مع شركة الإنتاج المغربية "سيفين آرت ميديا" تحت إدارة إيمان تداوت، وحظيا بإشراف فريق شبابي مبدع يضم وليد موجاني ومهدي بوعروة ومنصف متوكل وطارق ضرار، حصدا الجائزة الفضية والبرونزية على التوالي، متفوقين على عدد هائل من الأعمال الدولية الرفيعة المستوى. ويكشف هذا النوع من النجاحات كفاءة المخرج عبد الإله موجاني، الذي راكم تجربة مهنية واسعة في صناعة الأفلام الوثائقية، وتصوير العديد من البرامج والمسلسلات، ليمنح كل عمل لمسته الفنية الفريدة، التي تجمع بين الدقة المهنية والعمق الإنساني، إلى جانب المسار المتميز للإعلامي محمد حفيضي، الذي بدأ حياته المهنية في مجال التحقيقات الصحافية، وتمكن من الظفر بالجائزة الكبرى للصحافة الوطنية في 2015، عن برنامجه في القناة الأولى المغربية "45 دقيقة". ولم تكن طريق ابن الفقيه بن صالح مفروشة بالورود، فالشاب العصامي اختار العاصمة الاقتصادية لتحقيق حلمه في عالم صاحبة الجلالة، بحرصه على سهر الليالي في الدراسة والبحث عن التميز وهو طالب بالمعهد العالي للصحافة والإعلام بالبيضاء، فبعد التخرج وولوج مهنة السلطة الرابعة والتوقيع على مسار مشرف في مجال التحقيقات الصحافية بالقناة الأولى، قرر خوض تحديات جديدة مكنته من اكتساب خبرات دولية قيمة، من خلال عمله في شبكة "الكأس" القطرية، ورئيس تحرير لمجموعة من البرامج التلفزية، من بينها برنامج "أسرتي" والبرنامج الاجتماعي "واش احنا هوما احنا"، قبل أن يتخصص في صناعة الأفلام الوثائقية، بعد حصوله على دبلوم من معهد الجزيرة للإعلام في 2023. وتتواصل أحلام محمد حفيضي وعبد الإله موجاني لخوض تجارب جديدة في عالم الأفلام الوثائقية، في ظل الدعم الموجه من قبل شبكة "الشرق" للكفاءات المغربية، واستعداد الشبكة الإعلامية في الأشهر المقبلة لبث وثائقي جديد عن آلة الهجهوج الخاصة بكناوة في الصويرة، من إنتاج مغربيين لا ينفكان في التأكيد على مكانة المغرب مفرخة للطاقات الشابة التي تترك بصمة عالمية. محمد بها