قضين ساعات في الجحيم بمسكنهن الوظيفي وزملاؤهن لجؤوا إلى "فيسبوك" للإبلاغ عن معاناة نقلوها في صور أقلت مروحية، معلمات كن محاصرات بالثلوج في أحد الدواوير المعزولة بالثلوج بميدلت، صباح أمس (الاثنين)، إذ وجهن نداء استغاثة عبر مواقع اجتماعية، خاصة أن إحداهن تعاني مرض السكري.وكان رجال ونساء التعليم العاملون بفرعيات مناطق نائية بالأطلس المتوسط، دشنوا أول أيام عطلة نهاية الأسدس الأول، بمعاناة حقيقية للتنقل إلى حيث تقطن عائلاتهم لقضاء العطلة رفقتها، إذ حاصرتهم الثلوج وحالت دون وصولهم الآمن إلى أقرب طريق وطنية أو جهوية، تفتح في وجوههم آمال معانقة الأهل والأحباب في مدن بعيدة بمختلف جهات الوطن.ولم يجد الضحايا من وسيلة للتخفيف من معاناتهم غير الشبكة العنكبوتية للإخبار بآخر مستجدات حصارهم في تواصل مباشر مع معارفهم ومتتبعي خطواتهم، عبر موقع "فيسبوك"، ناقلين صورا صادمة لمسارات طويلة موغلة في "عذاب" ضاقوه طيلة ساعات قضوها في رحلة الشتاء عبر طرق غارقة في ثلوجها وتهميشها، لكنها أمنت وصول بعضهم إلى طريق النجاة."ما عرفتش واش احنا أساتذة ولا عسكر".. بهذه العبارة نقلت المعلمة "إ. ت" معاناتها من أجل مغادرة مقر عملها في اتجاه سكنى عائلتها، في تعليق عفوي ناطق بلسان آلام اعتصرت فؤادها، على صورة ظهرت فيها حاملة "رزمة" ملابسها وحاجياتها، مضيفة "ها المعاناة، ها العذاب، ها الواقع المر، ها الحقيقة، ها شنو كيعيشو الناس د التعليم"، مؤكدة "خصنا غير السلاح ونرجعو عسكر".ساعتان من المشي المرهق في أجواء يسودها البرد والثلج والعاصفة و"الزليق" و"الثقل"، للوصول إلى "الطريق السيار" كما وصفت ذلك هذه المعلمة في التعليق ذاته المرفوق بصور تؤرخ لمسارات مختلفة من رحلة "عذابها" من أجل "الخروج" من حصار طبيعي أرقها وزميلاتها وزملاءها الذين عاشوا كوابيس يومية مع الثلوج وبعد دخولهم في عطلة أضاعوا ساعات منها في طريق سفرهم.أما زميلها "م. م" فنقل بالصورة والتعليق، رحلة ثمانية كيلومترات وسط جبال الأطلس الشامخة مشيا للوصول إلى الأقسام لتأمين اجتياز تلاميذ فرعية للامتحان المحلي، ومغادرتها في الاتجاه المعاكس، مؤكدا أن "هذا جزء يسير من معاناة هيأة التدريس بالمناطق القروية خاصة بأدغال المناطق المنسية"، خاتما بقوله "لنا ولكم الله يا أبناء الجبال والشعاب بربوع الوطن الجريح". أما معاناة ثلاث معلمات بمنطقة آيت عبدي بنواحي إقليم ميدلت، فكانت أكبر الأحد الماضي خاصة أن إحداهن تعاني مرض السكري وتحتاج إلى الدواء اللازم، بعدما وجدن أنفسهن محاصرات بمسكنهن الوظيفي بمنطقة تمزغرت، دون أن ينجحن في مغادرة مقرات عملهن لقضاء عطلة منتصف السنة الدراسية بين أحضان أسرهن البعيدة لانقطاع الطرق المؤدية إلى الدوار، قبل استنجادهن بالسلطات.المعلمات اللائي يدرسن في فرعيات، تمزغرت ونيدرت بمجموعة مدارس آيت عبدي أولغازي، حظين برعاية السكان فيما تواصلت الجهود لتأمين وصولهن إلى إملشيل على مسافة تقارب 60 كيلومترا تمر بمناطق محاصرة بالثلوج، قبل التحاق زميلتهن المدرسة بفرعية إغلان، بهن لمشاركتهن معاناتهن على غرار سكان تلك المناطق الذين ضاقوا ذرعا وخرجوا في احتجاجات تندد بتهميشهم.حميد الأبيض (فاس) احتجاجات بسبب وفاة حامل علت أصوات احتجاجات سكان دوار آيت زيد بأغبالو، الجمعة الماضي، غضبا على وفاة “ر. ز” امرأة حامل وضعت مولودة بمستشفى خنيفرة الذي نقلت إليه على متن سيارة إسعاف تابعة لجماعة كروشن، بعد خمسة كيلومترات قطعوها وهي على أكتافهم، دون أن تنجح جهودهم واتصالاتهم المتكررة بمسؤولين في جماعتهم القروية الغارقة في التهميش والإقصاء، لتأمين نقلها.الغاضبون خرجوا في مسيرة قبل أن يعودوا أدراجهم صباح أول أمس (الأحد)، بعد وعود من الكاتب العام لعمالة ميدلت، بفتح حوار معهم فور دفن الضحية التي تسلمت عائلتها جثتها، فيما خرج سكان قصر تسراولين وآيت إعدو وميشليفن بإملشيل، صباح السبت الماضي، في مسيرة راجلة في اتجاه العمالة، قبل أن تعترض القوات العمومية طريقهم ليلا بقرية أموكر للحيلولة دون مواصلتهم مسيرتهم الغاضبة. ويطالب السكان المحتجون بضمان استفادتهم من الإعانات الموزعة على سكان الدواوير المتضررة من الثلوج وموجة البرد القارس، وتعويضهم عن الخسائر المادية التي تكبدوها بعد تعرض منازلهم إلى الانهيار الجزئي أو الكلي، والتدخل لإصلاح الطريق بين أموكر وباقي الدواوير التي تعرف هشاشة خاصة بين أموكر والبرج، المقطع الذي يتهدده الانهيار ما قد يتسبب في انقطاع الطريق.ح. أ (فاس)