ميراوي نفى حرب الوزراء والبرلمانيون يتوسطون لاستئناف الدراسة وجه عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وخالد أيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، نداء إلى طلبة كليات الطب من أجل وضع الثقة في الحكومة واجتياز الامتحانات، وتجنب سنة بيضاء. وجاء هذا النداء في اجتماع دام خمس ساعات عقدته بشكل مشترك لجنتا التعليم والقطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، رغم انتقاد البرلمانيين لاستحالة إجراء الامتحانات، لأن الطلبة لم يدرسوا شيئا بسبب مقاطعتهم للدراسة. واقترح البرلمانيون القيام بدور الوساطة وهاجموا الحكومة، مدعين أنها تعيش حربا داخلية بين ثلاثة وزراء ورئاسة الحكومة، ما أزم الوضع، وهو ما نفاه الوزراء. إعداد: أحمد الأرقام نفى عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن يكون السبب في حدوث أزمة كليات الطب والصيدلة والأسنان. وتفاعل ميراوي مع التهمة التي وجهت إليه، مؤكدا أنه إذا أريد له أن يكون كبش فداء، فإنه مستعد لكي يضحي، ولا مشكلة لديه لأنه وضع نصب عينيه تنزيل الإصلاح لخدمة المصالح العليا للوطن، والطلبة والمواطنين. ميراوي: مستعد لتحمل المسؤولية السياسية وبطريقة غير مباشرة، نفى ميراوي، اتهامات فرق المعارضة بوجود حرب داخل الحكومة لتصفية الحسابات بين ميراوي، وخالد أيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، ومصطفى بايتاس، وزير العلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، ورئاسة الحكومة. وأكد ميراوي أن الإصلاح قرار حكومي، وأنه أخذ على عاتقه إنجازه، مضيفا أن النموذج التنموي الذي اطلع عليه البرلمانيون، وعموم الشعب المغربي حصر مدة تكوين الطالب الطبيب في خمس سنوات، وأن مدة التكوين تم التوافق بشأنها مع ممثلي الطلبة في 2022، بل وطالبوا بها، رغم أن البعض يقضي 15 سنة في الكلية كي يتخرج، وأن المعدل الحالي لتخرج الأطباء هو 8.3 سنوات. وأضاف أنه وعد ونفذ فكرة فتح كليات جديدة في المغرب العميق، بجهة كلميم واد نون، وبني ملال خنيفرة، وبإقليم الرشيدية، لفسح المجال أمام أبناء الفقراء، معتبرا إدراج نقطة رفض قبول رفع عدد الطلبة سنويا بنسبة 20 في المائة ضمن الملف المطلبي عارا على جبين الطلبة المحتجين. الطلبة انقلبوا على الاتفاق امتعض الوزير ميراوي من الطريقة التي بات يتعامل بها البعض مع أعضاء الحكومة الذين حضروا وشاركوا في الاجتماع لحلحلة الأزمة، مشيرا إلى أن ممثلي الطلبة صادقوا على الاتفاق الأخير وحينما ذهبوا عند الآخرين الجالسين في الجموع العامة، رفضوا الاتفاق وتغير كل شيء في رمشة عين، رغم إعادة تأكيد الحكومة على مضامين البلاغ السابق الصادر في 24 يونيو، الذي تلاه مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، على الصحافيين في الرباط، أنها مستعدة لمراجعة التأديبات وإلغاء العقوبات، والأصفار في حالة مشاركة الطلبة في الدورة الاستدراكية وبرمجة التداريب الاستشفائية. وانتقد إصرار طلبة الطب على توقيع محضر مع الحكومة، واصفا ذلك بـ"العناد"، مشددا على أن العرض الذي قدمته الحكومة للطلبة يفوق مضمون المحضر وملزم للحكومة. أيت الطالب: عرض الحكومة لا مثيل له أقر خالد أيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، بوجود أزمة تواصل تسببت في إحداث نوع من عدم الثقة بين الحكومة وطلبة كليات الطب، موجها نداء إلى الطلبة بتعليق إضراباتهم واجتياز الامتحانات، كي لا تتعقد الأمور أكثر. وأضاف أيت الطالب أن الجميع مقتنع بأن الحكومة قدمت حلولا من أجل إنهاء هذه الأزمة، لافتا إلى أنه في آخر لقاء مع ممثلي الطلبة كان على يقين بأنهم سيعودون إلى الدراسة، غير أن الحكومة تفاجأت بقرارات أخرى مختلفة عن التوجه الذي حصل في الاجتماع. وشدد على أن العرض الذي قدمته الحكومة لا مثيل له، وأن جل النقاط الواردة في الملف المطلبي لطلبة الطب تحققت، وحتى التي كان فيها خلاف مثل تقليص سنوات التكوين تم تجاوزها. وأوضح المسؤول الحكومي، أن مشكل التدريب الميداني الذي كان ضمن الملف المطلبي للطلبة، لم يعد مطروحا، والشيء نفسه بالنسبة إلى التعويضات، التي تمت مراجعتها، كما تمت إعادة النظر في الأمور البيداغوجية. ووجه أيت الطالب نداء إلى طلبة كليات الطب، لاجتياز الامتحانات، واعدا بتجاوز جميع العراقيل، مضيفا أن النقطة العالقة المتبقية هي الجدولة الزمنية، إذ طلبت الحكومة من العمداء التعامل بمرونة مع الطلبة. الحكومة لا تخطط لرسوب الطلاب قال أيت الطالب "نحن لا نريد أن يرسب الطلبة، بل على العكس نسعى لكي يحققوا النجاح لأننا في أمس الحاجة إليهم"، مجددا الدعوة لطلبة الطب بالعودة إلى الأقسام واجتياز الامتحانات، وأنه كلما حصل تأخير تعقدت الأمور. وأشار أيت الطالب إلى أن الإصلاح ارتكز على تشخيص الوضع الذي تعيشه المنظومة الصحية ومتطلبات السكان، ولا بد من مباشرة الإصلاح الآن، شاء من شاء وأبى من أبى، لأن الطب يتطور بسرعة بحكم التطور التكنولوجي، والطب الجيني، والذكاء الاصطناعي. ووجه نداء إلى الطلبة لإعمال الثقة والدخول في هذه الدينامية الحكومية، وأن الأساتذة هم الضامنون لذلك حتى تذهب الأمور في الاتجاه الصحيح. وبخصوص التحفيزات، قال إن الإصلاح الذي جاء به الملك محمد السادس فيه أجوبة عن حاجيات ومتطلبات طلبات الطلبة والمواطنين. البرلمانيون يتوسطون لحل الأزمة هاجمت فرق المعارضة الطريقة التي اشتغل بها الوزراء، وسجلت غياب الانسجام، بل وجود تطاحن في ما بينهم، تجلى في عدم علم ميراوي بتوجيه المعارضة طلب الحضور إلى الجلسة العامة لمناقشة أزمة طلبة كليات الطب، وحديث مكتب مجلس النواب عن اعتذار وهمي للوزير بعدم الحضور. وقال رؤساء فرق ومجموعة المعارضة، إن الحرب السائدة بين الوزراء، هي جزء من الأزمة التي تمر منها البلاد، وأنه يمكن إجراء تعديل حكومي وحل المشكل. واستغربت المعارضة حديث برلماني استقلالي من الأغلبية عن وجود حرب بين ميراوي وأيت الطالب، وآخرين والتي من اللازم حلها، فيما نفت فرق الأغلبية وجود أزمة وحرب داخلية بين ثلاثة وزراء هم ميراوي، وأيت الطالب، وبايتاس، ومع رئاسة الحكومة، وأكدت أن البعض استغل الملف سياسيا للتشويش على الحكومة، لترد المعارضة بأنها تهمة قديمة لم تعد تقنع أحدا، وأن المشكل يكمن في إخفاق الوزراء. والتمس البرلمانيون من الحكومة القيام بالوساطة، على أساس حصول اتفاق.