النظافة بسلا… الغائب الأكبر

سماح السلطة بفتح أسواق عشوائية زاد من انتشار الأزبال باتت أحياء بسلا تغرق في الأزبال ليل نهار. وبحكم اتساع المدينة التي أصبحت مليونية بعد البيضاء، يكاد قطاع النظافة ينفلت من يد المسؤولين، سيما بعد سماح السلطات الترابية بتشييد أسواق عشوائية. إنجاز: عبدالحليم لعريبي/ تصوير (عبدالمجيد بزيوات) على طول كورنيش سلا تنتشر الأزبال، سيما بمنطقة سيدي موسى. قاذورات وأكياس مملوءة وقمامات من مختلف الأنواع والأشكال، توحي لك بأن النظافة تبقى الغائب الأكبر، وفي كثير من الأحيان يتم إضرام النار في أكياس بلاستيكية كبرى، حيث توجد مطاعم غير مصنفة للأسماك، كما يعمل هواة صيد الصدفيات "بلح البحر" على طهوه بمحيط الضريح، وحينما ينتهون يتركون بقاياه والنار مشتعلة فيه. غير بعيد عن ضريح سيدي موسى الدكالي، أصبح الوضع لا يطاق، من قبل زوار المنطقة والسكان أيضا، وكأن المنطقة خارجة عن التدبير المفوض، رغم صرف ملايين الدراهم على تهيئة الكورنيش. أما بحي الرحمة، وعلى طول الشارع المؤدي من النفق بحي اشماعو نحو السوق المعروف وسط السلاويين بـ"سوبير"، تنتشر القمامة في واضحة النهار والليل، سيما حينما يغادر الباعة الجائلون المنطقة. وفي الجهة الجنوبية المقابلة لهذا الشارع، حول باعة المتلاشيات قطعة أرضية فسيحة إلى مزبلة محاذية للحي الصناعي، بعدما سمحت السلطات الترابية بإثبات هذا السوق العشوائي، بعد تفكيك سوق الصالحين المؤقت بحي كريمة ونقل أصحابه نحو السوق الجديد، لكن الذين لم يستفيدوا من ذلك باتت وجهتهم هذه البقعة الأرضية. صالح واحد من المواطنين القاطنين بهذا الشارع الكبير المؤدي من النفق نحو "سوبير" يشتكي مشاكل النظافة ليل نهار. ويؤكد أن عمال النظافة يزورونه بين الفينة والأخرى لجمع القمامة، لكن لا يستطيعون تنظيفه بالكامل وباستمرار. أزبال الباعة الجائلين غير بعيد عن شارع الرحمة، تنتشر الأزبال على طول امتداد شارع ابن الهثيم بحي الانبعاث، التابع لمقاطعة تابريكت نحو وادي الذهب الخاضع لنفوذ مقاطعة العيايدة. لكن هذه المرة بوصفه أكبر تجمع لمختلف المتلاشيات، التي يتركها الباعة الجائلون، وتقدر مسافة الشارع بأزيد من كيلومترين تمتد إلى عمق حي وادي الذهب. أما قيسارية وادي الذهب المتفرعة عن شارع النصر، فقد غزتها أزبال إلى الداخل، ويشتكي العديد من التجار من غياب عمال النظافة أو شاحناتهم التي لا تدخل إلى هذه الأزقة الضيقة. ويؤكد أحد التجار بالقيسارية أن الباعة الجائلين من الخضر والفواكه يتركون ما أفسدته الحرارة يوميا بشارع النصر وأيضا بشارع ابن الهيثم، ما يحول حياة السكان إلى جحيم، بسبب انتشار الروائح الكريهة، نتيجة التباطؤ في جمع المواد المتعفنة. وبالمنطقة السكنية الضحى، تم السماح بإحداث سوق عشوائي، تحولت معه حياة الناس إلى جحيم لا يطاق، بسبب ترك فضلات الدجاج وبقايا الخضر والفواكه. ولم يعد الباعة الجائلون من المغاربة فحسب من يتسببون في انتشار الأزبال، بل حتى المهاجرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء أصبحوا يساهمون في ذلك، وأصبحت إقامات سكنية تؤوي المئات الذين يتكدسون في بيوت ضيقة. الأشغال تفاقم الوضع لا يساهم المواطنون والباعة الجائلون في انتشار الأزبال فقط، بل حتى الأشغال العمومية التي انطلقت بسلا، وتأخر بعضها في الانتهاء من الإنجاز، باتت بدورها تساهم بشكل كبير في تلطيخ سمعة المدينة، من حيث النظافة. وعلى طول شارع رحال المسكيني تترك الشركات المكلفة بإعادة الحفر لتزويد المدينة بالماء، الأتربة والأكياس البلاستيكية وغيرها من بقايا الآليات، ما عمق من جراح السكان الباحثين عن بيئة أفضل. وحول أصحاب الدراجات الثلاثية العجلات "تريبورتر"، مناطق بأكملها إلى مطارح عشوائية بما فيها المنطقة الساحلية الممتدة من حي اشماعو نحو بوشوك، إذ ينقلون ليلا الأتربة وبقايا البناء من الحديد والأليمينوم وغيرهما، ويفرغونها بجنبات الشريط الساحلي، دون مراقبة ولا محاسبة أحياء نظيفة... الاستثناء في الوقت الذي تعاني فيه أحياء سكنية، كقرية أولاد موسى وحي سيدي موسى والانبعاث وقطاع العيايدة والشيخ لمفضل والفروكي وبوشوك والمدينة العتيقة، انتشار الأزبال، تنعم أحياء أخرى بالنظافة، كما هو الحال ببطانة التي تقطنها الشخصيات المسؤولة، والأمر نفسه بمناطق بسلا الجديدة.

النظافة بسلا… الغائب الأكبر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"العام زين" على "دوزيم"

مهرجان الفيلم بطنجة في أكتوبر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات