مهرجان الشارقة… الطفل مفتاح المستقبل

ركز على أهمية الاستثمار في الطفولة ورفع شعار "كن بطل قصتك" سنة بعد أخرى يؤكد مهرجان الشارقة القرائي الطفل، الذي انطلق تحت شعار "كن بطل قصتك"، بداية الشهر الجاري، على أهمية الاستثمار في الطفولة، باعتبارها عنوان مستقبل الشعوب، والمرآة التي تعكس الوجه القادم، في ظل ما يعرفه العالم من تطور تكنولوجي أضحى يهدد الإنسانية في عدد من المفاهيم. مهرجان الشارقة القرائي للطفل لا مس في عدد من الجلسات والورشات التي تنظم، أهمية زرع القيم الإنسانية في رجال الغد، والحث على الابتكار في جميع الميادين، وفق رؤية مستقبلية، تضع الطفل في مقدمة الانشغالات. حيرة ليل...المغرب في الشارقة أبت أمينة العلوي الهاشمي، كاتبة ومديرة نشر دار نشر ينبوع الكتاب، خلال مشاركتها في مهرجان الشارقة للطفل، إلا أن تشارك بقصة جديدة، تناقش موضوع تعامل طفل القرن الحادي والعشرين مع الموروث الثقافي، ومدى تقبله لما يسمعه من حكايات وقصص الأجداد. وتروي القصة عن طفل اسمه "ليل"، ذي السادسة ربيعا، الذي احتار بين روايتين مختلفتين، الأولى لجدته من جهة الأب، عن قصة السن اللبنية المفترض أن ترمى لعين الشمس طلبا لسن جديدة تدعى "سن الغزال"، والثانية التي روتها الجدة للأم، لكي تخبره أن عليه أن يضعها تحت الوسادة ليلا، لكي يأخذها الفأر ويضع مكانها نقودا. وتناقش القصة موضوعا كيف لطفل هذا العصر أن يصدق مجموعة من الروايات القديمة، وكيف يمكن للآباء التعامل معها عن طريق الإرشاد والتدبر، والتوفيق بين أفكار الجيلين.، قصة ليل ينضاف إلى مجموع الكتب التي تسعى من خلالها إلى إرشاد الطفل إلى أهمية الاستفادة من الموروث المغربي والثقافة الشفوية، مع ضرورة المحافظة عليها والتعامل معها بوعي وإدراك. وينضاف "حيرة ليل" إلى مجموع الكتب التي تسعى الكاتبة من خلالها إلى إرشاد الطفل إلى أهمية الاستفادة من الموروث المغربي والثقافة الشفوية، مع ضرورة المحافظة عليها والتعامل معها بوعي وإدراك. الرسوم المتحركة...بوابة الإبداع يحظى إنتاج الرسوم المتحركة، بمكانة مهمة في منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي وقف عليه المشاركون في جلسة متخصصة ضمن فعاليات مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة المصاحب للدورة 15 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2024، إذ تم التركيز على دور التعاون بين الثقافات في تطوير هذا الفن وفتح آفاق مستقبلية له في منطقة الشرق الأوسط. ووقف المتدخلون على أهمية هذا النوع من الفن في تطوير مهارات الأطفال، إذ أكد كامل عويس، مدير الأعمال والمحتوى في سبيس تون، أن القناة لا تعتبر منصة تلفزيونية فحسب، بل توجد بقوة عبر المنصات الرقمية ويحاول القائمون عليها دمج وتعزيز المحتوى الاجتماعي في الرسوم المتحركة، بغرض التعليم والترفيه، مع الحرص على أن يكون العمل ناجحا وسليما، مشيرا أنه انطلاقا من وجود القناة في دولة الإمارات، فإنها تسعى دائما إلى التعاون مع العديد من الشركات المحلية والدولية لضمان استمرارية الإنتاج، من خلال جلب العديد من أفلام الرسوم المتحركة من الشرق والغرب مع الحرص على تعديلها ثقافيا لتتناسب مع ثقافة المنطقة. أهمية الرسوم المتحركة تحدث عنها كذلك أوليفييه دومونت، رئيس شركة هاسبيرو للترفيه، إذ قال إن التعاون بين الثقافات المختلفة في مجال إنتاج الرسوم المتحركة، هو مفتاح التطوير الرئيس لهذا القطاع ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، بل في العالم ككل، مضيفا "نحن نمتلك شراكات في مختلف مجالات الرسوم المتحركة كمنصات الإنتاج والمؤلفين وغيرهم، وعلينا دائما أن نسعى إلى توفير طرق موحدة للعمل كأسرة، مع مراعاة الفوارق الثقافية لكل منطقة، ويمكننا أن نثبت من خلال ذلك كيف أن هذه الثقافات إذا توحدت فستشكل دافعا رئيسا لمزيد من التطوير". صناعة المحتوى...الأطفال حاضرون لم يعد صناعة المحتوى مقتصرة على أشخاص معييين، بل أضحى بإمكان الأطفال هم أيضا دخول غمار التجربة والمغامرة، وهو ما أكده فيصل القدرة، صانع المحتوى وخبير التسويق الرقمي، خلال الرحلة الفنية التي اصطحب فيها مجموعة من الأطفال لشرح آليات صناعة المحتوى باستخدام الهاتف. وأوضح القدرة، أن صناعة المحتوى باتت متاحة لجميع الناس، بحيث يمكن للصغار أو المبتدئين البدء فيها باستخدام الهواتف المحمولة في ظل التطور الهائل الذي شهدته خلال السنوات الأخيرة، كما يمكن استخدام معدات بأسعار رخيصة ومتوفرة لدى الجميع، مقدماً عددا من النصائح لتجنب الوقوع في بعض الأخطاء أثناء إنتاج المحتوى. وقسم خبير التسويق الرقمي مراحل صناعة المحتوى إلى 3 أقسام رئيسة، الأول مرحلة ما قبل الإنتاج، وعرض خلالها كيفية تفعيل إعدادات الهاتف لإنتاج محتوى ذي جودة عالية، والثاني مرحلة الإنتاج، وفيها يتعلم الفرد ثلاثة إضاءات: الأساسية والفاصلة والخلفية، لافتا النتباه إلى أن الإضاءة الأساسية هي الأعلى جودة، والتي تنير الوجه، أما الإضاءة الفاصلة فهي التي تفصل بين الشخص والخلفية، فيما تُعنى الإضاءة الخلفية بإنارة كل ما هو في الخلف، بحيث يكون ما في الخلف والإضاءة الفاصلة بلونين متناغمين. وأوضح فيصل أن المرحلة الثالثة هي مرحلة ما بعد الإنتاج، وتقتصر على نصائح لتحسين الجودة، مثل مسح عدسة الهاتف وتفعيل وضع الطيران لعدم الإزعاج وتعديل الفيديو عبر برنامج "Capcut". عائلتي هي الدنيا... معاناة الطفل اليتيم رافق الزوار الصغار لفعاليات الدورة الـ 15 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، بطل قصة "عائلتي هي الدنيا"، في رحلة بحثه عن السعادة، واكتشافه لشعور الأمان، حيث أخذتهم مؤلفة القصة الكاتبة السورية في جلسة قرائية نظمتها مجموعة كلمات إلى عوالم الطفل الذي يعيش في دار أيتام، ويفتقد والديه في حياته اليومية. وتسلط القصة الضوء على قضية الأيتام، وشعور الطفل الذي يعيش مع زملائه في دور الأيتام أو بيوت الرعاية الاجتماعية، لكن ذلك لا يمنعه من التعامل مع مشاعره بطريقة إيجابية، ففقدان والديه والشعور بالوحدة لم يقف عائقا أمام تحقيق أحلامه وبناء مستقبله، ونظرته الإيجابية للحياة ستجعله يدرك أن العالم هو بيته الكبير، وأن الأطفال هم عائلته، ومعهم لن يستطيع اليأس إن يتسلل إلى قلبه، بل بمحبتهم سينتصر وسيعيش الحياة التي يحلم بها. وأكدت راما قنواتي الكاتبة السورية أن فكرة الكتاب تدور حول شعور الطفل اليتيم بالوحدة وانعزاله عن المجتمع والإحساس بالفرق بينه وبين أقرانه في المدرسة، وفقدانه للحياة المثالية التي يعيش فيها في أحضان عائلته بين إخوته وأبيه وأمه، إلى جانب الحزن الذي يشعر به، بسبب الممارسات الإقصائية، مشيرة إلى أهمية تعزيز الوعي بقضية هذا الطفل والتخفيف من معاناته، من خلال تشجيعه والوقوف إلى جانبه. شعر الأطفال... أداة تربوية وقف ليام كيلي الكاتب الإيرلندي ، ومحمد جمال عمرو، الكاتب الأردني في جلسة نقاشية على أهمية الشعر، وكيفية الاستفادة منه، باعتباره أداة تربوية تعزز تفاعل الأطفال، وتطور تجربتهم التعليمية، إذ دعا المتدخلان إلى ضرورة تبني شعر الأطفال في المدارس، والاستفادة من خيارات وتقنيات التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، لبناء علاقة الصغار مع الشعر. وقال ليام كيلي، مدرس المرحلة الابتدائية الذي كتب سلسلة "وليام القلِق"، المستقاة من قصة حياته "نحتاج إلى التكنولوجيا لتعليم الشعر في الوقت الحاضر، فالجانب البصري يعزز جاذبية الشعر، سيما أن الأطفال لا يحبون التحدث أمام الآخرين بشكل مباشر في العادة، ومن خلال استخدام الأجهزة، وأدوات وسائل التواصل الاجتماعي، والمنصات الصوتية والمرئية، سيكونون في وضع أفضل للتعبير عن أنفسهم، ونحن كآباء يتوجب علينا الاستعداد لتقبل هذه المنصات التي ستصبح بمثابة العرف السائد خلال خمس سنوات". أما جمال عمرو، مؤلف كتب الأطفال، فأكد أنه لا يمكن إجبار الأطفال على قبول الشعر وكتابته، لكن يمكن بالتأكيد تعريفهم بوسيلة تساعدهم على التعلم من خلال الشعر، لهذا يتوجب الحرص على الوصول إلى عقلية الطفل، والارتقاء بها من خلال توفير ما يريده.، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الكثير من الشعراء والتربويين لا يبادرون إلى الاستفادة من الوسائط والتقنيات المتاحة، لتقريب الصغار من الشعر. مهارات الكتابة الإبداعية أتاح مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الفرصة أمام اليافعين لاكتساب مهارة الكتابة الإبداعية، بهدف خلق ثقافة الارتباط بالأدب منذ مرحلة التكوين، وتعزيز الأدوات المناسبة أمامهم للتمكن من بناء نص إبداع بعناصره المتكاملة بدءا من الفكرة، وصولا إلى خروجها نصا في يد القارئ. وقالت الدكتورة وفاء الشامسي، المتخصصة في أدب الأطفال واليافعين، إن ورشة الكتابة الإبداعية تعتمد على ربط اليافعين بمجال الأدب وتنشيط الذهن لخلق أفكار مترابطة من البداية للنهاية، موضحة أن الجزء النظري يعتمد على شرح بنية كتابة القصة وكيفية الربط بين الكاتب والبيئة المحيطة به، فيما يركز الجزء العملي على استعراض نماذج مختلفة للكتابة وآلية الانتقال من حدث لآخر داخل الحكاية، وصولا إلى النهاية. وأشارت إلى أهمية شرح فكرة تكوين القصة لليافعين لمساعدتهم على الانطلاق بالكتابة، موضحة أنه ليس هناك عمر محدد لبدء الكتابة الإبداعية، لأن الإبداع لا يرتبط بعمر محدد، لكن في الوقت ذاته هناك معطيات معينة ترجع إلى الإعداد الأكاديمي والفني واكتساب المهارات ومدى تمكن الكاتب من أدواته. وفي إطار التفاعل الإيجابي، قامت بمرافقة اليافعين في ورشة عمل بعنوان "ورشة الكتابة الإبداعية لليافعين"، وانقسمت ورشة العمل إلى جزأين، أولهما نظري يتعلق ببنية كتابة القصة والاعتماد على ربط الكاتب بمعطيات البيئة المحيطة، والثاني يتمثل في الجزء العملي وهو "الكتابة" عبر استعراض نماذج وتقديم التغذية الراجعة للتعرف إلى أساسيات كتابة القصة. وقدمت "الشامسي" للطلبة مجموعة من الأحجار لاستخدامها في ابتكار شخصية خيالية ورسمها على تلك الأحجار، ثم وضعها في مشكلة، على أن يسعى الطلبة إلى إيجاد حل لها، من خلال صياغة حكاية من وحي أفكارهم. كريمة مصلي (موفدة الصباح إلى الشارقة)

مهرجان الشارقة… الطفل مفتاح المستقبل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سينما

مخاطر التلقيح... الحقيقة والادعاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات