النيابة العامة بالبيضاء تمنع الموظفين من معاينة الأموات

تسبب مرض الطبيب رئيس مصلحة حفظ الصحة بعمالة الحي الحسني بالبيضاء واستفادته من عطلة مرضية لخمسة أيام، في احتقان كبير، الجمعة الماضي، بلغ مداه هجوم ذوي ميت على مكتب رئيس مقاطعة الحي الحسني احتجاجا على التأخر الكبير في تسليم رخصة الدفن التي تبنى على معاينة الطبيب رئيس المصلحة المذكورة.وعلمت "الصباح" أن مهمة معاينة الموتى لمنح شهادة الوفاة التي تبنى عليها رخصة الدفن بالمقبرة، كانت قبل أسابيع مهمة يقوم بها موظفون عاديون، تلقوا تكوينا في معاينة الموتى والتمييز بين الوفاة الطبيعية وغير الطبيعية، إلا أن قرارا للنيابة العامة بالبيضاء، صدر أخيرا إثر واقعة محاولة دفن مسن تعرض للضرب، برخصة بنيت على شهادة وفاة طبيعية أنجزها عون من المصلحة المذكورة، وهو الأمر الذي انتهى بإجراء بحث أفضى إلى إيقاف العون ذاته بالإضافة إلى شقيقتين، ابنتا الهالك، مع صدور قرار بوجوب معاينة جثث الموتى من قبل طبيب مصلحة الجماعة وعدم الترخيص بالدفن في حال إنجاز المعاينة من قبل الأشخاص غير المؤهلين.وأفادت مصادر "الصباح" أن القرار عقد سلاسة مساطر الدفن، كما أثقل كاهل الطبيب الوحيد الموجود بمصلحة حفظ الصحة، نظرا لشساعة تراب عمالة المقاطعة الحضرية الحي الحسني.وظهرت الأزمة أكثر، يوم الجمعة الماضي، حينما تغيب الطبيب نفسه، قبل أن يكتشف المسؤولون أن سبب الغياب مرضه مع إرساله رخصة مرضية مدتها خمسة أيام، وهو الغياب الذي تزامن مع وجود ثماني حالات للوفاة، أعلن عنها صباح الجمعة الماضي، وتعذر الحصول على رخصة الدفن بسبب عدم وجود الطبيب، ما حال دون الحصول على شهادة الوفاة التي يوقعها، وزاد من مأساة ذوي المتوفين، الشيء الذي دفعهم إلى التوجه إلى مقر المقاطعة الجماعية للاحتجاج. وتواصلت الاحتجاجات إلى حدود الظهر، بعد تدخل عامل الحي الحسني، وإيفاد طبيبة لشغل المهمة مؤقتا.وكشفت الرخصة المرضية للطبيب رئيس مصلحة حفظ الصحة عن اختلالات كبيرة في مجال حفظ الصحة، إذ أن طبيبا واحدا يتكلف بمجمل اختصاصت المصلحة في تراب العمالة التي تضم حسب إحصاء 2004 ما يقارب 350 ألف نسمة، وأنيطت بها مهام حساسة من قبيل حفظ الصحة الغذائية المتجلية في مراقبة جميع المواد الغذائية، ثم حفظ الصحة العامة من خلال مراقبة جميع المحلات والمؤسسات والفضاءات الموجودة بالعمالة، ناهيك عن مصلحة الوفيات، والتطهير ومحاربة الحشرات والفئران ومراقبة الماء الشروب والمياه العادمة، ومحاربة داء السعر والكلاب الضالة والتكفل بعلاج المصابين بعضات الحيوانات، ناهيك عن توزيع دواء السكري ومهام أخرى كثيرة وغير محصورة.وكانت المقاطعة الجماعية قبل تقسيم 2003 بوحدة المدينة، تضم جماعتين، جماعة ليساسفة وجماعة الحي الحسني، وتتوفر على طبيبين، إلا أنه بعد التوحيد، أصبحت تتوفر على طبيب واحد، ومع منع الموظفين والأعوان من القيام بمهام الصحة من قبل النيابة العامة، يرى المتتبعون أن الطبيب الوحيد، لا يمكنه واقعيا تحمل كل أعباء الصحة بالعمالة.المصطفى صفر

النيابة العامة بالبيضاء تمنع الموظفين من معاينة الأموات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الرميد للموثقين: التفتيش تعزيز للثقة ومحاربة للفساد

حالة استنفار عسكري على الحدود الموريتانية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات