وزير الخارجية يحل بالمغرب ومباحثات مع ناصر بوريطة بحثا عن فصل جديد من العلاقات تكثف الدبلوماسية الفرنسية تحركاتها، من أجل النهاية الرسمية لمرحلة أزمة العلاقات مع المغرب، إذ ينتظر أن يصل ستيفان سيجورني، وزير الخارجية الفرنسي، إلى الرباط الاثنين المقبل لإجراء مباحثات مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، في أول لقاء رسمي يجمع مسؤولي البلدين منذ أشهر عديدة. وكشفت تسريبات دبلوماسية أن الزيارة المتوقعة، بداية الأسبوع المقبل، تحمل طابعا خاصا، لأن الجانب الفرنسي يراهن عليها من أجل تسريع أجندة زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المقررة إلى المغرب. وأطلق سيجورني، رئيس الدبلوماسية الفرنسية، سلسلة تصريحات تحمل الكثير من الانفتاح تجاه المغرب، منذ تحمله حقيبة وزارة الخارجية، إذ أكد أكثر من مرة تصميمه على كتابة فصل جديد في العلاقات المغربية الفرنسية، وكشف أنه بصدد إجراء اتصالات مع مسؤولين مغاربة، منذ تعيينه في 12 يناير الماضي. وأكدت وكالة الأنباء الفرنسية الرسمية، أن باريس تحرص على تجديد أواصر الثقة مع المغرب، واصفة العلاقات الثنائية بأنها "ضرورية". وأعلن ستيفان سيجورني، وزير الخارجية الفرنسي، في 10 من فبراير الجاري، أنه سيعمل شخصيا على تحقيق التقارب بين فرنسا والمغرب بعدما شهدت العلاقات بينهما توترا في السنوات الأخيرة، إذ صرح ليومية " فرانس وست " بأنه أجرى عدة اتصالات مع مسؤولين مغاربة، منذ تعيينه في 12 يناير الماضي. وأكد سيجورني أن إمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية، طلب منه التكلف شخصيا بالعلاقة الفرنسية المغربية لكتابة فصل جديد منها، مسجلا أن فرنسا كانت دائما في الموعد، خاصة في ما يتعلق بالقضايا الأكثر حساسية مثل الصحراء، وأن دعم فرنسا لخطة الحكم الذاتي المغربي أصبح حقيقة واقعة منذ 2007. واعتبر سيجورني أن الوقت حان للمضي قدما، كاشفا النقاب عن مستجدات إيجابية في مسار العلاقات المغربية الفرنسية، ينتظر أن يتم الكشف عنها في الأسابيع والأشهر المقبلة. وبدوره استحضر كريستوف لوكورتيي، سفير فرنسا بالرباط في محاضرة عن العلاقات بين الرباط وباريس، نظمها الجمعة الماضي، مركز الأبحاث القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة الحسن الثاني-عين الشق بالبيضاء، تكليفه من قبل ماكرون بملف العمل ميدانيا على تحسين العلاقات مع المغرب . وقال الدبلوماسي الفرنسي إن البلدين محكومان بقدر موضوعي، على اعتبار أن علاقة أوربا بالجنوب تمر بالمغرب، معبرا عن اهتمام فرنسي كبير برؤية الملك محمد السادس، وأنه " إذا نجحنا في بناء جهة مفتوحة ودينامية ومزهرة ومتشاركة سيكون هذا أمرا ممتازا، لكن في حال لم نجد المشترك لن نجني إلا عدم الاستقرار "، مشددا على أن إعادة تأسيس محور باريس الرباط يجب أن تكون على أساس مقاربة تشاركية شاملة، تأخذ بعين الاعتبار علاقة المغرب الخاصة مع الاتحاد الأوربي. ياسين قُطيب
