صديقي: المعرض فضاء لاستكشاف السوق الأوربية والألمانية بالنسبة إلى المنتجات المغربية شارك محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، الأسبوع الماضي، إلى جانب المفوض الأوربي للزراعة ووزير الفلاحة والتغذية الألماني والعديد من الوزراء المكلفين بالفلاحة في الافتتاح الرسمي للدورة 88 من الأسبوع الأخضر الدولي، الذي يقام من 19 إلى 28 يناير الجاري في برلين. وللسنة التاسعة على التوالي، تهدف مشاركة المغرب في الأسبوع الأخضر لبرلين، إلى التعريف بمنتجات الصناعات الغذائية المغربية، خاصة المنتجات المحلية، وكذلك تعزيز صادرات منتجات الصناعات الغذائية واستكشاف منافذ جديدة للعرض المغربي في الساحة الدولية. وتشكل المعارض الدولية للفلاحة مناسبة للتعريف بالتجربة المغربية عبر حضور مختلف الجهات والسلاسل الإنتاجية، إلى جانب المنتوجات المجالية التي تقدمها التعاونيات، والاطلاع على تجارب البلدان الأخرى، وحضور المنتديات والموائد التي تقام على هامش فعاليات المعرض الدولي، حول التحديات والرهانات التي تواجه قطاع الفلاحة في العالم. وحرصت المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات "موروكو فوديكس"، التي تسهر على تنظيم المشاركة المغربية، على أن يقام الجناح المغربي على مساحة 623 مترا مربعا، تغطيها حوالي عشرين منصة عرض للمنتجات المحلية المغربية. كما يتكون الجناح من فضاء مركزي مخصص للأنشطة الثقافية، وعروض لفن الطبخ المغربي. وتشارك حوالي عشرين تعاونية ومجموعة ذات النفع الاقتصادي، تمثل مجموع جهات المملكة، بعرض مجموعة متنوعة من المنتجات المحلية، التي تعكس أصالة وثراء المنتوجات المحلية والثقافة المغربية. ويعد الأسبوع الأخضر لبرلين، الذي يعتبر من أقدم المعارض المتخصصة في الفلاحة والأغذية والبستنة، (أطلق سنة 1926)، أحد أكبر التظاهرات الدولية المخصصة للأغذية والفلاحة والبستنة، التي تجمع بين المستهلكين وصناع القرار والفاعلين في سلاسل التوزيع والباحثين في مجال الابتكار الفلاحي. وتضم نسخة هذه السنة أكثر من 1400عارض يمثلون حوالي ستين دولة، وتستقبل أكثر من 300 ألف زائر على مساحة 118 ألف متر مربع. وحرص الوفد المغربي المشارك في الدورة، على تنشيط مائدة وزارية مستديرة، نظمها البنك الدولي والمملكة المتحدة ووزارة الفلاحة الألمانية، تحت شعار "الحوار حول السياسات الفلاحية"، شارك فيها محمد صديقي، وزير الفلاحة، الذي تطرق إلى تجربة المغرب في مجال الانتقال إلى سياسة فلاحية أكثر استدامة، في إطار إستراتيجية الجيل الأخضر، والتي تعطي الأولوية للعنصر البشري في ركيزتها الأولى. وأوضح الوزير أن هذه الإستراتيجية تتمحور حول استدامة السلاسل الفلاحية في ركيزتها الثانية، من خلال التكيف مع تغير المناخ، واستدامة سلاسل القيمة والحفاظ على الموارد الطبيعية واستغلالها المعقلن، سيما المياه والتربة، من خلال الاستثمارات الضخمة في الممارسات والتقنيات الزراعية المبتكرة، مشيرا إلى ان الفلاحة المغربية تهدف إلى تعزيز مرونة نظامها الغذائي واستدامة زراعتها، مع وضع العنصر البشري في قلب معادلتها. ولم يفت الوزير التوقف عند تحدي التغيرات المناخية، الذي بات يشكل مصدر قلق عالمي، مؤكدا أن التعاون الدولي في مجال العمل المناخي، يظل حيويا لمواجهة تأثيره على الأمن الغذائي والزراعة. ويرى وزير الفلاحة أن مبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية التي أطلقها المغرب خلال "كوب22" تهدف إلى تطوير أنظمة إنتاج فلاحية مستدامة ومرنة تساهم في الأمن الغذائي وظروف معيشية أفضل، مشيرا إلى أن هذه المبادرة مكنت سبع دول إفريقية من وضع خطط استثمارية ذكية مناخيا. وتندرج المائدة المستديرة في إطار الحوار السياسي حول الانتقال إلى فلاحة مستدامة وتعتمد على الدينامية غير المسبوقة لتحويل النظم الغذائية خلال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين. وتهدف المائدة المستديرة إلى مناقشة أولويات العمل السياسي والشراكات التي سيتم إنشاؤها خلال العامين المقبلين. ويوفر حوار السياسات الفلاحية، الذي أطلقته رئاسة المملكة المتحدة لمؤتمر الأطراف السادس والعشرين والبنك الدولي، منصة لتبادل المعرفة وتسهيل الشراكات وتعبئة القيادة السياسية لتحويل النظم الغذائية.