رحيل الفنان المخضرم الذي جاور البشير لعلج وبوشعيب البيضاوي غيب الموت، مساء أول أمس (الأربعاء)، الفنان والممثل بوجمعة أوجود الشهير بلقب "عزيزي"، عن سن ناهز الثالثة والثمانين، بإحدى مصحات الدار البيضاء. الراحل بوجمعة أوجود كان وجها فنيا مألوفا لدى أجيال من المغاربة، التي ترسخت في أذهانها إطلالة هذا الفنان الذي يعد من رواد فن التمثيل منذ منتصف الخمسينات، وأحد آخر أعضاء فرقة "الكواكب" فضلا عن حضوره في عدد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية. وفي سياق متصل قال الإعلامي والفنان عمر عزيز السملالي إن الراحل "عزيزي" كان شاهدا على مرحلة مهمة من تاريخ فن التمثيل بالمغرب، خاصة أنه التحق مبكرا بفرقة الراحل بوشعيب رشاد، بالمدينة القديمة، ومنها كانت انطلاقته الفنية بأدوار صغيرة أسندها له رشاد أشهرها دور الخادم "مسعود". وتحدث السملالي رفيق درب أوجود، في حديث مع "الصباح"، عن جوانب من طفولة الفنان الراحل قائلا إنه يتحدر من منطقة طاطا التي قدم منها طفلا رفقة والدته الكفيفة، ونشأ يتيما بالمدينة القديمة، قبل أن يلتحق بفرقة بوشعيب رشاد التي كانت تقدم عروضا تمثيلية في المناسبات الوطنية خلال فجر الاستقلال. وأضاف السملالي أنه بعد رحيل رشاد، التحق أوجود، نهاية الخمسينات، بفرقة "الكواكب" التي كان يرأسها الفنان البشير لعلج وتضم أسماء، من قبيل بوشعيب البيضاوي وأحمد القدميري وعبد الرحمان الصويري وإدريس عباس وأحمد بريك وأحمد الجمالي، وهناك تجاورا معا. وتميزت المسرحيات التي كانت تقدمها فرقة "الكواكب" باعتمادها الفرجة الفكاهية، من خلال التوزيع الإثني للهجات والشخصيات، التي تتراوح بين العروبي والشلح والفاسي واليهودي مع ما يرافق ذلك من توزيع للقيم الأخلاقية التي تقابل كل شخصية أو انتماء عرقي. وبعد رحيل المؤسس البشير لعلج في الستينات، انقسمت فرقته إلى قسمين، ليواصل أوجود تجربته رفقة كل من عبد الرحمن الصويري وأحمد القدميري، ثم التحق في ما بعد بفرقة عبد العظيم الشناوي، ليزاوج ما بين التمثيل على خشبة المسرح والإذاعة والوصلات الإعلانية، كما اشتغل عون سلطة تابعا لملحقة إدارية بالمدينة القديمة إلى حين تقاعده. عزيز المجدوب