ماهي قراءتك الجيو سياسية لأحداث السمارة بغض النظر عن نتائج البحث القضائي والشرطة العلمية؟ أعتقد أن القراءة العامة تؤكد أن الطرف الآخر بعدما انهزم في معاركه في الأمم المتحدة، وفي مجلس الأمن، تنصل من التزاماته ليس الآن ولكن منذ 2020، اللحظة التي أكد فيها أنه غير معني باتفاق وقف إطلاق النار الصادر في 1991، وأعلن أنه سيرجع إلى الحرب. واعتقد أن التقرير الأخير لأنطونيو غوتيريش، الأمين العام لهيأة الأمم المتحدة المرفوع إلى مجلس الأمن، كشف أن 80 في المائة من محاولات اختراق الجدار الأمني تقع في شمال الصحراء، وأن الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وكل دول العالم تعرف جيدا أنه لا يمكن لميلشيات البوليساريو إطلاق رصاصة واحدة دون أخذ الضوء الأخضر من النظام الجزائري، ومع ذلك لم تحقق شيئا وهو ما أكده تقرير الأمين العام. أكد تقرير الأمين العام فشل محاولات اختراق التراب الوطني ويتجه مجلس الأمن إلى تأكيد أهمية البحث عن حل سياسي للنزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، هل تعتقد أن أحداث السمارة هي رد فعل يائس على الفشل؟ بطبيعة الحال لا يمكن قراءة أحداث السمارة بمعزل عن السياق العام، إذ أقر تقرير الأمين العام الأممي بأن جل المحاولات التي جرت وقعت شمال الجدار قرب المحبس، وأن القوات المسلحة الملكية بادرت إلى إطلاع "المينورسو" على هذه الأحداث لتكون شاهدة على ما وقع، لدحض التضخيم والتهويل الذي يمارسه إعلام النظام العسكري الجزائري الحاضن للانفصال، وأن القوات المسلحة الملكية تتعاون بشكل شفاف مع "المينورسو". واعتبر أن أحداث السمارة هي محاولة يائسة لتغيير مرجعية البحث عن حل نهائي للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، إذ أن تقارير الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن أكدت أن الحل السياسي الذي يعد الحكم الذاتي إحدى ثماره، هو الحل الأمثل للقضية. تقارير الأمين العام الأممي وقرارات مجلس الأمن أقبرت بصفة نهائية مقترح الاستفتاء، وأمن المغرب ترابه وسيوسع نطاق ذلك في مناطق أخرى، فلماذا تصر الجزائر على معاكسة التقدم التاريخي؟ أوقفت الأمم المتحدة قرار الاستفتاء منذ 1997، اللحظة التي أعلنت فيها أنه يستحيل وبالمطلق إجراء استفتاء بناء على إحصاء هوية سكان الصحراء، وأنه لا يمكن تضمينها في لوائح لذلك تم القطع نهائيا مع هذا التصور، وأكدت على الحل السياسي عبر قرارات كثيرة. واعتقد أن ما قام به المغرب في الكركرات عبر تدخل الجيش الملكي لتأمين أمن المنطقة، يمكن فعله في مناطق أخرى، حتى وإن لم تكن ضمن المناطق التي يقال إنه متنازع عليها،لأن المغرب متمسك بقراره الذي وقعه بشكل منفرد في 1991 بوقف إطلاق النار. أجرى الحوار: أحمد الأرقام (*) الموساوي العجلاوي أستاذ جامعي وباحث في مركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية