الحزب شن هجوما على أوجار بسبب تذكيره بأن المغاربة أعادوا إخوان بنكيران إلى بيوتهم أشعلت محاضرة ألقاها محمد أوجار، القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار ووزير العدل السابق، على هامش الندوة الرابعة من موسم أصيلة الثقافي الدولي نار التصويت العقابي في "بيجيدي"، ما وضعه في مرمى نيران "المصباح" الذي انزعج أعضاؤه من القول بأن الإسلام السياسي مكنته الديمقراطية المغربية من آليات المشاركة السياسية، وتمكن أن يصير فاعلا على مستوى التدبير، لكن عاقبه المواطنون في النهاية وعاد إلى بيته. وعوض مناقشة مضامين المحاضرة هاجم إخوان بنكيران الجهة المنظمة للندوة لأنها "تمت في غياب تيار موجود ومستمر في الساحة، وكان له ومازال دور كبير وتاريخي في المساهمة في الحفاظ على الاستقرار والدفع بمسار الإصلاح، فضلا عن أن تجربته ناجحة ومتميزة ورائدة تشرئب لها أعناق العديد من الدول والحركات الفكرية والسياسية في عالمنا العربي والاسلامي، رغم كل الإكراهات والملاحظات". وأوضح أوجار أن هناك تجربة جديدة في المغرب وأن الوضع مختلف الآن، و"بما أننا نعيش اليوم هذا السياق الإستراتيجي الخطير، ونتحدث إلى جيل عربي جديد، نتساءل: هل تكفي اللغة العربية والامتداد الجغرافي والانتماء إلى الدين نفسه لصناعة نظام إقليمي؟". وسجل القيادي في التجمع الوطني للأحرار أن التجارب السياسية في البلدان العربية على مدى 60 سنة انتهت بالإقرار الأليم بأن هذه الاعتبارات لا تكفي، لأن النظام العربي الإقليمي شهد فشلا جماعيا في إشراك المواطنين والمواطنات في التدبير الديمقراطي لهذه الدول القطرية. واعتبر أوجار أن دائرة الفشل شملت ورش بناء منظومة قيم، متسائلا عن الرابط الذي يجمع الإسباني والسويدي والبلغاري والبرتغالي والتشيكي مثلا غير منظومة القيم، وعن ماهية منظومة القيم التي تجمع دولا لا يؤمن أغلبها بالديمقراطية ولا تؤمن بالحكم الرشيد ولا تؤمن بحسن الجوار، مبرزا أن هذه الدول هي نفسها التي "تعبث بثرواتها الوطنية في مشاريع تسليحيّة هدفها إسكات المعارضة وإيذاء الجار وإيذاء الأشقاء" في إشارة إلى الجارة الشرقية. وقال المتحدث أنه حين انتفضت شوارعنا ومدننا العربية خلال ما سمي ‘الربيع العربي’، الذي كان رفضا للدولة الوطنية ورفضا للنظام الإقليمي العربي، وكان خروجا يتطلع إلى الحرية والتغيير، لكم قوبل في الغالب بمنطق قمعي، وثورات مضادة أوصلتنا إلى انهيارات الدولة الوطنية، كما هو الحال في سوريا ولبنان وفلسطين وليبيا واليمن والعراق، لكن بعض الخطاب الأكاديمي العربي مازال يجرؤ على مواصلة الحديث عن نظام إقليمي عربي. ونبه أوجار إلى أن الدول العربية تحيا الآن في مجتمعات جديدة تحكمها وسائل التواصل الاجتماعي ويحكمها الإعلام الجديد والفورة الرقمية، التي خولت للشباب العربي أن يشترك مع الشباب العالمي، ومن ثم بدا له أنه "لا يمكن بناء الدولة الوطنية ولا يمكن بناء نظام إقليمي مع دول لا تحترم الحريات ولا تحترم الدساتير ولا يتم التداول فيها على السلطة عبر صناديق الاقتراع، ولا تشرك المرأة، ولا توفر شروط تدبير الاختلاف بوسائل الديمقراطية والقانون". ياسين قُطيب