هروب نائبة لرئيس مقاطعة في ظروف غامضة إلى تركيا استبق رئيس جماعة فاس التجمعي قرارا محتملا في حق نائبه الأول المنتمي لحزب الاستقلال، وسحب تفويض التعمير منه، وراسل السلطات قبل انتهاء مهلة 10 أيام، التي منحها سعيد زنيبر، والي الجهة، له للإجابة عن استفساره حول ظروف منح نائبه رخصتين غير قانونيتين وقعهما، إعمالا للمادة 64 من القانون التنظيمي للجماعات الترابية. ويبدو أن الوالي يمهد للجوء للقضاء الإداري طلبا لعزل هذا النائب موقع رخصة بناء منحت عبر المنصة الرقمية لإحداث تغييرات بمحلين تجاريين حولا إلى مقهى، وأخرى لربط بناية عشوائية بالماء والكهرباء، قبل سحبهما عقب ضجة إعلامية رافقتهما تزامنا مع اعتقال وعزل النائب الثالث للعمدة وهو برلماني من الاتحاد الاشتراكي. ولم يشمل سحب التفويض نائبي العمدة فقط، بل أيضا نائبه السادس من الأصالة والمعاصرة، المسحوب التفويض إليه للإشراف على المحطة الطرقية وسوقي التمر والسمك، بعد ثلاثة أشهر من طلبه إعفاءه من سوق السمك لوجود اختلالات وتجاوزات به وصعوبة وقف نزيفها وما تعيشه تجارة السمك بالجملة، من فوضى عارمة. ويبدو أن حلقات مسلسل سحب التفويض والعزل، ستطول أسماء أخرى وردت في ملف الفساد الرائج أمام غرفة الجنايات لجرائم الأموال والمتابع فيه أيضا العمدة وكاتب المجلس في حالة سراح، فيما النائب الأول لرئيس مقاطعة جنان الورد وجده نفسه في موقف لا يحسد عليه لتورطه في قضية ارتشاء والحكم عليه في قضية اغتصاب. ويحاكم النائب المكلف بالتعمير، في ملف منفصل، وثبتت محكمة النقض حكما أدانه بخمس سنوات سجنا نافذا لهتكه عرض فتاة مشردة استدرجتها زميلتها واستغلها جنسيا لما كان مسؤولا بجمعية تسير مؤسسة خيرية، قبل استقالته أثناء محاكمته وتبرئته ابتدائيا واستئنافيا بموجب قرار نقضه الوكيل العام وراجعته غرفة الجنايات بهيأة جديدة. وتؤكد هذه القرارات والمحاكمات والأحكام أن "الكوكتيل" السياسي المدبر لشؤون فاس ومقاطعاتها، لم يحمل نخبا مراهنا عليها لإخراجها مما هي فيه، ولا هو منسجم بما روج له بدليل التصدعات المتكررة آخرها في مقاطعة المرينيين بعد سحب التفويض من نائب استقلالي لرئيسها، في انتظار مآل نائبة تجمعية لرئيس سايس فارة من العدالة. وفرت النائبة لتركيا في ظروف غامضة قبل ساعات قليلة من صدور قرار إغلاق الحدود في وجهها، لورود اسمها ضمن أبحاث الأمن في ملف البرلماني الاتحادي، البوصيري، الذي لم تتابعه زوجته بتهمة الخيانة الزوجية بعد تصريحات مستمع إليهم أكدوا علاقتهما العاطفية وتوسطها في تلقي رشاو والاحتيال باسم رخصة الثقة لسياقة "طاكسيات فاس". حميد الأبيض (فاس)