المغرب ينقل معركته مع الاتحاد الأوربي إلى روسيا

فضل الوفد المغربي المشارك للمرة الأولى في المعرض الدولي للغذاء "وورلد فوود" في العاصمة الروسية موسكو، المنظم خلال الفترة بين 15 و18 شتنبر الجاري، استخدام مصطلحات دبلوماسية لتبرير سبب المشاركة في هذه التظاهرة الدولية المهمة، قبيل فترة قصيرة من إدراج روسيا المغرب ضمن قائمة مزوديها بالمنتوجات الغذائية، في وقت قرر الشريك الأوربي التاريخي إغلاق حدوده في وجه المنتوجات الفلاحية المغربية، الأمر يتعلق بمناورة مغربية في سياق معركة مع الاتحاد الأوربي، ذلك أن روسيا لطالما كانت خيارا ثانويا بالنسبة إلى المصدرين المغاربة، نظرا لبعد المسافة وضعف التجهيزات اللوجستيكية، إلا أن مستجدات السوق الجديدة، فرضت على هؤلاء المصدرين تصريف منتوجاتهم في السوق الروسية، التي تستورد خضرا وفواكه بقيمة 11 مليار دولار سنويا. المصدرون يبحثون تعزيز حصتهم في الفاتورة الغذائية لروسيا لطالما اعتبر البرتقال سفيرا للمغرب في روسيا، منذ أن رست أول سفينة سنة 1943 على أحد الموانئ الروسية محملة بـ«الكليمانتين» المغربي، الذي أصبح كناية عن الرائحة الطيبة واللون الآسر والمذاق الحلو، لتبدأ حكاية المستهلك الروسي مع الحوامض المغربية التي امتدت منذ حوالي سبعين سنة، قبل أن يصبح المغرب أول مزود للسوق الروسية بالحوامض، إلا أن السنوات الأخيرة عرفت بالموازاة نموا طفيفا لصادرات البواكر، وتشددا في المقابل من قبل المصالح الروسية في إجراءات السلامة الصحية في منافذها الحدودية، ليتم خلال السنة الماضية رفض كميات كبيرة من صادرات الحوامض المغربية بسبب ضعف الجودة.وفي هذا الشأن، أكد أحمد بنتهامي، مدير عام، المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، أنه تم رفض كميات من صادرات البرتقال المغربي إلى روسيا بسبب مشاكل في الجودة، إلا أنه تم التنسيق مع الوزارة الوصية والمنتجين والمصدرين من أجل تفادي تكرار هذا الحادث، خصوصا وأن منتوج البرتقال المغربي يتمتع بسمعة طيبة في السوق الروسية، مشيرا إلى أن هذه السوق استوردت 57 في المائة من حاجياتها من الحوامض من المغرب خلال السنة الماضية.ومن جهته، أكد محمد صديقي، الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري، أن المغرب يسعى من خلال مشاركته في هذه التظاهرة، إلى ترسيخ قيمة المنتوجات الغذائية المغربية في السوق الروسية، والتركيز على المنتوجات ذات القيمة المضافة، وكذا تلك التي يتم تحويلها، كما يشكل المعرض مناسبة لحل مجموعة من المشاكل المتعلقة بالتصدير بين الطرفين، خصوصا الاعتراف المتبادل بشهادات السلامة الصحية.ويواجه المغرب في السوق الروسية منافسة شرسة من قبل فاعلين آخرين، يتعلق الأمر بـ35 دولة تصدر إلى روسيا منتوجات فلاحية ذات جودة وبأسعار تنافسية، علما أن المغرب يساهم بحصة 3.2 في المائة فقط من الفاتورة الغذائية لهذا البلد، رغم رفع القدرة التصديرية خلال السنوات الأخيرة بزائد 51 في المائة، لتبلغ قيمة هذه الصادرات 1.5 مليار دولار.إلى ذلك، عانى المغرب منافسة شرسة من قبل دول الاتحاد الأوربي في السوق الروسية على مدى السنوات الماضية، إذ أكد عبد الله جناتي، مدير عام المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات، أن دول الاتحاد كانت تسيطر على 10 في المائة من واردات المواد الغذائية الروسية، قبل أن تتوتر العلاقات بين الطرفين وتفرض بروكسيل عقوبات اقتصادية على روسيا.وأشار جناتي بخصوص تثمين المنتوجات الفلاحية المغربية في السوق الروسية، التي امتدت خلال المشاركة المغربية في معرض «وورلد فوود» إلى بعض المنتوجات المحلية، مثل الزعفران وزيت الأركان وزيت الزيتون، إلى أن مؤسسته بصدد افتتاح مكتب تمثيلي بـ"سان بترسبورغ" الروسية، التي تحوي أكبر سوق للجملة لتداول الخضر والفواكه، سيهتم، ابتداء من شهر أكتوبر المقبل، بحماية العلامة التجارية للمنتوجات الفلاحية المغربية في السوق الروسية.وأجمع العارضون المغاربة في ختام هذه التظاهرة الدولية، على أن روسيا تظل سوقا استهلاكية ضخمة إلا أنها لا تخلو من مخاطر، إذ تراهن المقاولات المغربية من خلال مشاركتها في هذا المعرض، على اقتطاع حصة من سوق استهلاكية تضم 140 مليون نسمة، يستوردون 70 في المائة من حاجياتهم من الخضر والفواكه، و20 في المائة من منتوجات الحليب، وكذا 30 في المائة من حاجيات اللحوم، بما قيمته 42 مليار دولار في المتوسط سنويا. إعداد: بدر الدين عتيقي (موفد الصباح إلى موسكو)

المغرب ينقل معركته مع الاتحاد الأوربي إلى روسيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نراقب 20 مليون طن من المنتوجات الغذائيـة سنويـا

استمرار تداعيـات ملـف "شتريـت"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات