بورصة الخضر بإنزكان تسوق 700 ألف طن سنويا

تستقبل خضروات وفواكه سهول سايس والغرب والحوز وتادلة ودكالة وعبدة وسوس والصحراء يشكل الاحتفال بعيد العرش وعيد الشباب مناسبة أمام مختلف الفرق الفنية والاستعراضية التابعة للحرس الملكي لتقديم لوحات تجسد هاتين المناسبتين، وتبرز المظاهر الاحتفالية التي تعم مختلف جهات المملكة. ويشكل سوق الجملة للخضر والفواكه بمدينة انزكان أول قطب تجاري بالجنوب المغربي، وثانيها بالمغرب، سواء من حيث المساحة ومعدلات الشحن، أو كمية الخضر والفواكه المسوقة داخله، أو رقم معاملاته. ويضخ في خزينة الدولة ما بين 90 و100 مليون سنتيم شهريا. يعتبر سوق الخضر والفواكه لإنزكان، الممون والمزود الرئيسي والمركزي لجميع مناطق الجنوب المغربي، بصحرائه الشرقية والغربية، ولمجموعة من دول الساحل كموريطانيا والنيجر ومالي وغيرها، بل ولأغلب عمالات وأقاليم المملكة. ويزود السوق أغلب الأسواق ومتاجر الخضر والفواكه بالمملكة، بما فيها أسواق الجملة، إذ اتخذ لنفسه منذ السبعينات، رغم عشوائيته آنذاك، بحكم موقعه الجغرافي بوسط المغرب، مكانة أساسية في التجارة على المستوى الدولي والجهوي والوطني والمحلي. وأصبح يمثل ما يشبه بورصة لقيم أسعار الخضر والفواكه بالمغرب، إذ يعتبر مرجعا أساسيا في الأسعار، سواء لدى تجار الجملة، أو بالنسبة لمصدري الخضر والفواكه إلى خارج الوطن. موقع إستراتيجي للبورصة لعل ما جعل هذا السوق يثبت نشاطه بقوة منذ الستينات، ويفرض نفسه ليتم الاعتراف به رسميا سنة 1984، هو إنزكان ذاتها من خلال موقعها الإستراتيجي، وتمركزها وسط المغرب، كما أن المدينة في حد ذاتها، تعتبر سوقا مفتوحة على التجارة المحلية والجهوية والوطنية والدولية، وتحتل إنزكان الرتبة الأولى من حيث الإجمالي المخصص لقطاع البنيات التجارية بمدن العمالة، بقيمة 77.869.992.4 درهما من أصل 85.100.153.14 درهما. وتشكل مدينة إنزكان ملتقى الطرق الوطنية والجهوية، حيث تنشط حركة المرور والنقل والتنقل حول إنزكان عبر محاور رئيسية. يربط الأول شمال المغرب بجنوبه عبر الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين أكادير والحسيمة عبر مراكش وبني ملال وفاس وتاونات. ويربط المحور الثاني ما بين طنجة والكويرة مرورا بالمدن الساحلية ،عبر الطريق الوطنية رقم 1. ويربط المحور الثالث غرب المغرب بشرقه عبر الطريق الوطنية رقم 10 الرابطة بين أنزكان وأكادير وبوعرفة عبر تارودانت ورزازات والرشيدية. ويمر عبر محور أكادير وإنزكان أزيد من 30 ألف عربة يوميا ذهابا وإيابا، ويناهز معدل حركة المرور في الساعة الواحدة يناهز 1900 عربة تقريبا. ويتمركز سوق الجملة للخضر والفواكه بإنزكان في وسط المغرب، وبقلب إنزكان عاصمة سوس التجارية. ويقع فوق مساحة إجمالية تبلغ 60710 أمتار مربعة، ويضم 344 محلا خاصا ببيع الخضر والفواكه، إضافة إلى 58 محلا تجاريا مخصصا لبيع الفواكه الجافة، وستة مقاه. ويتوفر السوق على قاعات للشحن والعرض، تبلغ مساحة الأولى 1125 مترا مربعا، تم تفويتها لباعة الطماطم بموجب قرار بلدي. وتصل مساحة قاعة العرض الثانية إلى 1000 متر مربع، فوتت بدورها لباعة الطماطم، إضافة إلى قاعة للشحن لا تتجاوز مساحتها 3000 متر مربع، إذ تعتبر غير كافية، إذ تتم عملية الشحن خارج هذا الفضاء التجاري. وتدير شؤون هذا المركب التجاري شركة خاصة، تسيره بموجب عقد إيجار بينها وبين المجلس البلدي، بسومة كرائية شهرية تقدر بـ896.700.00 درهم، مع ضمانة محددة في مبلغ يعادل واجبات الإيجار لمدة شهرين. 18 ألف شاحنة إلى دول جنوب الصحراء يتميز سوق الخضر والفواكه بإنزكان، الذي يعرف أيضا بسوق الجملة، عن باقي أسواق الجملة بالمغرب، بنمط ونوعية تسويق المنتجات الفلاحية، سيما أنه لا يتوفر على قاعات العرض كما هو الشأن بباقي أسواق الجملة، حيث تخضع التجارة داخله لنمطين من العرض. ويتمثل النمط الأول من التجارة بالسوق، في عرض الخضر خارج الفضاء التجاري للمرفق، إذ يعرض جزء مهم من الجزر واللفت أمام الباب الرئيسي لمواقف السيارات. وتبتدئ عمليات البيع والشراء ابتداء من الساعة الواحدة صباحا، وتخضع البضاعة للبيع بين الوسطاء لأكثر من مرة، قبل أن تصل إلى البائع بالتقسيط، أو تجار التقسيط بالأسواق الداخلية بعدد من جهات المملكة، خاصة متاجر وأسواق أكادير وتزنيت وتارودانت وعدد من المدن الجنوبية. وتعرض أنواع من الخضر الأخرى كالفلفل والكورجيط والقرع والباذنجان والطماطم والبرتقال والبطيخ والدلاح، بالجهة الشرقية الجنوبية للسوق خارج فضاء السوق.أما النمط التجاري الثاني الذي يميز سوق الجملة بإنزكان، فيتمثل في العلاقات الخاصة التي أصبحت تربط الفلاحين والممونين، بأصحاب المتاجر داخل فضاء السوق، إذ يتقاضى أصحاب المتاجر عمولات من الممونين، مقابل عرض وبيع منتوجاتهم أمام متاجرهم. وتتراوح هذه العمولة ما بين 0.25 إلى0.50 درهم للكيلوغرام الواحد، أو نسبة 400 إلى 600 درهم في اليوم، تؤدى عن كل شحنة من الخضر أو الفواكه المحملة بواسطة الشاحنات.، بينما تتراوح العمولة بالنسبة إلى حمولات السيارات النفعية المملوءة بالجزر واللفت ما بين 100 و200 درهم، للعرض فقط. ويمكن لأصحاب المتاجر أن يتعاملوا مع أكثر من شاحنة، وذلك حسب الفضاء المتوفر أمام متجره.وتسوق "بورصة" الخضر والفواكه، حوالي 700 ألف طن من الخضر والفواكه، منها حوالي 500 ألف طن سنويا من الخضر الوافدة، وما يناهز210 آلاف طن سنويا من الفواكه. وتلجه يوميا، حسب الإحصائيات الرسمية المرتبطة برسوم الدخول، ما بين 50 و80 شاحنة محملة بالخضر والفواكه، إلى جانب ما بين 500 و800 سيارة نفعية محملة بالفواكه. ويقدر عدد الشاحنات المحملة سنويا بالخضر والفواكه من سوق الجملة الحالي، والمتجهة إلى وجهات مختلفة بالمغرب وبدول جنوب الصحراء كالسنغال وموريطانيا ومالي حوالي 18000 شاحنة، أي ما بين 35 و85 شاحنة يوميا. سوق كبير ببنيات مهترئة يستقبل السوق منتوجات فلاحية من مختلف مناطق الإنتاج بالمملكة، حيث ترد عليه أنواع منتجات الخضر والفواكه من جهة سوس ماسة درعة ومن مناطق الإنتاج بالصحراء المغربية، إضافة إلى خضروات وفواكه سهول سايس والغرب والحوز وتادلة ودكالة وعبدة. كما تفد على القطب التجاري سلع فلاحية من أسواق الجملة الكبرى بالمغرب، خاصة سوق الجملة بالبيضاء.ورغم قيمته التاريخية والثقافية والتجارية والاقتصادية، فإن بنياته التحتية صارت في حالة يرثى لها، وجلها مهترئ ومتآكل، فشبكة صرف المياه الشتوية مختنقة ولا تسمح بصرف المياه مما يجعل محلات السوق تسبح في برك مائية. أما الماء الصالح للشرب، فإن التجار يشكون نقصا في الربط بشبكة الماء الصالح للشرب العمومية. كما أن السوق لا يستجيب للطلبات المتزايدة للعرض داخله، إذ صار مكتظا بالتجار، ولم يعد يستوعب الكم الهائل المتزايد للأنشطة التجارية، خاصة أمام غياب قاعات وساحات العرض داخله، بعدما فوتت بلدية إنزكان في ظروف غامضة، مجموعة من تلك الساحات إلى عدد من التجار بقرارات احتلال مؤقت. كما أن فضاء السوق أضحى محاصرا بفضاءات ومرافق تجارية أخرى، ناهيك عن عدم قدرة قاعات الشحن، مما يجبر مستعملي الفضاء من تجار وفلاحين وممونين على عرض منتوجاتهم أو شحن مشترياتهم من الخضر والفواكه، خارج السوق، واللجوء تارة إلى المنطقة الجنوبية الشرقية. مشروع جديد للسوق في ظل هذه الإكراهات، التي تلقي بظلالها على أنشطة السوق وتؤرق المسؤولين، صادقت السلطات المركزية يوم 25 أكتوبر 2011 على مشروع سوق الخضر والفواكه الجديد المرقم تحت عدد 26/2011 ، حيث تم عرض مضامين المشروع الجديد لسوق للخضر والفواكه على العموم. ويتكون المشروع من 345 متجرا مخصصا للخضر والفواكه و92 متجرا للفواكه اليابسة، وقاعة للشحن مساحتها 4535 مترا مربعا، وقاعة للبيع بمساحة قدرها 8850 مترا مربعا، وكذا قاعة مغطاة مساحتها 2154 مترا مربعا. هذا، إضافة إلى مجموعة من المرافق الملحقة بالسوق الجديد للخضر والفواكه، تتكون من 15 محلا للعرض وبنكين و18 متجرا وستة مقاه ومحلين للتجارة المختلفة. إنجاز: محمد ابراهيمي

بورصة الخضر بإنزكان تسوق 700 ألف طن سنويا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

برامج رمضان... نمطية وتكريس مفهوم "تاعروبيت"

جوهـرة يحتفـي بإفريقيـا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات