برامج رمضان… نمطية وتكريس مفهوم “تاعروبيت”

الناقد إدريس القري قال إن رمضان ظل حبيس تصور مسيء من خلال مجموعة من البرامج كثيرة هي الأعمال التي عرضت خلال شهر رمضان الماضي على شاشات مختلف القنوات التلفزيونية الوطنية والتي اختار الناقد الفني إدريس القري بعضها لدلالتها ولتمثيليتها للحديث عنها إلى "الصباح" في هذا التقرير: قال إدريس القري، كاتب وناقد فني وسينمائي، أستاذ الفلسفة وأستاذ تاريخ الفنون البصرية ووسائل الإعلام وكاتب سيناريو، إن رمضان مناسبة تعرف كثافة استهلاك برامج التلفزيون، وهي بذلك في نظره تعتبر معيارا نسبيا، من بين معايير أخرى، لقياس الأداء الوظيفي لهذا التلفزيون سواء بالنسبة إلى القائمين على تنفيذ وترجمة التوجيهات الإستراتيجية المتعلقة باشتغاله في صيغة تدبير وتصميم شبكة برامج محددة، أو بالنسبة إلى واضعي هذه الإستراتيجيات وطبيعة اختياراتهم لوظيفته ولدوره في المجتمع من المنظور السياسي العام عن طريق وضع المبادئ الكبرى للخط التحريري لتسيير وتدبير وتصميم اشتغاله.وأضاف إدريس القري أن التلفزيون المغربي يرسم للناس من خلال برامجه بصورة غير لائقة وغير منسجمة مع روح الدلالة الثقافية والروحية ولا حتى الاجتماعية للشهر الفضيل وبالتالي، فرمضان في التلفزيون ومن خلال البرامج المخصصة له يصبح حبيس قالب تصور مسيء لمصدره العقائدي باعتباره شهرا" صعبا ومتعبا". الكاميرا الخفية خلط بين النكتة و"السكيتش" والكاميرا قال الناقد إدريس القري إن أول ملاحظة بشأن برامج الكاميرا الخفية، أن هناك التباسا كبيرا في التلفزيون المغربي حول مفهومها، إذ يتم الخلط بين "السكيتش" والنكتة والكاميرا بالمعنى البصري للكلمة، وبالتالي غالبا ما تكون الحلقات قريبة لـ"سكيتشات" متدنية القيمة وضعيفة الابتكار وخطية الحبكات. "إن الكاميرا الخفية كما أتصور فكرة بسيطة مبنية على خدعة لطيفة ذات مغزى، وفي الوقت نفسه تختبر إحدى قيم العيش الجماعي من خلال أسلوب يجمع التسلية والترفيه والبعد التربوي"، يقول إدريس القري، مضيفا أنه "إما أنها تكون مبنية حكائيا حول شخصية عمومية ذات مصداقية وشهرة في المجتمع، أو حول شخصية ذات مكانة اعتبارية حقيقية من حيث إنتاج القيم وبناء نموذج لثقافة الأمة وتاريخها، أو تكون مبنية ببساطة حول شخصية المواطن العادي في لحظات طريفة وذات دلالة جمالية من حيث تميز رد الفعل في عكسه لقيمة مجتمعية ما للتنبيه إليها تثمينا أو ضدها تنبيها".وفي ما يخص برامج الكاميرا الخفية على بعض القنوات الوطنية فإنها تمشي عكس ما ذكر الناقد إدريس القري، إذ تبحث في غالب الأحيان عن نجوم شعبويين معروفين جهويا ولا يحملون مشروعا فنيا أو فكريا، كما أنهم يعيدون إنتاج ما هو شعبوي ويومي وعادي جدا لمئات المشاهدين الذين يلتفون كل يوم في موعد الإفطار وخاصة الصغار والمراهقين والمواطنين غير المحصنين من مكر التلفزيون (إيحاءات تحدد لهم نوعية النجوم و"الرموز" التي ينبغي لهم التشبث بحبها ومن ثمة تقليدها واتباعها).ومن بين ملاحظات إدريس القري بشأن البرامج ذاتها أن مقالب الكاميرا الخفية، إلا استثناء، تتسم بالتمطيط الممل ولا توجد أي قيمة أو هدف من ورائها، إذ يفترض أن يكون المشاهد أمام أقصوصة لا يتجاوز حكيها الدقيقة وأن تكون مبنية على الحركية أكثر من الخطاب الكلامي. تظهر هذه الهفوات أيضا، حسب إدريس القري، بتفاوت بين برامج الكاميرا الخفية على القنوات الوطنية، فمثلا "جار ومجرور" على القناة الثانية بدت "كاميرا ثقيلة"، أنجزت من حيث الأفكار والإنجاز الفني بنوع من الاستسهال، فكل شيء اعتيادي ولا مجهود مثير لا في أوضاع الكاميرا ولا في الديكورات ولا في الحوارات، إضافة إلى النمطية التي تنتهي بها دائما بالقبل والعناق والكلام الخشبي تماما كما في تقديم المقلب.أما كبسولة "حمقا" على القناة "الأولى" فبدأت بفكرة تحمل مواصفات الكاميرا الخفية، لكن بعد الأسبوع الأول لم يعد هناك مضمون إبداعي وأصبح بدلا منه اجترار ووقوع الممثلة في فراغ مضموني مقرف. وفي ما يخص "واقيلة هو" على قناة "ميدي 1 تي في" فتنطبق عليه الملاحظات نفسها لبرنامجي "حمقا" و"جار ومجرور"، خاصة في ما يتعلق بطول الوقت والملل والفراغ من البنية الفنية لحبكة "المكيدة" باعتبارها حبكة تسلي وتعلم في الآن نفسه.ومن بين سيئات برامج الكاميرا الخفية على التلفزيون المغربي عموما، أنها لا تراعي جانب اللغة ما بين الفصحى التي لا يمكن ممارسة العمل بها في هذا السياق وما بين الدارجة التي تعتبر مبتذلة، وبالتالي ففي الغالب ما يتم استعمال لغة يومية وظيفية تنعت بلغة الرصيف. "لكوبل" أقل شعبية ونجاحا من السنة الماضية تعتبر سلسلة "لكوبل"، حسب الناقد إدريس القري، نموذجا للنجاح، وذلك لأسباب متعددة أهمها قصر الكبسولة المتراوحة مدتها ما بين دقيقتين وثلاث دقائق.ومن جهة أخرى، فإنها تضم ممثلين متكاملين يستطيعان السيطرة على اللغة والإمساك بناصيتها والتلاعب بها من خلال إيحاءات ومعاني غير مباشرة يتم توظيفها.وأضاف إدريس القري أن "لكوبل" سلسلة ناجحة وممتعة فيها مغزى معين ولو بشكل غير مباشر وفيها أيضا رسالة من الناحية الترفيهية رغم أنها تكرس فكرة دونية المرأة في الكثير من الحلقات.وفي مقابل ذلك فإن المرأة تظهر من خلال شخصية "الشعيبية" قادرة على الدفاع عن نفسها بغض النظر عن مكر الرجل، زوجها "كبور".وفي مقارنة بين الجزء الثاني من "لكوبل" والجزء الأول الذي عرض السنة الماضية، يقول إدريس القري، إن العمل في السنة الماضية كان ناجحا مائة في المائة، لكن هذه السنة بدا أنه لم يكن يحمل في طياته نَفَسَ شهر كامل.وفي هذا الصدد، يواصل إدريس القري بأنه بعد عشرة أيام تم استنفاد الإبداع مما ألحق ضررا بالسلسلة، مشيرا إلى أنه ربما كان وراء ذلك الاستعانة بخلية الكتابة والوقوع في اجترار وتكرار."ما يعاب بصفة خاصة على "لكوبل" نوع الجمود في الديكور والأداء نفسه وعدم استغلال المكان وانعدام حركية الأجساد" يقول إدريس القري، مضيفا أنه باستثناء اللكنة التي تتحدث بها "الشعيبية" فإنها ظلت جثة هامدة أمام الكاميرا الأمر الذي يتحمل مسؤوليته المخرج والكتابة الدرامية.وفي ما يخص شخصية "كبور"، يقول إدريس القري إنها اتسمت بالنمطية، واستهلكت نفسها والتجديد الوحيد الذي طالها هو أنها أصبحت في الجزء الثاني من العمل أكثر شرا وعنيفة في هجومها على المرأة وقد زاغ هذا الميل في رسم الشخصية عن جمالية شخصية "كبور" وتوازنها الجمالي. "زينة" أفضل مسلسل تلفزيوني لهذه السنة يرى إدريس القري أنه ينبغي الاعتراف على وجه العموم أن مسلسل "زينة " على القناة الثانية يعتبر من الأعمال المضيئة ضمن شبكة الأعمال الرمضانية في القنوات الوطنية.وقال إدريس القري إن ذلك راجع إلى التسلسل الدرامي والتشويق وكذلك الأداء المحترف خاصة للممثلين إدريس الروخ وسهام آسيف، إذ تقمصا شخصيتين متميزتين.وما يلاحظ حول شخصية "روكي" التي جسدها إدريس الروخ أن فيها نوعا من "المغربة" وأنها غريبة وتسعى إلى السلم، رغم أن المشاهد كان يتوقع أن تكون عنيفة وأنانية، إذ مع توالي بث الحلقات أصبحت هذه الشخصية تتخلى عن الطابع المميز لها وهذا راجع إلى الكتابة الدرامية ولا علاقة له بالأداء.أما الشخصية التي جسدتها سحر الصديقي فهي من المفروض أن تكون طيبة حد السذاجة، إلا أنه لوحظ هناك فرق بين الشخصية وأداء الممثلة الذي ينبغي أن يكون متحكما فيه على مستوى تعابير الوجه وتعبيرية الجسد وإظهار المشاعر والتحكم في تصريفها حسب الموقف في تتالي السرد الدرامي.ويرى إدريس القري أن "زينة" من إخراج ياسين فنان يبقى أفضل مسلسل تلفزيوني، إذ يعتبر سلسا. إعداد: أمينة كندي يرى إدريس القري أنه ينبغي الاعتراف على وجه العموم أن مسلسل "زينة " على القناة الثانية يعتبر من الأعمال المضيئة ضمن شبكة الأعمال الرمضانية في القنوات الوطنية.وقال إدريس القري إن ذلك راجع إلى التسلسل الدرامي والتشويق وكذلك الأداء المحترف خاصة للممثلين إدريس الروخ وسهام آسيف، إذ تقمصا شخصيتين متميزتين.وما يلاحظ حول شخصية "روكي" التي جسدها إدريس الروخ أن فيها نوعا من "المغربة" وأنها غريبة وتسعى إلى السلم، رغم أن المشاهد كان يتوقع أن تكون عنيفة وأنانية، إذ مع توالي بث الحلقات أصبحت هذه الشخصية تتخلى عن الطابع المميز لها وهذا راجع إلى الكتابة الدرامية ولا علاقة له بالأداء.أما الشخصية التي جسدتها سحر الصديقي فهي من المفروض أن تكون طيبة حد السذاجة، إلا أنه لوحظ هناك فرق بين الشخصية وأداء الممثلة الذي ينبغي أن يكون متحكما فيه على مستوى تعابير الوجه وتعبيرية الجسد وإظهار المشاعر والتحكم في تصريفها حسب الموقف في تتالي السرد الدرامي.ويرى إدريس القري أن "زينة" من إخراج ياسين فنان يبقى أفضل مسلسل تلفزيوني، إذ يعتبر سلسا.

برامج رمضان… نمطية وتكريس مفهوم “تاعروبيت”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"كنزة في الدوار" أو "أجي نضحكو على العروبية"

بورصة الخضر بإنزكان تسوق 700 ألف طن سنويا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات