“كنزة في الدوار” أو “أجي نضحكو على العروبية”

قال الناقد إدريس القري إن أول ما يثير بشأن سلسلة "كنزة في الدوار" على القناة الثانية ليس هو الموضوع وإنما الملابس والديكور ذات الألوان المتناثرة والصارخة والمثيرة في غير معنى أو دلالة. وأضاف إدريس القري أن هناك مجموعة من التناقضات والانفلاتات المرتبطة بالبادية والمدينة، إذ في منزل البيطري الذي يتخذه للسكن ويعد إسطبلا في الآن ذاته نجد من بين الديكورات كاميرا تعود إلى فترة السبعينات والتي لا يمكن أن يملكها سوى واحد من هواة التصوير الفوتوغرافي والمنتمي إلى الطبقة المتوسطة بالمدينة، الأمر الذي يطرح سؤال إن كان اختيارا أم اجتهادا مجانيا؟استرسل إدريس القري قائلا إنه رغم قوة الممثلين وحضورهم، لكن الكتابة والحوار لا جديد فيهما باستثناء اجترار المألوف والمبالغات والتصنع والافتعال وتكريس مفهوم "تاعروبيت" أو بعبارة أخرى "أجي نضحكو على العروبية والدوار"."بالسلسلة أكثر من شخصية تبدو سطحية لم تأخذ حقها عند الكتابة لجعلها ذات مكانة حقيقية في الحكاية. شخصيات أخرى أيضا متنافرة شكلا ولباسا رغم ما يوحدها من ألوان لا أفهم تطابقها وألوان العلم الوطني في مواقف ساخرة رديئة حوارا ووضعية…." يقول إدريس القري.ويبقى التساؤل المطروح، حسب إدريس القري، هو ما هو الهدف من وراء ترويج مثل هذه الأعمال؟ وسيكون الجواب ، حسب تصريحه، "كما عهدنا بنوع من التعالي أنها من أجل التسلية و"باركة من "التفلسيف" رغم أن ذلك يعتبر قمة إعادة إنتاج القيم التخريبية". "ألف ليلة وليلة" فقر في الأداء والديكور واللغة تعد فكرة مسلسل "ألف ليلة وليلة" على قناة "ميدي 1 تي في" فكرة جيدة حسب إدريس القري، لكن العمل يحمل في طياته كثيرا من الأخطاء التي لا ينطبق عليها سوى عبارة "الفظيعة". وأوضح القري أن هناك استثناءات قليلة على مستوى أداء الشخصيات فمثلا شخصية شهرزاد كانت أفضل من شخصيات شهريار وأخوه والخادمة الأساسية للقصر والإسكندر وزوجته...، إذ كلهم شخصيات ذات أداء فج وجامد وليس فيه لا تعبيرية ولا تميز.واسترسل إدريس القري أن حوار المسلسل كان رديئا بلغته الدارجة المبتذلة تحت ذريعة التقرب من العامة ربما وتحقيق التواصل معها، شأنه في ذلك شأن طريقة حركية أجساد الممثلين التي ينبغي أن ترقى إلى مستوى ما يتقمصونه على اعتبار أنها شخصيات تتطلب نوعا من التميز في الأداء.ويبقى ديكور المسلسل، حسب إدريس القري، غير ملائم على الإطلاق، لما يتطلبه من ملابس راقية وديكورات ذكية تعكس الفخامة وليس الاستعانة بخيم للرحل كما هو شأن المكان الذي يقطن فيه الامبراطور، لأن ذلك يجعل العمل محط سخرية وضحك، إلى جانب "البهدلة الجاهلة" التي تعرضت لها تقاليد التعامل مع الملوك والامبراطور بجعلهم عرضة للاقتراب الشديد من شخصهم وحصر حركاتهم وتعابيرهم وألفاظهم في لغة سوقية.ولم يتم الانتباه إلى الجزئيات في هذا العمل وواحد من بين المشاهد الكثيرة التي تعكس ذلك، حسب إدريس القري، مشهد تعذيب فرد من عائلة شهريار في آلة خاصة بذلك، والذي رغم مرور ساعات طويلة على ذلك ظلت تكرر الصرخة نفسها ولم يكن يتصبب لا عرقا ولم يوضع له الماكياج الضروري لإقناع المشاهد بحدة التعذيب الذي يتعرض له والآلام التي يشعر بها. إعداد: أمينة كندي

“كنزة في الدوار” أو “أجي نضحكو على العروبية”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"سوبير ماركيت" من الأعمال المسيئة إلى رمضان

برامج رمضان... نمطية وتكريس مفهوم "تاعروبيت"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات