الإفلات من العقاب يغذي انتهاكات حقوق الإنسان

دعت نافي بيلاي، المفوضة السامية لحقوق الإنسان، المغرب إلى التخلي عن سياسة الإفلات من العقاب، لأنها تحفز على استمرار الخروقات في مجال حقوق الإنسان. وقالت المسؤولة الأممية، في ندوة صحافية عقدتها صباح أمس (الخميس) بالرباط، إن الإفلات من العقاب هو الوقود القوي الذي يغذي انتهاكات حقوق الإنسان. وأضافت أنه تكفي متابعة واحدة للمتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان ، ومنها ممارسة التعذيب لبعث رسالة قوية تُظهر رفض المغرب، واقعا وممارسة، اللجوء إلى التعذيب أو أشكال أخرى من المعاملات القاسية واللا إنسانية والمنحطة. وأشارت إلى أن مزاعم التعذيب ينبغي أن تكون موضوع تحقيق، كما ينبغي أن تتوقف ممارسة انتزاع الاعتراف بالقوة انسجاما مع القوانين الدولية والتشريعات المغربية.وقالت بيلاي إن التقارير المتعلقة بالاستعمال المفرط للقوة من طرف القوات العمومية تثير القلق والانشغال، مضيفة أن المغرب يشهد بين الفينة والأخرى وقفات ومسيرات احتجاجية سلمية تحدث دون مشاكل حتى خلال مدة الزيارة التي قامت بها إلى المغرب، لكن رغم ذلك هناك حالات تشهد اللجوء إلى الاستعمال المفرط للقوة ضد المشاركين في هذه الوقفات السلمية. وقالت إنه ما يزال هناك عمل من أجل ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان واحترامها في كل مؤسسات الدولة بالمغرب، خاصة في وسط الموظفين القضائيين وموظفي السجون والإدارة على المستويات الوطنية والمحلية والجهوية. وأضافت أن الممارسات السابقة والتقليدية السيئة لا يمكنها أن تبرر الخروقات التي تمس حقوق الإنسان ولا يمكنها أن تكون لها اليد الطولى على القانون الدولي والدستور المغربي وقوانينه الوطنية.من جهة أخرى، أكدت المفوضة الأممية التزام المغرب بحرية التعبير، مقرة بأن هذه الحرية محترمة بشكل عام، لكن هناك صحافيون ومدونون يتابعون ويتعرضون لغرامات أو تصدر ضدهم أحكام بالسجن، على خلفية اتهامات لا أساس لها، فقط لأنهم تناولوا مواضيع حساسة. وتحدثت المسؤولة الأممية عن أهمية تكوين قوات الأمن في مجال التعامل مع الاحتجاجات السلمية، مؤكدة استعداد المفوضية الأممية لتقديم الدعم التقني للمغرب في مجال تعزيز حماية حقوق الإنسان. وأشارت في هذا السياق إلى أن المقرر الأممي حول التعذيب الذي زار المغرب في 2012، وكذا زيارة فريق العمل حول الاعتقال التعسفي للمنطقة في دجنبر 2013، عبرا عن انشغالهما بشأن استعمال التعذيب وسوء المعاملة التي يتعرض لها عدد من الأشخاص وكذا اعتماد المحاكم على الاعترافات التي تُنتزع بالقوة. وأبرزت أن لجنة الأمم المتحدة ضد التعذيب عبرت للحكومة المغربية ، كذلك عن انشغالها العميق بالنسبة إلى هذا الموضوع.بالمقابل،أشادت بيلاي بمبادرات جلالة الملك محمد السادس في مجال تكريس الديمقراطية وحقوق الإنسان، مؤكدة أنه أخبرها لدى استقباله لها أنه لا يقبل أن يشهد المغرب ممارسة التعذيب، كما أن مسؤولين آخرين قالوا إن التعذيب لا يندرج ضمن عمل ممنهج، ولا هو جزء من سياسة الدولة، ولكن ينبغي المزيد من الوقت لاجتثاث الممارسات السيئة. وأشارت إلى اقتراحات في هذا المجال من قبيل تثبيت كاميرات في مفوضيات الشرطة والرهان على تكوين قوات الأمن.في السياق ذاته، أشادت نافي بيلاي بالمبادرات التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان، كما أشادت بالأوراش الإصلاحية التي أشرف عليه جلالته، والتي مكنت المغرب من المضي قدما في مسيرة التنمية.جمال بورفيسي

الإفلات من العقاب يغذي انتهاكات حقوق الإنسان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مغربي في سباق رئاسيات دولة إسرائيل

الملك يبدأ زيارة رسمية إلى تونس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات