مقتل ضابطين وتهريب سجين خطير وماكرون يعتبر الحادث «إرهابا» هاجم مسلحون موكبا لسيارات نقل السجناء في شمال فرنسا، أول أمس (الثلاثاء)، وتمكنوا من تهريب سجين خطير، يحمل الجنسية الفرنسية الجزائرية، بعد مقتل اثنين من حراس السجن وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة. ووقع الهجوم المنسق عند مركز تحصيل رسوم المرور في الطريق السيار بمنطقة "إنكارفيل"، أثناء نقل السجين "محمد أمغار"، البالغ من العمر 30 سنة، وهو زعيم عصابة مخدرات خطيرة وله سجل إجرامي يشمل جرائم سطو ومحاولة قتل. وحاول أمغار، الملقب بـ "الذبابة"، الهروب من سجنه قبل يومين من الهجوم، لكن تم إحباط محاولته ووضعه في الحبس الانفرادي مع تشديد المراقبة عليه، إذ حكمت عليه محكمة، بالسجن 18 شهرا بتهمة السرقات المشددة، سيما سرقة المتاجر والشركات في ضواحي إفرو، بين غشت وأكتوبر 2019، كما يواجه اتهاما بارتكاب جريمة قتل عمد في مرسيليا في يونيو 2022، في قضية تهريب مخدرات. وفي تفاصيل عملية الهروب، كان "الذبابة" يُنقل من مركز احتجاز إلى آخر عبر طريق سري، عندما هاجمه المسلحون، إذ نجح في الهروب مع مسلحيه في البداية باستخدام سيارتين، لكن تم العثور على سيارة مشتعلة في منطقة فاتفيل القريبة. وأدى الهجوم إلى مقتل ضابطين من إدارة السجون، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة، فيما نعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الضحيتين وأعلن عن دعمه لعائلتيهما وزملائهما. وأعلنت السلطات الفرنسية عن إطلاق عملية واسعة للبحث عن "الذبابة" والمسلحين الذين ساعدوه على الهروب، بالمقابل أثار الهجوم صدمة واسعة في فرنسا، ما دفع ماكرون إلى إدانة "العمل الإرهابي"، مؤكدا على ملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة. وحسب وسائل إعلام فرنسية، فإن هذا الهجوم الجريء يعد سابقة خطيرة في تاريخ السجون الفرنسية، ويسلط الضوء على التحديات الأمنية التي تواجهها السلطات في مكافحة الجريمة المنظمة. وذكرت تقارير صحافية أن أحد الضابطين، اللذين قضيا في مكان الهجوم من مواليد 1972، بينما الآخر من مواليد 1989. وقال وزير العدل إن أحدهما كانت لديه زوجة وطفلان، في حين أن الآخر ترك زوجته حاملا في شهرها الخامس. بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "إن الهجوم الذي أودى بحياة ضابطين بإدارة السجن، يمثل صدمة لنا جميعا"، مضيفا "إن الأمة تقف إلى جانب عائلات المصابين والجرحى وزملائهم... ويتم بذل كل شيء للعثور على مرتكبي هذه الجريمة حتى يمكن تحقيق العدالة باسم الشعب الفرنسي". خالد العطاوي