شعارات وحدوية وثورية واعتراض يساريين على التوجه الوحدوي حل حزبا الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والمؤتمر الوطني الاتحادي، نفسيهما، لتحقيق الاندماج مع التيار الوحدوي التقدمي، المنشق عن الاشتراكي الموحد، لأجل التمهيد لفترة الاندماج في حزب واحد بعد فترة انتقالية. وجاء القرار بعد نقاش مستفيض بين قياديين وأطر الأحزاب اليسارية، وإن كان بعض الرفاق في الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، عبروا عن رفضهم لمسألة حل الحزب، وأكدوا أنهم ضد فكرة الاندماج، معتبرين أنها تخدم مصالح التيار الرجعي على الخصوص. وعلى إيقاع شعار "وحدة وحدة يا يسار... لتحقيق الانتصار" افتتحت الأحزاب المعنية بالاندماج مؤتمرها ببوزنيقة أول أمس (السبت)، بتوقيع ميلاد "فدرالية اليسار الديمقراطي"، وقال الزعيم اليساري عبد الرحمن بنعمرو، إنه من أسس التوجه المذهبي الإيديولوجي للحزب المقبل، خوض معركة التوزيع العادل للثروات، ومنحها للشعب وممثليه الحقيقيين، عبر تنصيب حكومة ديمقراطية يرضى عنها الشعب، بحزب اشتراكي كبير يجمع كل اليساريين الذي لهم هم واحد بناء الدولة الديمقراطية الحقيقية، وضمان الحقوق الشاملة للشعب المغربي. ومن جهته، قال محمد الساسي، زعيم التيار الوحدوي التقدمي، المنشق عن الاشتراكي الموحد، إن فكرة الاندماج انطلقت لأن أي حزب من الأحزاب اليسارية القائمة غير قادر لوحده أن يبني صرح فعل يساري على أرض الواقع بالمغرب. وأكد المتحدث نفسه، أن اندماج الأحزاب، في حزب اشتراكي كبير لأجل صنع الحدث وتجاوز مرحلة التعليق عليه، وتحريك القواعد الشعبية وعدم الاقتصار على التعاطف معها فقط، وإطلاق مبادرات وعدم حصرها في دور تثمين بعضها دون معرفة حتى من أطلقها، مضيفا أن الوحدة أهم من اشتغال كل حزب على حدة منفردا، وبالتالي سيتم إدراك الفعل السياسي وتملكه جماعة لجعل أحزاب المبادئ أكثر حضورا في الساحة السياسية في حزب اشتراكي كبير. وقال عبد السلام العزيز، أمين عام المؤتمر الوطني الاتحادي، إن المغرب في حاجة إلى حزب اشتراكي كبير يسعى إلى تجميع الفعاليات اليسارية، التي تتقاسم مشروع الدولة الاجتماعية والاعتقاد بالحرية الاجتماعية، ومحاربة الاختلالات التي أنتجتها الدولة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وعرت عنها الأزمة الحالية، إذ عاش المغاربة فترة العودة إلى "السلطوية"، ما أدى إلى ضرب الحقوق والحريات والتضييق على كل أشكال التعبير عن الرأي وقمع الاحتجاجات السلمية، على حد تعبيره. ومن جهته، قال علي بوطوالة، أمين عام الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، إن المؤتمر الاندماجي لحظة نوعية ومفصلية جاءت في سياق دولي مضطرب، وإن الأزمة بنيويةـ خاصة أزمة الثقة في البلاد، مؤكدا أنه من واجب الدولة استيعاب الدرس الكروي والتفاعل معه وتصفية الأجواء السياسية وإطلاق سراح الصحافيين. ورفضت نبيلة منيب، أمينة الاشتراكي الموحد، فكرة الاندماج فغادر الحزب محمد الساسي، الذي شكل التيار الوحدوي، ودعا إلى تشكيل حزب يساري كبير بجمع أحزاب اليسار المشتتة، لمواجهة أحزاب اليمين على أرض الواقع. واعترض عليه بعض قادة الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذين اتهموه بنعوت قدحية. وانتخب المؤتمر الاندماجي مجلسا وطنيا يمثل الحزب اليساري الكبير، مشكلا من 436 عضوا، على أمل انتخاب مكتب سياسي موسع، يمثل جميع الحساسيات الحزبية التي شاركت في المؤتمر. وصادق المؤتمرون على وثائق المؤتمر، ووثائق الحزب الجديد، ولجنة التحكيم، والمراقبة المالية. أحمد الأرقام