فضاء «التعبيرات» بالرباط يستعيد المنجز الصباغي لنجل الشعيبية يتواصل بفضاء التعبيرات التابع لصندوق الإيداع والتدبير بالرباط، فعاليات معرض فني يحتفي بأعمال الفنان التشكيلي الراحل الحسين طلال، يستمر إلى غاية 14 مارس المقبل. المعرض الذي افتتح الخميس الماضي، يضم أزيد من خمسين لوحة لم يسبق أن عرضها مجتمعة في مكان واحد للفنان الراحل، الذي غيبه الموت في فبراير الماضي. ويشكل المعرض فرصة للتعرف على المنجز الصباغي لطلال وهو نجل الفنانة التشكيلية الراحلة الشعيبية طلال، المزداد بمنطقة اشتوكة (إقليم الجديدة)، منذ أول معرض له سنة 1967 برواق "رو" بباريس، وبمعرض (ماي) بمتحف الفنون المعاصرة بباريس سنة 1974. وشارك الراحل في العديد من المعارض عبر العالم وبعدة فضاءات، كمؤسسة ميرو ببرشلونة ومجموعة من قاعات العروض بالدانمارك، وأمريكا، ومصر. وسبق للناقد إبراهيم الحيسن أن كتب عن أعمال طلال قائلا إن لوحاته تبرز "كإبداعات صباغية منحت فن البورتريه والجسد الآدمي سمات تشخيصية ورمزية لا يمكن فهم أبعادها سوى بدراسة سياقها الجمالي والإبداعي، الذي يُراهن عليه الفنان". واعتبر الباحث والناقد الفني عبد الله الشيخ، أن الفنان الحسين طلال، اشتغل على موضوع "بورتريهات متخيَّلة" ومنذ 1967 وفي السبعينات قام بتأويل الحكايات الغرائبية لإدغار آلان بو (الطفل واللعب). كما أنه عندما عرض برواق Vercamer في باريس، اشتغل صباغيّاً على تيمة الرقص، وفي الرباط تناول موضوع السيرك كعالم سحري يحيل على طفولته. ويختار الفنان الحسين طلال، حسب الشيخ، بورتريهاته ويغترفها من صميم قناعاته، ومن رغبته في تصوير ما يُريد بأيسر الخطوط وأوجز الصبغات، دون إيغال في التعقيد والتكثيف. هو بهذا المنجز التصويري يرسم كما يعيش إنساناً هادئاً ومبدعاً صموتاً، لا يتحدث كثيراً، لكنه يقول أشياء كثيرة ينطق بها رسمه وفنه. كتب عن فن الحسين طلال نقاد عالميون متميِّزون لهم إسهامات نقدية مضيئة تحفل بها منابر ومجلات فنية متخصصة، منهم الناقد الفني جون بوري، الذي كان يكتب في مجلة "رسائل فرنسية" منذ منتصف سبعينات القرن الماضي، وكذلك الناقد بيير غودبير مدير متحف الفن الحديث في باريس والباحث في المركز الوطني للفن المعاصر تنضاف إلى ذلك الدراسة التي خصَّها لفنه عام 1971 مؤرِّخ الفن والأستاذ في كوليج دو فرانس وفي مدرسة اللوفر في باريس رونيه هويغ مؤلف "الفن في العالم" (منشورات لاروس) إلى جانب موريس أراما، أحد أبرز الفنانين الذين تحملوا مسؤولية إدارة مدرسة الفنون الجميلة في الدار البيضاء إبَّان الحقبة الكولونيالية. عزيز المجدوب