المخرجة المدب قالت إنها حملت الكاميرا لنقل معاناة شعب يسعى إلى السلام أعلنت إدارة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، عرض الفيلم الوثائقي "سودان يا غالي"، للمخرجة هند المدب في القاعات السينمائية المغربية، بعدما شارك في فعاليات النسخة السابقة من التظاهرة. ودخل الفيلم في منافسة للظفر بإحدى جوائز المهرجان، علما أن أحداثه تدور خلال الفترة المضطربة التي سبقت الانقلاب العسكري في السودان خلال 2019، أي في وقت اندلع فيه صراع على السلطة بين الجيش والمجموعة شبه العسكرية التي أحكمت قبضتها على ثروات البلاد، وأجبرت الملايين على مغادرتها بسلوك طريق المنفى. ففي هذا الوقت خاضت مجموعة من الشباب الذين يحلمون بسودان ديمقراطي جديد، المخاطر لبدء ثورة حماسية والإطاحة بالنظام العسكري. وفي سياق متصل قالت هند المدب، في تصريح سابق لـ"الصباح" إنه خلال 2016 كانت على تواصل مع مهاجرين غير شرعيين يعانون بسبب القوانين الفرنسية ورفض السلطات تسوية وضعيتهم، بعضهم كانوا من السودان، و"بحكم علاقتنا المقربة فكرت في تقديم فيلم للحديث عن معاناتهم، ومباشرة بعدما انتهيت من التصوير، اندلعت الثورة في السودان، فطلب مني أصدقائي السودانيين، السفر لنقل واقع بلادهم لهم دون زيف". وأوضحت أنها قصدت السودان، في بادئ الأمر، وحيدة حاملة معها الكاميرا، "كنت حريصة على إظهار معاناة فئة من السودانيين، بعيدا عن السياسة، سيما معاناة الذين يرغبون في العودة إلى بلدهم بعدما سرقت منهم". وقالت المخرجة إنها لو فكرت لحظة في المخاطر التي من الممكن أن تواجهها خلال رحلاتها إلى السودان، علما أن مرحلة التصوير استغرقت أربع سنوات، لن تنجح في تصوير الفيلم، مشيرة الى أنها واجهت، أكثر من مرة، مخاطر كثيرة، لكن الحظ كان إلى جانبها. وفي سياق متصل، يستعرض الفيلم قصصا حقيقية لأربعة ناشطين شاركوا في الاحتجاجات الشعبية في السودان، مسلطا الضوء على التضحيات الكبيرة التي قدمها الشباب في سعيهم لتحقيق السلام والوحدة. كما يتناول الفيلم آمال الشعب السوداني في بناء مستقبل أفضل، مع التركيز على القوة الجماعية والإبداع كوسائل فعالة لمواجهة القمع. ويتميز الفيلم بأسلوبه السردي المؤثر الذي يجمع بين شهادات حية ومشاهد توثق الأجواء العاطفية التي رافقت الحراك الشعبي في السودان، مما يضفي عمقا إنسانيا على القضايا المطروحة. إيمان رضيف