أفرجت مجموعة تكدة للمسرح والفنون الشعبية، عن العرض ما قبل الأول لمسرحيتها الجديدة "الطنز العكري" التي جرى تقديمها، مساء الجمعة الماضي، بمسرح ابن امسيك بالبيضاء. المسرحية قدمت بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تتداخل أحداثها لتروي حكايات تلتقي فيها ظواهر اجتماعية أبطالها شخوص من عمق البيئة الشعبية، في قالب فرجوي تؤثثه الموسيقى والمرددات التراثية. وتحاول المسرحية تمرير العديد من الرسائل من خلال الشخصية المحورية فيها وهو "الكبير"، الذي يخفي عن سكان الحي قصة زواجه من ثلاث نساء دفعة واحدة يتلاعب بهن ويستغلهن، قبل أن ينكشف أمره فيقرر تطليقهن، ليتقاطع مساره مع مسارات بقية شخصيات العمل الذين يتحدرون من أوساط حرفية واجتماعية متباينة. مسرحية "الطنز العكري" من تأليف وإخراج أحمد دخوش الروداني الذي يساهم في تشخيصها إلى جانب كل من محمد العقلي ومصطفى اهنيني وعبد الرحيم الغزواني وفاطمة حركات وفاطمة ناجي وفتيحة فخفاخي وعبد العالي عامل ومصطفى أطاسي وخالد فضلي وإدريس الكصاب وياسين دخوش. واعتبر الناقد أسامة السروت أن تجربة تكدة تعد رائدة في مجالها، إذ أنها تجمع بين البحث الموسيقي في الفنون الشعبية وتقديم نموذج للمسرح الشعبي الذي بات نادرا في المسرح المغربي الحالي. وأضاف السروت، في حديث مع "الصباح"، أن المسرحية "تعتمد قوة التشخيص والموقف عوض جماليات التأثيث السينوغرافي" ورغم أن قصتها تقليدية لكنها تحمل امكانات ذاتية لتفجير مواضيع اجتماعية ضمن القصص الجانبية، مثل مشكل الذبيحة السرية ومشكل الزواج بالفاتحة ومشكل الهجرة وغيرها. وتابع صاحب كتاب "في طقوس العرض المسرحي" أن "الطنز العكري" مسرحية فرجوية بامتياز لاتها تضمن التشخيص والغناء، كما أنه لا يمكن مقاربة تجربة تكدة بمنطق المسرح المعاصر والكتابة الركحية الراهنة، وأنها تجربة مفتوحة بإمكانها أن تطور ذاتها بالانفتاح على كتاب آخرين مغاربة والانفتاح على أشكال فرجوية مغربية أخرى. عزيز المجدوب