fbpx
ربورتاج

الوليدية‭… ‬مؤهلات‭ ‬سياحية‭ ‬واعدة

مميزات‭ ‬خاصة‭ ‬لمياه‭ ‬الشاطئ

بوابة‭ ‬سيدي‭ ‬بنور‭ ‬على‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬تجمع‭ ‬فيها‭ ‬البحر‭ ‬والغابة‭ ‬والجبل

أنواع مختلفة من الصدفيات تزخر بها المنطقة (خاص)
جولات سياحية على المراكب (خاص)

تتوفر‭ ‬الوليدية‭ ‬التابعة‭ ‬ترابيا‭ ‬وإداريا‭ ‬لإقليم‭ ‬سيدي‭ ‬بنور،‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬سياحي‭ ‬تنفرد‭ ‬به‭ ‬دون‭ ‬غيرها،‭ ‬إذ‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬مرتفع‭ ‬جبلي‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬الجبل‭ ‬والغابة‭ ‬والبحر‭. ‬وتنفرد‭ ‬بمميزات‭ ‬طبيعية‭ ‬تجعل‭ ‬منها‭ ‬مقصد‭ ‬السياح‭ ‬المغاربة‭ ‬والأجانب‭ ‬شتاء‭ ‬وصيفا‭. ‬كما‭ ‬تتميز‭ ‬بمؤهلات‭ ‬فلاحية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وصناعية‭ ‬واعدة،‭ ‬مؤهلة‭ ‬لإنشاء‭ ‬ميناء‭ ‬بحري‭ ‬للصيد‭ ‬التقليدي‭ ‬والاستيراد‭ ‬والتصدير‭.‬

إنجاز‭: ‬أحمد‭ ‬ذو‭ ‬الرشاد‭ (‬الوليدية‭)‬

تعتبر‭ ‬منطقة‭ ‬الوليدية‭ ‬إحدى‭ ‬أهم‭ ‬نقاط‭ ‬الجذب‭ ‬السياحي،‭ ‬نظرا‭ ‬لمميزاتها‭ ‬الطبيعية‭ ‬والسياحية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والفلاحية‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ولصيتها‭ ‬العالمي‭ ‬المرتبط‭ ‬بتوفرها‭ ‬على‭ ‬بساتين‭ ‬لتربية‭ ‬المحار‭ ‬ووجودها‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬فلاحية‭ (‬الولجة‭) ‬المعروفة‭ ‬بإنتاجها‭ ‬للبواكر،‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ثانية‭. ‬

موقع‭ ‬إستراتيجي

تشتهر‭ ‬الوليدية‭ ‬ببحيرتها‭ ‬الطبيعية‭ ‬ومنتوجاتها‭ ‬البحرية‭ ‬والفلاحية‭ ‬وموقعها‭ ‬الإستراتيجي،‭ ‬المطل‭ ‬على‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭. ‬وتقع‭ ‬بتراب‭ ‬إقليم‭ ‬سيدي‭ ‬بنور،‭ ‬اقتطعت‭ ‬من‭ ‬إقليم‭ ‬الجديدة‭ ‬سنة‭ ‬2009‭ ‬بمناسبة‭ ‬إحداث‭ ‬الإقليم‭ ‬وتبعد‭ ‬عنه‭ ‬ب73‭ ‬كيلومترا،‭ ‬وعن‭ ‬الجديدة‭ ‬ب77‭ ‬كيلومترا‭ ‬وعن‭ ‬أسفي‭ ‬ب66‭ ‬كيلومترا‭. ‬ولعبت‭ ‬الطريق‭ ‬السيار‭ ‬الرابطة‭ ‬بين‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬وآسفي‭ ‬دورا‭ ‬إيجابيا‭ ‬في‭ ‬تقريب‭ ‬المسافات‭.‬

وفي‭ ‬تصريح‭ ‬سابق‭ ‬لعامل‭ ‬إقليم‭ ‬سيدي‭ ‬بنور،‭ ‬أكد‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬الوليدية،‭ ‬مؤهلة‭ ‬لسحب‭ ‬البساط‭ ‬وخطف‭ ‬الأنظار‭ ‬من‭ ‬العاصمة،‭ ‬مدينة‭ ‬سيدي‭ ‬بنور‭ ‬وجارتها‭ ‬الزمامرة،‭ ‬لأنها‭ ‬تشكل‭ ‬وجهة‭ ‬بحرية،‭ ‬وتعتبر‭ ‬بوابة‭ ‬الإقليم‭ ‬على‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭. ‬وأخذت‭ ‬الوليدية‭ ‬اسمها‭ ‬من‭ ‬الوليد‭ ‬بن‭ ‬زيدان،‭ ‬وهو‭ ‬سلطان‭ ‬من‭ ‬سلالة‭ ‬السعديين،‭ ‬الذي‭ ‬استوطن‭ ‬بها‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭ ‬الميلادي،‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬أطلال‭ ‬قصبته‭ ‬التي‭ ‬بنيت‭ ‬في1634‭ ‬م‭ ‬شامخة‭ ‬في‭ ‬المدخل‭ ‬الشمالي‭ ‬للمدينة‭. ‬وترقى‭ ‬المركز‭ ‬القروي‭ ‬للوليدية‭ ‬إلى‭ ‬باشوية‭ ‬وعرفت‭ ‬طفرة‭ ‬نوعية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إحداث‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الوحدات‭ ‬الفندقية‭ ‬ودور‭ ‬الضيافة‭ ‬نظرا‭ ‬لطبيعتها‭ ‬السياحية،‭ ‬التي‭ ‬تستقطب‭ ‬الزوار‭ ‬والسياح‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأقطار‭.‬

وكان‭ ‬العامل‭ ‬نفسه‭ ‬بشر‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة‭ ‬بأن‭ ‬الوليدية‭ ‬وموقعها‭ ‬الإستراتيجي،‭ ‬سيلعبان‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬إقلاعها‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬فهي‭ ‬مؤهلة‭ ‬لإحداث‭ ‬ميناء‭ ‬تطل‭ ‬عبره‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي‭ ‬لتصدير‭ ‬منتوجاتها‭ ‬الفلاحية،‭ ‬منها‭ ‬الخضر‭ ‬والفواكه‭. ‬وتتوفر‭ ‬على‭ ‬أراض‭ ‬شاسعة‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للزراعة‭ ‬مؤهلة‭ ‬لاستغلالها‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬وإنشاء‭ ‬مصانع‭ ‬ومعامل‭.‬

مقومات‭ ‬سياحية

قديما‭ ‬قيل‭ ‬إن‭ ‬الوليدية‭ ‬تحيا‭ ‬شهرين‭ ‬وتموت‭ ‬عشرة،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬الإقبال‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السياح‭ ‬والزوار‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الصيف،‭ ‬إذ‭ ‬عرفت‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬انتعاشة‭ ‬سياحية‭ ‬واقتصادية‭ ‬مهمة،‭ ‬ساهمت‭ ‬فيها‭ ‬عدة‭ ‬عوامل،‭ ‬أهمها‭ ‬النظافة‭ ‬والأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬بفضل‭ ‬تكاثف‭ ‬جهود‭ ‬الفاعلين‭ ‬السياحين‭ ‬والسلطة‭ ‬المحلية‭ ‬والإقليمية‭. ‬

وتتوفر‭ ‬الوليدية‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬فندقية‭ ‬مصنفة‭ ‬وأخرى‭ ‬غير‭ ‬مصنفة‭ ‬معروفة‭ ‬بتقديم‭ ‬خدمات‭ ‬جيدة‭ ‬للسياح‭ ‬والزوار‭. ‬وأكد‭ ‬منير‭ ‬بوقاع،‭ ‬فاعل‭ ‬سياحي‭ ‬ل‭ “‬الصباح‭”‬،‭ ‬أن‭ ‬الوليدية‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح‭ ‬سياحيا‭ ‬واقتصاديا،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تصنيف‭ ‬6‭ ‬مؤسسات‭ ‬فندقية‭ ‬تستجيب‭ ‬للشروط‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬دفتر‭ ‬التحملات‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الفترة‭ ‬التخييمية‭ ‬الحالية،‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬السنوات‭ ‬لأن‭ ‬السلطات‭ ‬المحلية‭ ‬والإقليمية‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬الأمور‭ ‬التنظيمية‭ ‬والأمنية‭.‬

وواصل‭ ‬بوقاع‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬التابع‭ ‬والمسير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المديرية‭ ‬الجهوية‭ ‬للسياحة‭ ‬بجهة‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬سطات،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬إحداث‭ ‬مندوبية‭ ‬إقليمية‭ ‬بسيدي‭ ‬بنور،‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬الفاعلين‭ ‬السياحيين‭ ‬بصدد‭ ‬التحضير‭ ‬لتأسيس‭ ‬المركز‭ ‬الإقليمي‭ ‬للسياحة‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬القليلة‭ ‬المقبلة‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬أكدت‭ ‬المستثمرة‭ ‬المغربية‭ ‬الإنجليزية‭ ‬شيرين‭ ‬سعد،‭ ‬صاحبة‭ ‬وحدة‭ ‬فندقية‭ ‬بالوليدية،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬مماثل‭ “‬عرفت‭ ‬الوليدية‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬إقبالا‭ ‬ملفتا‭ ‬للنظر‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الزوار‭ ‬والمصطافين،‭ ‬لعدة‭ ‬اعتبارات‭ ‬منها‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬وجودة‭ ‬ونقاء‭ ‬رمال‭ ‬شاطئها‭ ‬ووفرة‭ ‬الأسماك‭ ‬والخضر‭ ‬الطرية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأمان‭ ‬الذي‭ ‬تساهم‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬الأطياف‭ ‬الأمنية،‭ ‬من‭ ‬درك‭ ‬وقوات‭ ‬مساعدة‭ ‬ومنتخبين‭”.‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬خلو‭ ‬المدينة‭ ‬من‭ ‬وباء‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد،‭ ‬ساعد‭ ‬على‭ ‬ارتياد‭ ‬الوليدية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المغاربة‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬المغرب‭ ‬وخارجه،‭ ‬حيث‭ ‬حل‭ ‬بها‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬الأجانب‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الجنسيات‭. ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬الوليدية‭ ‬عرفت‭ ‬توافد‭ ‬حوالي‭ ‬30‭ ‬ألف‭ ‬سيارة‭ ‬خلال‭ ‬نهاية‭ ‬كل‭ ‬أسبوع‭.‬

مميزات‭ ‬اقتصادية‭ ‬

تعرف‭ ‬الوليدية‭ ‬قفزة‭ ‬نوعية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬إحداث‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الفندقية،‭ ‬نظرا‭ ‬للإقبال‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تعرفه‭ ‬خلال‭ ‬أشهر‭ ‬فترة‭ ‬الصيف،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬إحداث‭ ‬مشروع‭ ‬سياحي،‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬فندق‭ ‬سياحي‭ ‬يتوفر‭ ‬على‭ ‬60‭ ‬شقة،‭ ‬ينتظر‭ ‬تصنيفه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المركز‭ ‬الجهوي‭ ‬للسياحة‭.‬

كما‭ ‬صادقت‭ ‬السلطات‭ ‬الإقليمية‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬حديقة‭ ‬مائية‭  ‬ومقهى‭ – ‬مطعم‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الرفيع،‭ ‬وتمت‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬بنايات‭ ‬سياحية‭ ‬بالشارع‭ ‬الرئيسي‭ ‬مع‭ ‬احترام‭ ‬الطابع‭ ‬المعماري‭ ‬المغربي‭ ‬والمحلي‭. ‬

وينتظر‭ ‬سكان‭ ‬المدينة‭ ‬والفاعلون‭ ‬السياحون‭ ‬والاقتصاديون‭ ‬مرور‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬المتخذ‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عامل‭ ‬إقليم‭ ‬سيدي‭ ‬بنور‭ ‬السابق،‭ ‬القاضي‭ ‬بمنع‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬الواجهة‭ ‬البحرية،‭ ‬للتراجع‭ ‬عنه،‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬دراسة‭ ‬عاملية،‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬السماح‭ ‬ببناء‭ ‬مؤسسات‭ ‬فندقية‭ ‬وسياحية‭ ‬على‭ ‬الواجهة‭ ‬البحرية‭ ‬للرفع‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬الجذب‭ ‬السياحي‭.‬

وصرح‭ ‬مسؤول‭ ‬بالمجلس‭ ‬الجماعي‭ ‬للوليدية،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬دراسة‭ ‬بشأن‭ ‬إخراج‭ ‬السوق‭ ‬الأسبوعي‭ ‬الذي‭ ‬يعقد‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬أربعاء‭ ‬بمركز‭ ‬الوليدية،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬السير‭ ‬والجولان‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬توافد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬والزوار‭. ‬وأكد‭ ‬المسؤول‭ ‬نفسه،‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬الجماعي‭ ‬بصدد‭ ‬وضع‭ ‬دراسات‭ ‬تهم‭ ‬منح‭ ‬تسهيلات‭ ‬للراغبين‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬وحدات‭ ‬صناعية‭ ‬بمحيط‭ ‬الوليدية،‭ ‬الذي‭ ‬يتوفر‭ ‬على‭ ‬أراض‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للزراعة‭ ‬يمكن‭ ‬استغلالها‭ ‬بدل‭ ‬تركها‭ ‬هكذا‭.‬

وتعرف‭ ‬منطقة‭ ‬الولجة‭ ‬بالوليدية‭ ‬بتوفرها‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬رطب‭ ‬ومعتدل‭ ‬يتيح‭ ‬إنتاج‭ ‬الخضر‭ ‬الطرية‭ ‬والفواكه‭ ‬الموسمية،‭ ‬منها‭ ‬الطماطم‭ ‬والجزر‭ ‬والخيار‭ ‬والقرع‭ ‬بكل‭ ‬أنواعه‭ ‬والفاصوليا‭ ‬والباذنجان‭ ‬والبطيخ‭ ‬الأصفر‭ ‬والأحمر،‭ ‬وكانت‭ ‬المنطقة‭ ‬تعج‭ ‬بالتعاونيات‭ ‬الفلاحية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬التصدير،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتراجع‭ ‬بسبب‭ ‬تفشي‭ ‬حشرة‭ ‬الذبابة‭ ‬البيضاء‭. ‬

ولتعزيز‭ ‬المنتوج‭ ‬البحري‭ ‬وتثمينه،‭ ‬أكد‭ ‬مسؤول‭ ‬تابع‭ ‬للمندوبية‭ ‬الإقليمية‭ ‬للصيد‭ ‬البحري،‭ ‬أنه‭ ‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ “‬أليوتس‭” ‬التي‭ ‬تخص‭ ‬قطاع‭ ‬الصيد‭ ‬البحري،‭ ‬تم‭ ‬اتخاذ‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التدابير‭ ‬تهدف‭ ‬بالأساس‭ ‬إلى‭ ‬استدامة‭ ‬الموارد‭ ‬البحرية،‭ ‬عبر‭ ‬خلق‭ ‬الوكالة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنمية‭ ‬تربية‭ ‬الأحياء‭ ‬البحرية‭ ‬سنة‭ ‬2011،‭ ‬تسهر‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬وتسويق‭ ‬المحار‭ ‬ببحيرة‭ ‬الوليدية‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الصدفيات‭ ‬المصنفة‭ ‬ببحيرة‭ ‬الوليدية،‭ ‬مرورا‭ ‬بمحطة‭ ‬التصفية‭ ‬المعتمدة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الصحي،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬البيع‭ ‬المرخصة‭.‬

المحار‭ ‬وأشياء‭ ‬أخرى

تتميز‭ ‬بحيرة‭ ‬الوليدية‭ ‬بوسطها‭ ‬البيئي‭ ‬الملائم‭ ‬لتربية‭ ‬الصدفيات‭ ‬وخاصة‭ ‬المحار‭. ‬وتقدر‭ ‬المساحة‭ ‬المستغلة‭ ‬في‭ ‬تربية‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الأحياء‭ ‬المائية‭ ‬بـ‭ ‬400‭ ‬هكتار‭. ‬وتتوفر‭ ‬على‭ ‬7‭ ‬مزارع‭ ‬نشيطة‭ ‬وأربع‭ ‬وحدات‭ ‬معتمدة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الصحي‭ ‬لتصفية‭ ‬وتعبئة‭ ‬وتسويق‭ ‬الصدفيات‭.‬

ويعتبر‭ ‬منتوج‭ ‬المحار‭ ‬بالوليدية،‭ ‬قطاعا‭ ‬منتجا‭ ‬مهما،‭ ‬يشكل‭ ‬قاطرة‭ ‬للتنمية‭ ‬المحلية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭ ‬والفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭. ‬وتنفرد‭ ‬بإنتاجها‭ ‬للصدفيات‭ ‬عامة،‭ ‬والمحار‭ ‬خاصة،‭ ‬والذي‭ ‬يتميز‭ ‬بجودته‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الوطني‭ ‬والعالمي،‭ ‬وتزداد‭ ‬الطلبات‭ ‬عليه،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬رفع‭ ‬الحظر‭ ‬عن‭ ‬جمع‭ ‬وتسويق‭ ‬الصدفيات‭ ‬بالمنطقتين‭ ‬المصنفتين‭ ‬لتربية‭ ‬الصدفيات‭ ‬برأس‭ “‬البدوزة‭” ‬التابعة‭ ‬لإقليم‭ ‬أسفي‭ ‬و‭”‬الدار‭ ‬الحمراء‭” ‬ومنطقة‭ “‬سيدي‭ ‬موسى‭”‬‭ ‬الواقعتين‭ ‬بتراب‭ ‬الجماعة‭ ‬القروية‭ ‬لأولاد‭ ‬غانم‭ ‬بإقليم‭ ‬الجديدة‭.‬

وتشير‭ ‬جميع‭ ‬التقارير‭ ‬والأبحاث‭ ‬إلى‭ ‬تحسن‭ ‬ملحوظ‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬المحار،‭ ‬حيث‭ ‬انتقل‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬أطنان‭ ‬سنة‭ ‬2014‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬طنا‭ ‬في‭ ‬2019‭.‬

وتتوفر‭ ‬الوليدية‭ ‬ومنطقة‭ ‬سيدي‭ ‬موسى‭ ‬والدار‭ ‬الحمراء‭ ‬على‭ ‬بساتين‭ ‬لتربية‭ ‬المحار‭. ‬وتتميز‭ ‬هذه‭ ‬النقط‭ ‬الثلاث‭ ‬بتوفرها‭ ‬على‭ ‬صدفيات‭ ‬أخرى،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬بلح‭ ‬البحر‭ ‬واللميعة‭ ‬وقصب‭ ‬البحر‭. ‬وأكد‭ ‬أحد‭ ‬العاملين‭ ‬بهذه‭ ‬البساتين،‭ ‬أن‭ ‬منتجي‭ ‬المحار‭ ‬يستوردون‭ ‬بيضه‭ ‬من‭ ‬فرنسا‭ ‬ويزرعونه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحقول‭ ‬لمدة‭ ‬شهرين،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تغيير‭ ‬مكانه‭ ‬لرعايته‭ ‬مدة‭ ‬سنتين‭ ‬أو‭ ‬ثلاث‭. ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬قبل‭ ‬عملية‭ ‬استهلاك‭ ‬المحار‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تصفيته‭ ‬على‭ ‬مرحلتين،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬تصنيفه‭ ‬وتصفيفه‭ ‬حسب‭ ‬الحجم‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ “‬الكاليبر‭”. ‬

وللحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الأحياء‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬تنفرد‭ ‬بها‭ ‬المنطقة،‭ ‬واستنادا‭ ‬إلى‭ ‬الالتفاتة‭ ‬المولوية‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة،‭ ‬لسنة‭ ‬2010،‭ ‬تم‭ ‬إنجاز‭ ‬مشاريع‭ ‬كبرى‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬شبكة‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬ومحطة‭ ‬معالجة‭ ‬المياه‭ ‬العادمة‭ ‬بالوليدية‭ ‬وأخرى‭ ‬لاستيعاب‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬أزقة‭ ‬وشوارع‭ ‬المركز‭ ‬وتحويلها‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬البحيرة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬برمجة‭ ‬مشروع‭ ‬آخر‭ ‬يهتم‭ ‬بفتح‭ ‬السد‭ ‬المنيع‭ ‬للبحيرة‭ ‬لتحسين‭ ‬هيدروديناميكة‭ ‬المياه‭ ‬بها‭.‬

وأكد‭ ‬حمو‭ ‬بوكنيفي،‭ ‬مسؤول‭ ‬بالمعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للصيد‭ ‬البحري،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬إقبالا‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬منتوج‭ ‬الصدفيات‭ ‬بالوليدية،‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬خلال‭ ‬2019‭ ‬إلى‭ ‬53.61‭ ‬طنا‭ ‬وقدرت‭ ‬عائداته‭ ‬ب‭ ‬2‭.‬144‭.‬400‭.‬00‭ ‬درهم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تقلص‭ ‬المنتوج‭ ‬خلال‭ ‬2020‭ ‬بسبب‭ ‬التأثيرات‭ ‬السلبية‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭ ‬إلى‭ ‬30‭.‬22‭ ‬طنا‭ ‬و1‭.‬208‭.‬800‭.‬00‭ ‬درهم‭ ‬فقط‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الإنتاج‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬الصدفيات،‭ ‬خاصة‭ ‬المحار‭ ‬يسوق‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني،‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬وحدة‭ ‬إنتاجية‭ ‬واحدة،‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬السوق‭ ‬الروسية،‭ ‬إذ‭ ‬تسوق‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬20‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬إنتاجها‭ ‬السنوي‭. ‬ويتجاوز‭ ‬عدد‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬80‭ ‬عاملا‭ ‬وعاملة‭ ‬بصفة‭ ‬مستمرة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يتم‭ ‬تشغيل‭ ‬40‭ ‬عاملا‭ ‬وعاملة‭ ‬بصفة‭ ‬موسمية‭ ‬خاصة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬التخييمية،‭ ‬وتوجد‭ ‬بالوليدية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نقطة‭ ‬بيع‭ ‬،‭ ‬وتم‭ ‬تعميمها‭ ‬على‭ ‬الجديدة،‭ ‬إذ‭ ‬يوجد‭ ‬العدد‭ ‬نفسه‭ ‬تقريبا‭ ‬بالطريق‭ ‬الرابطة‭ ‬بين‭ ‬الجديدة‭ ‬وسيدي‭ ‬بوزيد،‭ ‬نظرا‭ ‬للإقبال‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المنتوج‭.‬

ومعلوم‭ ‬أن‭ ‬اللجنة‭ ‬التقنية‭ ‬المكلفة‭ ‬بتتبع‭ ‬الوسط‭ ‬البحري‭ ‬والصدفيات‭ ‬التي‭ ‬تدارست‭ ‬نتائج‭ ‬التحليلات،‭ ‬التي‭ ‬أنجزها‭ ‬المعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للبحث‭ ‬في‭ ‬الصيد‭ ‬البحري‭ ‬وأظهرت‭ “‬استقرارا‭ ‬للوسط‭ ‬وتطهيرا‭ ‬شاملا‭ ‬للصدفيات‭” ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬هاتين‭ ‬المنطقتين،‭ ‬قررت‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬رفع‭ ‬الحظر‭ ‬عن‭ ‬منتوج‭ ‬الصدفيات‭.‬

وأوصى‭ ‬قطاع‭ ‬الصيد‭ ‬البحري‭ ‬المستهلكين‭ ‬بعدم‭ ‬التزود‭ ‬إلا‭ ‬بالصدفيات‭ ‬المعبأة،‭ ‬والحاملة‭ ‬للملصقات‭ ‬الصحية،‭ ‬التي‭ ‬يجري‭ ‬تسويقها‭ ‬بنقط‭ ‬البيع‭ ‬المرخصة‭ (‬الأسواق‭ ‬الرسمية‭)‬،‭ ‬محذرا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الصدفيات‭ ‬التي‭ ‬تباع‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬غير‭ ‬مرخص‭ ‬لها‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬ضمانات‭ ‬صحية،‭ ‬وتشكل‭ ‬بالتالي‭ ‬خطرا‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭.‬

أنشطة‭ ‬ترفيهية‭ ‬وأكلات‭ ‬طازجة

صرحت‭ (‬م‭.‬ه‭) ‬فاعلة‭ ‬جمعوية‭ ‬بدورها،‭ ‬أن‭ ‬قوة‭ ‬الوليدية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬توفرها‭ ‬على‭ ‬جو‭ ‬معتدل‭ ‬وبحيرة‭ ‬جميلة‭ ‬جدا‭ ‬وبنيات‭ ‬الاستقبال،‭ ‬من‭ ‬إقامات‭ ‬سياحية‭ ‬مجهزة‭ ‬بكافة‭ ‬مستلزمات‭ ‬الاصطياف‭ ‬ومطاعم‭ ‬مصنفة‭ ‬وفضاءات‭ ‬الأطفال‭ ‬ومساحات‭ ‬خضراء،‭ ‬توفر‭ ‬لضيوفها‭ ‬الراحة‭ ‬والاستجمام،‭ ‬خاصة‭ ‬القادمين‭ ‬والهاربين‭ ‬من‭ ‬حرارة‭ ‬الصيف‭ ‬ولهيب‭ ‬الشمس‭ ‬الحارقة‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شاطئ‭ ‬الوليدية‭ ‬يمنح‭ ‬زواره‭ ‬فرصة‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بالرياضات‭ ‬المائية،‭ ‬إذ‭ ‬بإمكانهم‭ ‬ركوب‭ ‬القوارب‭ ‬التقليدية،‭ ‬التي‭ ‬تفتح‭ ‬أمامهم‭ ‬فرصة‭ ‬القيام‭ ‬برحلات‭ ‬عبر‭ ‬المجذاف،‭ ‬في‭ ‬جنبات‭ ‬البحيرة‭ ‬واستغلال‭ ‬وجود‭ ‬الدراجات‭ ‬المائية‭.‬

وتوفر‭ ‬الوليدية‭ ‬خدمات‭ ‬لزوارها،‭ ‬منها‭ ‬تقديم‭ ‬أكلات‭ ‬طازجة‭ ‬ولذيذة،‭ ‬تجعلهم‭ ‬يتهافتون‭ ‬على‭ ‬اقتناء‭ ‬هذا‭ ‬المنتوج‭ ‬البحري،‭ ‬نظرا‭ ‬لتفرده‭ ‬بخصائص‭ ‬غذائية‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬في‭ ‬غيره‭. ‬وتقدم‭ ‬لهم‭ “‬كوكتيلا‭” ‬من‭ ‬فواكه‭ ‬البحر،‭ ‬كقنفذ‭ ‬البحر‭ ‬واللميعة‭ ‬والقصبة‭ ‬وبلح‭ ‬البحر‭ ‬و‭”‬الكلامار‭” ‬والأخطبوط‭ ‬و‭”‬الكروفيت‭” ‬والسلطعون‭.‬

كما‭ ‬تضع‭ ‬أمامهم‭ ‬مأكولات‭ ‬تقدم‭ ‬منتصف‭ ‬النهار‭ ‬بمركزها،‭ ‬ومنها‭ ‬الشواء‭ ‬بالفلفل‭ ‬والطماطم‭ ‬والبصل‭ ‬والطاجين‭ ‬باللحم‭ ‬والبرقوق‭ ‬والخبز‭ ‬البلدي‭ ‬المهيأ‭ ‬على‭ ‬الجمر‭ ‬والشاي‭ ‬بالنعناع،‭ ‬الذي‭ ‬تفوح‭ ‬رائحته‭ ‬بين‭ ‬الدكاكين‭ ‬والمقاهي‭. ‬


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى