طرق مهترئة وغياب النظافة والمرافق الصحية ومئات الآلاف يحجون إليه مولاي بوعزة موسم ثقافي وديني يحج إليه آلاف الزوار من مختلف مناطق المغرب، سيما أهل الشاوية وورديغة. ينعش هذا الموسم الحركة الاقتصادية والتجارية ما يزيد عن شهر ونصف شهر، لكن رغم ذلك مازالت الجماعة تفتقر إلى أبسط شروط استقبال الوافدين، وتكاد النظافة تغيب في الجماعة ومحيطها، كما يضطر الزوار إلى ترك سياراتهم، بعيدا عن مركز الجماعة للوصول إليها. إنجاز: عبد الحليم لعريبي (موفد الصباح إلى مولاي بوعزة) لا شيء يحرك التنمية الاقتصادية والمجالية بالجماعة الترابية مولاي بوعزة بإقليم خنيفرة، على مدار السنة، سوى موسمه الديني والثقافي الذي يتزامن والعطلة الربيعية، وينتظره أهالي المنطقة كل سنة، حيث يستمر لأزيد من شهر ونصف شهر. ورغم نصب معارض المنتوجات المجالية والتقليدية وفسح المجال للزوار مباشرة بعد عيد الفطر الماضي، واختيار المرحلة الممتدة من خامس ماي إلى العاشر منه موعدا للاحتفال الرسمي، تحت شعار "موسم مولاي بوعزة هوية ثقافية وثوابت روحية ووطنية متجذرة"، إلا أن الجماعة التي تقبع فوق جبل تبقى بدون مؤهلات لاستقبال جحافل الزوار الذين يأتونها من كل صوب وحدب، فتتحول رحلات العديد منهم إلى عذاب لا يطاق. غياب الطرق تزامنا مع زيارة الوافدين إلى موسم مولاي بوعزة الثقافي والديني، وبمجرد ولوجك مركز الجماعة، تنتشر مظاهر الهشاسة والبؤس التي تكون بادية على وجوه البسطاء. رغم تأهيل الطريق الجهوية 311 بين وادي زم بإقليم خريبكة ومولاي بوعزة بإقليم خنيفرة، إلا أن الأشغال انقطعت بمقطع "وادي كرو" الذي يفصل بين الإقليمين، وعلى الزوار القادمين من البيضاء وسطات وخريبكة وباقي المدن الواقعة جنوب قرية مولاي بوعزة، قطع مسافة من "واد كرو" نحو الجبل، حيث يرقد الشيخ والعالم الصوفي أبو يعزى يلنور، عبر طريق ضيقة بين الشعاب والجبال والوديان. الطريق المؤدية من المركز نحو ضريح سيدي الطاهر بلمعطي أحد أنساب أبي يعزى يلنور في اتجاه والماس بحوالي ثلاثة كيلومترات، لا يبلغ عرضها سوى ثلاثة أمتار، بمنحدر خطير لا يتوفر على حواجز إسمنتية أو حديدية، ما يعرض حياة الزوار القادمين على متن سياراتهم إلى خطر السقوط في الوادي. ورغم ضيق الطريق فإنه تنخره حفر ومقاطع مهترئة في اتجاه ضريح سيدي الطاهر بلمعطي، الذي يعرف توافد آلاف الزوار، ويبقى الوصول إليه من أعقد الأمور، خوفا من انزلاق السيارات. ضيق الطريق والمسالك داخل الجماعة يدفع آلاف الزوار القادمين على متن الطريق الجهوية 311، إلى ترك سياراتهم بحوالي كيلومترين عن مركز الجماعة والاعتماد على المشي، والأمر نفسه للقادمين من اتجاه خنيفرة وحد بوحسوسن وامريرت ووالماس، فعدم توسعة الطريق والأزقة وتهيئة الجماعة، من العوائق التي تعترض الزائرين للموسم. النظافة... الغائب الأكبر بعد ضيق الطرقات والمسالك وغياب التجهيزات يلاحظ الزائر لأول مرة غياب النظافة عن مركز الجماعة ومحيطها، سيما خلال الموسم الثقافي والديني للجماعة. وتنتشرالأزبال بمحاذاة المعرض المتنقل في اتجاه ضريح أبي يعزى يلنور، إذ يرمي أصحاب المعرض والزائرون والقاطنون النفايات غير بعيد عنهم. أما الطامة الكبرى فهي الدرج المؤدي من الأسفل نحو المعرض، إذ أصبح الضريح مكانا للتغوط بسبب غياب المرافق الصحية الخاصة بالزوار، والأمر نفسه بمحيط ضريح سيدي الطاهر بلمعطي، الذي يعرف الواد المؤدي إليه رائحة نتنة، بسبب مجرى مياه الصرف الصحي. فرصة للمنتجات المجالية تم نصب خيام المعرض البلاستيكية بعد رمضان الماضي ولم يتوان العارضون في نشر سلعهم المجالية، رغم أن الموسم يفتح رسميا في خامس ماي وإلى العاشر منه. منتجات الزي التقليدي الأمازيغي والجلباب والديكور الخشبي والأحذية والطاجين المغربي ومنتجات التجميل التقليدية (الحناء، أحمر الشفاه، الكحل....)، من المنتجات التي تستحوذ على حصة الأسد بالمعرض، تليها المنتجات العادية من الألبسة ولوازم عمل الإنسان الأمازيغي بالجبل. وهناك عصي خشبية مزينة بالزخرفة الأصيلة تعرض في اتجاه ضريح أبي يعزى يلنور، حيث يعتبرها الزوار بمثابة "باروك" الموسم، يصنعها الأهالي من أشجار الغطاء الغابوي الكثيف بالإقليم، لترويجها على زوار الموسم الثقافي والديني. أما بمحيط ضريح سي الطاهر بلمعطي، الذي يبعد عن مركز الجماعة بحوالي ثلاثة كيلومترات، فيعرف نصب الخيام التقليدية واستقبال الفرق الشعبية، سيما الأمازيغية منها، حيث يمتزج الفلكلور الأمازيغي بالعربي ويستقبل آلاف الزوار، وتبقى الحركة نشيطة إلى الساعات الأولى من الصباح.