تيـط مليـل … قطـب يتطـور
بوشفي النائب الثالث يكشف مشاريع طموحة في كل القطاعات ومطالب بإعادة النظر في تصميم التهيئة

باتت جماعة تيط مليل، التابعة لإقليم مديونة، قطبا محوريا في المنطقة برمتها، ووجهة مهمة لمستثمرين عقاريين وتجاريين، مع تطور النمو الديمغرافي بشكل واضح. وتشهد الجماعة في الفترة الأخيرة، مشاريع مهمة وكبرى، على غرار الطريق السيار الرابط بين تيط مليل وبرشيد، الذي وصلت الأشغال فيه إلى نسب متقدمة، والمركب الرياضي والترفيهي الكبير، استجابة لارتفاع عدد السكان فيها. وفي لقاء مع عدد من الفاعلين والسكان، ظهر أن تيط مليل أصبحت وجهة مفضلة لسكان المدن المجاورة الكبرى، بحثا عن الاستقرار والهدوء، وهو ما يتطلب عملا مضاعفا من ناحية توفير ظروف الراحة والاستجمام والترفيه، مع ضرورة إعادة النظر في تصميم التهيئة.
إنجاز: العقيد درغام وتصوير: (عبد اللطيف مفيق)
قبلة للمنعشين
يكفي أن تجوب شوارع وأزقة الجماعة، لترصد اشغالا في كل مكان لتحسين البنية التحتية والطرقات، بالإضافة إلى انتشار واسع للمشاريع العقارية والبنايات الجديدة، ما يؤكد أن الجماعة باتت قبلة للمستثمرين العقاريين، وسكان المدن الكبرى المجاورة للاستقرار فيها.
وفي حديث مع أحد المسؤولين عن البنايات الجديدة بالمدينة، أوضح أن تيط مليل باتت قبلة للمستثمرين العقاريين بشكل ملحوظ، إذ تنافس مدنا أكبر في هذا المجال، على غرار السوالم والمحمدية، وبعض المناطق المحيطة بالبيضاء الكبرى.
وأكد المتحدث نفسه، أنه يعمل على مشاريع بهذه المدن المذكورة، وأخرى بمحيط إقليم مديونة، ولاحظ أن تيط مليل باتت وجهة مفضلة للسكان الراغبين في الاستقرار والهدوء، واقتناء شقق ومحلات تجارية جديدة، مبرزا أن المدينة ستصبح في السنوات المقبلة، قطبا تجاريا وسكانيا هاما في الجهة بأكملها، وليس فقط في إقليم مديونة.
مركز لوجيستيكي
من بين الأشغال التي تعرفها تيط مليل، خلال الفترة الأخيرة، أشغال إنجاز الطريق السيار الجديد، التي تربط بين تيط مليل وبرشيد، إذ اكتملت الأشغال بنسبة تفوق 60 في المائة، حسب مسؤولين بتهيئة الطرق ب “أي دي إم بروجي”.
ويمتد المشروع على 30 كيلومترا، وهدفه الربط بين برشيد والبيضاء عبر مديونة، إذ سيوفر لمستخدمي الطرق القادمين من الشرق والشمال، والراغبين في التوجه للجنوب، تجنب الاكتظاظ داخل البيضاء.
وتبلغ قيمة المشروع، ملياري درهم ونصف مليار، ويعول عليه مسؤولو المنطقة من أجل تخفيف العبء على حركة السير بالبيضاء، والربط بين قطبين هامين، يعرفان توافد عدد مهم من السيارات يوميا، ويتضمن ثلاثة مسارات في كل اتجاه.
وسيكون المشروع جاهزا في الأشهر الأولى ل 2026، مع سير الاشغال بوتيرة مرتفعة وسريعة.
من جهة ثانية، دشنت شركة المباني والخدمات اللوجيستيكية “بي إل إس”، أخيرا، مركزا لوجيستيكيا مهما، بتيط مليل، بحضور عبد الصمد قيوح، وزير النقل واللوجيستيك.
ورصد لهذا الاستثمار المهم، 300 مليون درهم، وسيمكن من إحداث 145 منصب شغل مباشر، على مساحة 50 ألف متر مربع، مع سعة تخزين تصل إلى 55 ألف موقع منصة حاملة.
أنفاق ونقل عمومي وإنارة
ومن بين المشاريع التي تعرفها الجماعة، هناك التفكير في إحداث أنفاق، من أجل محاربة الاكتظاظ في الطريق رقم 9، بشراكة مع وزارة التجهيز، ناهيك عن توفير وسائل للنقل العمومي للسكان، إذ تتوفر الجماعة على “طاكسيات” صغيرة وكبيرة فقط، وباتت الحاجة ملحة لتوفير حافلات للنقل العمومي، للربط السريع بين المناطق المجاورة.
وسيتم أيضا تمديد خطوط الحافلات رقم 120 و608، لتغطية حي الليمون وجنان الياسمين، وتم أيضا طلب تمديد خطوط التشارك إلى تيط مليل.
وباعتبار جماعة تيط مليل عضو في مجموع الجماعات قطاع النقل، طالب محمد بوشفي، النائب الثالث لرئيس جماعية تيط ميل، المكلف بالتعمير ” بتوحيد التذكرة بين الطرامواي والحافلات لتسهيل التنقل بين البيضاء المركز والمدن المجاورة، وبالخصوص الطلبة في الكليات والمعاهد العليا والمدارس الخصوصية”.
واعتبر بوشفي أن هذه المشاريع باتت مهمة جدا في تيط مليل، وتنكب الجماعة على إنجازها، رغم قلة الموارد المالية.
وبخصوص ذلك قال بوشفي إن الموارد الحالية لم تعد كافية، وإن الجماعة فكرت في الاستثمار الذاتي وابتكار موارد خاصة لها، من خلال الاستثمار في عقارات خاصة ومركبات تجارية للكراء، مبرزا أن كل المستفيدين يؤدون ما عليهم في الوقت المناسب، مع إعادة النظر في الرسوم الجبائية دون الإضرار بالمواطنين، دون نسيان دور المجلس والمنتخبين والمجتمع المدني، في التنمية والحفاظ على البيئة وجمالية المدينة، وتحفيز الشباب على الابتكار والدراسة وولوج العالم المقاولاتي، عن طريق منصة الشباب التي تم تشييدها أخيرا، من قبل عامل صاحب الجلالة على إقليم مديونة ، وتشجيع الجمعيات الرياضية المحلية، من أجل جعل الرياضة رافعة أيضا للاقتصاد المحلي، وتشجيع التعاونيات، وبالخصوص المرأة لتشجيع الاستثمار في المنتوجات المحلية.
وبخصوص الإنارة العمومية، أنجزت دراسة من قبل مكتب دراسات مختص لتجويد الإنارة وتقليص النفقات، بتغيير الحبابات من نوع “الصوديوم” و”الهالوجين” إلى “الليد”، وبالتالي إضاءة جيدة بتكلفة صغيرة. الدراسة اكتملت والشطر الأول في التنفيذ في غضون أشهر.
مركب رياضي جديد
علمت “الصباح” أن التحضيرات لتشييد مركب رياضي وترفيهي بتيط مليل، بلغت مراحل متقدمة، وسيشيد على امتداد 11 هكتارا.
ويضم هذا المشروع الكبير، الذي ينتظره سكان المنطقة والجماعة، مسبحا وملاعب لكرة القدم والتنس وكرة السلة، وقاعة مغطاة متعددة الرياضات، بالإضافة إلى حلبة لسباق الدراجات والبادل ورياضات أخرى، على أن تستغرق الأشغال ستة أشهر.
وبالإضافة إلى ملاعب رياضية متعددة، سيعرف المركب تشييد فضاءات اجتماعية وترفيهية وتربوية، الغرض منها توفير بيئة سليمة لسكان الجماعة والإقليم عامة، والدفع نحو الرقي بالعمل المجتمعي، ومنح فرصة للشباب والرياضيين للإبداع.
ويهتم المركب أيضا بالأطفال، إذ سيوفر لهم فضاءات للألعاب والترفيه، إلى جانب مجال للجمعيات التي تعنى بهذه الفئة من أجل القيام بأنشطتها في أماكن سليمة وتربوية من الجيل الجديد.
ويعتبر هذا الفضاء هو الأول من نوعه في الجماعة، ويشكل ثورة بالنسبة إلى سكان المنطقة.
مركز صحي ضمن الأولويات
بخصوص القطاع الصحي، أكد بوشفي أن الجماعة تحتاج إلى مركز صحي بأطقم طبية وشبه طبية، قادر على الربط مع مستشفيات البيضاء مباشرة.
وشدد المتحدث نفسه على أن المواطنين يحتاجون لتلقي العناية الطبية والتدخل الأولي بجماعتهم، دون الحاجة للتنقل إلى مديونة.
ونوه بوشفي بقطاع التعليم، وقال إن الجماعة تفخر بالاكتفاء الذاتي، من حيث المرافق المدرسية، بحكم أنها تجبر كل مستثمر عقاري على أن يشيد مدرسة قرب كل تجمع سكني.
وبخصوص قطاع النظافة، أوضح بوشفي أن الجماعة تعمل على منح شركة محلية صلاحية التكفل بالقطاع، بتعاون مع العامل، وهو حل أنسب للنظافة بالمنطقة.
أما بالنسبة لدور الصفيح، ودوار الحاج موسى، فأكد بوشفي أنه يجب إعادة النظر في تصميم التهيئة، وبالأخص التنطيق، ويحبذ أن يكون في هذة المنطقة محفزا ومشجعا للمستثمرين، لكي يتم إدماج السكان من طرف المستثمر في مشروعه الخاص، ويعيد إيواءهم دون ضرر للقاطنين، ودون ضرر للورثة، وللمستثمر، الشيء نفسه لحي الرحمة، الذي تجب إعادة هيكلته، وإيجاد حل على مستوى الوكالة الحضرية.
بوشفي: تصميم التهيئة أصبح متجاوزا
قال محمد بوشفي، النائب الثالث لرئيس جماعية تيط ميل، المكلف بالتعمير، إن الجماعة تستعد لاستقبال ملعب لكرة القدم، باسم “الذكرى الفضية”، سيكون قادرا على استضافة المباريات ليلا لفرق المنطقة.
وأوضح بوشفي وهو إطار سابق في شركة فرنسية، ومن المكلفين بإنجاز خط “طرامواي” البيضاء والرباط، في تصريح لـ”الصباح”، أن الملعب سينضاف إلى المركب الرياضي والترفيهي الكبير، الذي سيحمل اسم “المنابع”، والذي سيكلف ستة ملايير، وسيتضمن ملاعب لكرة القدم ورياضات أخرى، وفضاءات ومسبحا ومسارا صحيا لممارسة المشي، ومساحات خضراء.
وأضاف المتحدث نفسه أن هناك تزايد كبيرة في طور الإنجاز، بحكم تضاعف السكان، ضمنهم سكان بعض الأحياء الصفيحية الذين تتم إعادة إيوائهم بتيط مليل.
وشدد بوشفي، الذي شارك في مشروع إحداث التيار الكهربائي القوي بطنجة والداخلة، ومشروع الطاقات المتجددة الريحية طرفاية، على ضرورة إعادة النظر في تصميم التهيئة، إذ أن الحالي والذي أعد في 2014، لم يعد يصلح، بحكم غياب وعاء عقاري، معتبرا أن هذا الأمر هو من الأولويات حاليا.
وأضاف بوشفي أنه بخصوص البحث عن موارد مالية جديدة للجماعة، هناك رغبة في إحصاء الأراضي غير المبنية عن طريق مهندس طبوغرافي، ودفع جميع الحرفيين والمهنيين للحصول على تراخيص مزاولة النشاط مع تبسيط المساطر وتكييف الرسوم الضريبية.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم البحث عن أراض للاستثمار الخصوصي، على غرار عملية أمل 2، وحل مشكل رخص السكن بتسوية وضعية المباني المخالفة لقوانين التعمير، وفق ما جاء به المرسوم 2.23.103، لأن وثيقة السكن ضرورية لمزاولة أي نشاط حرفي أو مهني أو تجاري.