الحرب تفضح فساد المنظمات الحقوقية
كشفت الحرب الروسية الأوكرانية حقيقة منظمة العفو الدولية “أمنستي”، التي وجدت نفسها في ورطة كبيرة غداة نشر تقرير مؤيد لموسكو وينتقد أوكرانيا بسبب تكتيكاتها القتالية التي تعرض السكان المدنيين للخطر، وتسبب ذلك في استقالة أوكسانا بوكالتشوك، رئيسة فرع المنظمة في كييف، أمس (السبت) احتجاجا على الموالاة لروسيا، في وقت ذهب فيه الرئيس الأوكراني حد اتهام “العفو الدولية” بمحاولة تبرئة روسيا ووضع “الضحية والمعتدي على قدم المساواة”.
وأماط التقرير اللثام بجلاء عن المقاربات المتحيزة للمنظمة المذكورة، كما هو شأن “هيومن رايتس ووتش”، في تعاطيها مع أوضاع حقوق الإنسان في بعض البلدان، بما في ذلك المغرب على وجه الخصوص، كما تبرز ذلك تحيزات صارخة لهذه المنظمة غير الحكومية، و ذلك وفقًا للمصالح اليومية.
وتعرضت “أمنستي” للقصف في مواجهة الصحافة والإعلام وهي وسائل الإعلام نفسها التي كانت قد أقعدت هذه المنظمة غير الحكومية على برج عاجي عندما تعلق الأمر بمهاجمة دول مستهدفة، مثل المغرب، وكما هو الحال بالنسبة إلى “هيومن رايتس ووتش”، المسألة ليست إلا مصالح مع بلدان من أجل تدمير أخرى، خلال استغلال حقوق الإنسان بأبشع طرق ممكنة.
وعكس أوكسانا بوكالتشوك التي استقالت احتجاجا على استهداف بلدها أوكرانيا، فإن تقارير الجمعية المغربية لحقوق الإنسان قاسية بشكل لا يصدق ولا أحد ينتفض حيال هؤلاء المغاربة المزعومين الذين أصبحوا مصدر معلومات مضللة لجميع المنظمات غير الحكومية الدولية، من خلال مدهم بمعلومات مغلوطة بشكل ممنهج، أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها متحيزة بغرض استعمالها لتشويه صورة المملكة دوليا.
وتهدف مقاربة هذا الطابور الخامس إلى تقويض المشاعر الراسخة للوطنية التي تحرك المغاربة حيال مؤسساتهم المقدسة وجعلها متجاوزة، لدرجة أن الدفاع عن الوطن ضد الأطماع الخبيثة لمن ينتقص من المملكة، أصبح بالنسبة إلى أعداء الداخل هؤلاء بمثابة انحراف وبدعة.
وأعادت استقالة بوكالتشوك إلى الذاكرة ما نشره روبرت برنشتاين، مؤسس منظمة “هيومن رايتس ووتش”، على أعمدة صحيفة “نيويورك تايمز” في مقال سيبقى محفورا إلى الأبد في سجلات التاريخ، حيث انتقد من خلاله عبر كلمات لا لبس فيها تنطبق أيضًا على منظمة العفو الدولية، مسؤولي “هيومن رايتس ووتش” لتضليلهم المهمة الأساسية التي رسمها للمنظمة و التي قادها لمدة 20 عامًا، عن طريق وصفها بأنها فاسدة أخلاقيا.
ياسين قطيب
كلام في الصميم شكرا على المعلومات النوعية.
Amnesty et human rights watch sont des machines à sou à la demande