رفض نقابي للتطاول على الدولة
وصف اتحاد النقابات الوطنية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل حملة «هيومن رايتس ووتش « بالتشويه المقصود للحقائق المنجزة على أرض الواقع في المجال الحقوقي والاجتماعي والاقتصادي، وأن الكثير من فقراته تنهل من محبرة تنظيم سياسي وليس من العمل الميداني لمنظمة حقوقية، وتستخدم قاموس المعارضين السياسيين وليس قاموس المدافعين عن حقوق الإنسان.
وسجل الاتحاد، المنضوي تحت لواء الاتحاد العام للشغالين من خلال تتبعه المستمر لتقارير المنظمة المذكورة، أنها تتبنى مواقف سياسية جاهزة لأشخاص يصرحون علنا بأنهم معارضون، وأنه يمكن لأي منظمة الادعاء بأنها تدافع عن حقوق الإنسان، وهي تعتمد مواقف سياسة مسبقة تجاه بلد معين، وتنخرط في حملات ممنهجة مضادة لاختيارات وتوجهات هذا البلد، فهي تصلح بالأحرى أن تكون تنظيما سياسيا معارضا وليس منظمة حقوقية تسعى إلى ضمان شروط حماية حقوق الإنسان .
وأوضحت النقابة المذكورة بأن المغرب عندما انخرط في سياسة حقوقية جريئة وشجاعة، منذ أواسط تسعينيات القرن الماضي، لم يكن ينتظر منها أو من أي منظمة دولية أخرى، دروسا في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، وعندما بادر بكل جرأة وشجاعة إلى الطي النهائي لصفحة ماضي انتهاكات حقوق الإنسان عبر تجربة هيأة الإنصاف والمصالحة التي صفق لها العالم، لم يكن ينتظر منها تقاريرها المدبجة بالادعاءات والافتراءات ، وفي كثير من الأحيان بالكذب والتلفيق ، ونهج أساليب الابتزاز والتحريض ومحاولة التدخل في الشؤون الداخلية، اعتمادا على أشخاص تحوم حولهم الشبهات، ويفتقدون لأخلاق المروءة والشهامة ولمبادئ الموضوعية والمصداقية التي من المفروض أن يتحلى بها المدافعون عن حقوق الإنسان.
وخلص الاتحاد إلى ألا معنى لأي تقرير حقوقي في غياب الأدلة الملموسة والخبرة العلمية المعترف بها دوليا في مجال انتهاكات حقوق الإنسان، داعيا مسؤولي المنظمة إلى الكشف عن الوثائق والأدلة التي تثبت صحة المزاعم والادعاءات الواردة في تقريرها، وحينها سيكون الاتحاد أول من ينخرط معها في العمل من أجل الكشف عن جميع الحقائق والتدقيق فيها وفضح كل من ثبت إضراره بحقوق المواطنين مهما كان موقعه، مشددا على أنه لا يمكنه أن يصمت أمام أي خرق من خروقات حقوق الإنسان مهما كانت طبيعتها ومهما كان المسؤول عنها، ولكنه في الوقت نفسه لا يمكن أن يسمح لأي جهة دولية حتى لو ركبت موجة حقوق الإنسان، بالتطاول على مؤسسات الدولة والإضرار بها عبر الإشاعة والكذب واختلاق وقائع وأحداث لا وجود لها إلا في مخيلة من يناصبون العداء لدولة اختارت طريقها بإصرار وعزيمة لتحقيق التنمية والاقتصادية والاجتماعية وتوفير العيش الكريم لكافة المواطنين.
ي . قُ