المؤثرات اليهودية في الأنساق الأمازيغية

المؤثرات اليهودية في الأنساق الأمازيغية 1 اختار الباحث لحسن أيت الفقيه، المهووس بالغوص في تاريخ الجنوب الشرقي للمغرب، الاهتمام بالتراث الثقافي ذي السمة اليهودية بجبال الأطلس الكبير، والبحث في البصمة اليهودية في الطقوس التي حافظ عليها الدهر هناك. ويرى أيت الفقيه أن الاهتمام بالموضوع يندرج في إطار العناية بالتراث الثقافي عامة، وليس له علاقة بتقديرات زائفة نحو اليهود، مؤكدا أن بناء الأنساق الثقافية سيظل ناقصا في حال تغييب اليهودية الأمازيغية، والوثنية الأمازيغية، إذ تبرز الاثنتان في المزارات الطبيعية، دون إغفال مؤثرات الدين الإسلامي الثقافية التي تتراءى في الطريقة الصوفية وثلة من التقاليد الشفوية. إعداد: برحو بوزياني الباحث أيت الفقيه يغوص في تراث الجنوب الشرقي بحثا عن بصمات اليهود كما هو معلوم، ليس لدينا جزر منعزلة، فنحن جزء من الجنوب المغربي، وضمنه تافيلالت الثقافية. لذلك لا بد من الانطلاق من الكل قبل الجزء، أو على الأقل لا بد من البدء، من حيث يجب تسطير مدخلات الموضوع أو على الأقل فتح الأبواب التي يجب الدخول منها، وهي أن أمازيغ المغرب الذين تهودوا، وأمازيغ المشرق والأندلس حينما قصدوا المغرب، بما هو بلد آمن، وتعلموا الأمازيغية، هم مغاربة، وبالتالي، فالتراث اليهودي جزء من التراث المغربي. إن وجود البصمة اليهودية ضمن التقاليد الشفوية بجنوب شرق المغرب، وطقوس الختان والجنائز، وعادات غذائية وألبسة وأزياء، جعل من الصعب التمييز بين ما لليهود وما لغيرهم، وكأن الإرث مشترك. إن النسق الثقافي لدى اليهود موحد بنسب مرتفعة، إذ أن مجال التعود لدى يهود فاس لا يختلف كثيرا عن المجال ذاته لدى يهود مراكش وتافيلالت. وساعد انتشار المذهب المالكي الإسلامي بجنوب شرق المغرب، وهو مذهب منفتح على التعود والأعراف، وشيوع التصوف الطرقي، على الاجتهاد في ملاءمة بعض الطقوس المحرجة، لكي لا تتعارض مع ما تنص عليه الديانة الإسلامية. وهنالك ظهر التجانس بين الطائفتين. وقلل ابتعاد الجنوب الشرقي المغربي عن مجال الفتوى المناهضة لليهود من درجة الحقد ومن وقع المضايقة. والإزعاج. وفوق ذلك جعلت اليهودية من مجال التقليد ممارسة دينية، فضلا عن أنها ديانة دنيوية، أقرب إلى شأن الدنيا، وأبعد إلى حد ما من نطاق الماورائي، ما وراء الطبيعة بالتحديد. حسن التعايش لا يمكن إغفال انتشار القصر، بما هو نمط السكن المتجمع بجنوب شرق المغرب، في فرض الاستيعاب، وهو ما جعل مجال التعود متشابها. وهناك أعراف تحوي بصمات يهودية نحو التشدد في الحفاظ على بكارة البنت البكر ليلة الدخلة، أو لحظة البناء. كما أن للقصر ذاته نسقه الثقافي المحصن والمتجانس. ولأن طبيعة الموضوع تهم مجال التعود، فالحديث لا يستقيم عن اليهود واليهودية، بما هي ديانة دخيلة بالوسط المغربي، دون العروج على التاريخ والتسلسل الكرونولوجي، قبل الوقوف عند مجال التعود والتقاليد الشفوية. إنهما مجالان، مجال التاريخ اليهودي، والتسلسل الكرونولوجي، للحدث ذي الصلة باليهود، ومجال التعود والطقوس الشفوية، لأنهما لم ينالا ما يكفي من البحث والدراسة. وقدمت الوفود اليهودية إلى المغرب، ابتغاء ممارسة حريتها في معتقدها، وطقوسها الدينية، وكذا لموقعه الإستراتيجي، الذي يؤهل الطوائف اليهودية لممارسة نشاطها الحرفي. والمغرب بلد يحسن التعايش مع جميع الملل والنحل. ولا غرو، فأثناء ورود المغرب في أساطير الإغريق كان يتصل بالآلهة نحو إله أطلس، أو أنصاف الآلهة نحو هرقل، الذي أتي ليفصل أفريقيا عن أوربا ويحدث مضيقا بحريا اسمه مضيق أعمدة هرقل. وتجمع ثلة من الإشارات إلى أن اليهود حضروا في المغرب منذ 2000 سنة، أي منذ حوالي 1000 سنة قبل الميلاد.

المؤثرات اليهودية في الأنساق الأمازيغية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رفض نقابي للتطاول على الدولة

انتشال جثة طالب من بئر باليوسفية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات