عرض باهت للفد بالجديدة في انتظار مراجعة الأوراق لم يحدث قط في جميع العروض السابقة التي قدمها "كبور" أن مل الجمهور المتابع لها وغادر القاعة قبل نهايتها. لكن ذلك فعلا حدث نهاية الأسبوع الماضي بالقاعة الكبرى لمنتجع مازغان، بمناسبة عرض "شكون كبور" الذي قدمه الفد في إطار جولة على عدد من المدن. الذين حضروا العرض ضاقوا ذرعا به، واعتبروه مملا يجتر أشياء من الماضي، عندما حاول الفد أن ينعشه بالحديث عن "الشعيبية"، ويضخ فيه نفسا من التوهج الذي حققه " الكوبل"، في وقت كانوا يتلهفون إلى إبداع جديد، مثير للضحك ويجيبهم فعلا عن سؤال عريض "شكون كبور". بل منهم عدد كبير قطع الفرجة المملة، وعاد أدراجه إلى الجديدة ومدن مجاورة لها، في وقت كان الكل يتوقع أن يبرهن حسن الفذ للجميع، أن قوته يستمدها على الدوام من مؤهلاته وقدرته على استدرار ضحك جمهور متابع، جاء "للترويح" عن النفس. لم يرق العرض إلى المتوقع منه قرابة ساعتين، وزاده رتابة محاور الفد وهو وجه لم يستسغه الجمهور إطلاقا، وكانت طريقة أسئلته ومحاورته للفد، تحيل فعلا عن حفل يقوم به تلاميذ في نشاط مدرسي احتفاء بنهاية السنة، دون أن يتمكن من أن ينسي الجمهور في "الحبيب". ولعل الفد أدرك رتابة عرضه الذي لم يرق، درجة شد الجمهور، فاستعان باسترجاع بعض من غزواته مع "الشعيبية" في الكوبل، وكان ذلك استحضارا للماضي كي " يعتق " به حاضره. ووصل الحد به أن يطلب إشعال "بروجيكتورات" القاعة، للدخول في حوارات جانبية مع الجمهور الحاضر، وإن كان ذلك جائزا في العروض، فإن ما لوحظ هو أن كبور من خلال ذلك كانت له نية مبيتة لتمديد العرض، والاستفادة من أوقات مستقطعة لترتيب أموره، كما يفعل مدربو رياضات كرة السلة واليد. وفي الحقيقة لم يحقق العرض ما كان متوقعا منه، وهو الإجابة عن سؤال "شكون كبور" وهي إجابة بشق واحد لا ثاني له، وهو الفد بالشعيبية أو بدونها، بالحبيب أوبدونه، هو من صنعهما وضخ فيهما التوهج، وأنه بإمكانه لوحده أن يواصل "غزواته" كرائد للفكاهة ببلادنا، والحال أنه استعصى عليه ذلك وظهر مقصوص الجناح، ولم يقدم جديدا يذكر ينسي الناس في "الشعيبية" والحبيب ويؤكد لهم "أنا هنا ... أنا كبور" ها أنذا بدون الشعيبية وبدون الحبيب وغيرهما. وإلى أن يفكر في عمل جديد ينسي متابعيه خيبة أملهم في عرض "شكون كبور"، فلا شك أنهم غادروه وهم يتساءلون "فين كبور؟" وتلك الأيام نداولها بين الناس. عبدالله غيتومي (الجديدة)